|
رعونة الحكام العرب جعلتنا لعبة بيد امريكا
احمد عبد مراد
الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 10:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يرد في خلد الحكام العرب الدكتاتوريين ان يأت يوم، تطلق فيه صرخة شاب تونسي تهتز لها عروش الطغاة فتسقط متلاحقة، واية صرخة تلك التي اطلقها( محمد البوعزيزي) انها لم تكن صرخة عابرة اوعادية كما تعودنا سماعها بل هي قربانا وفدائا للوطن هزت مشاعر كل الشعب التونسي الذي خرج عن بكرة ابيه يهتف (الشعب يريد اسقاط النظام ). بن علي كغيره من الحكام الرجعيين الدكتوريين لم يصدق ان هذا الغضب سيستمر ويتطور بوتائر عالية وعاصفة من شأنها كنس هذه الانظمة العفنة ،بل كان هو وغيره يعتقد ان الامر لا يعدوا عن كونه تفريغ شحنة غضب عابرة سرعان ما تجد طريقها الى التهدئة والاستيعاب ومن ثم يجري الالتفاف عليها واحتوائها . بينما راح بعض الحكام العرب المعتوهين كالقذافي ومن على شاكلته يهزؤن تارة ويشتمون تارة اخرى تلك الجماهير الغاضبة المصممة على كنسهم ورميهم في مزبلة التاريخ. لقد فاجئت تلك الثورات الحكام العرب كما فاجئت الولايات المتحدة ومخابراتها وذلك باعترافهم مرغمين بقوة الشعوب التي لا تقهر، وما ان هرب الجرذ بن علي كما فعلها قبله المجرم صدام بن صبحة حتى تناد ى شباب مصر الكنانة للثورة على حكامهم الدكتاتوريين الذين كانوا يعتقدون انهم يعيشون في مأمن مما يجري على مقربة منهم ولم يضعوا في الحسبان امتداد الثورة الى الارض التي يقفون فوقها لتلهب الارض تحت اقدامهم . هنا تنبهت الامبريالية ومخابراتها واستعدت على عجلة من امرها للدخول على خط الثورات العربية الاصيلة بروحها الشبابية النظيفة غير المشوهة وغير المتحزبة والتي تفجر غضبها المتراكم على امتداد سنين طويلة ،نعم تلك القوى الشبابية التي صبرت على جور وظلم وجبروت فراعنة العرب حتى فاض الصبر بها فأنقضت بكل قوة وعنفوان الشباب لتحطم عروشهم على رؤوسهم العفنة ...لقد نعق غراب امريكا اوباما متدخلا ومطالبا بالحرية للشعوب العربية ومناشدا الحكام العرب عدم استخدام العنف ضد الجماهير الثائرة ومطالبا بالاصلاحات السياسية وتحسين احوال الجماهير ،ولكن فات الرئيس اوباما كما هي حال ادارته ان الشعوب العربية غير غافلة اوغير مدركة لاختياره في توزيع الادوار غير العادلة والكيل بمكيالين ففي الوقت الذي يطالب برحيل بن علي وحسني مبارك والقذافي وبشار الاسد، فهو اصم ابكم وشيطان اخرس عن تدخل حكام السعودية الرجعيين والذين يعيشون في قرون ما قبل الوسطى وكذلك آل نهيان وحكام الكويت الانذال الذين هاجموا الشعب البحريني الاعزل بقوات ما يسمى درع الجزيرة (فئران الجزيرة) ليعرضوا هذا الشعب الثائر الى الموت والدمار ويسبوا النساء وييتموا الاطفال الابرياء هو ذا حال حكامنا العرب خدام امريكا بالامس القريب واليوم تدوس على رؤوسهم بالحذاء لتقول لهم لقد انتهت ادواركم ايها الحكام الانجاس ولم يعد لكم نفعا ،اما بالنسبة لحكام السعودية ودول الخليج العربي فلا زالت بقرتهم حلوب ولذا مهما فعلوا بشعوبهم ومهما ظلموا وجاروا واستكبروا( فدار السيد مامونه) مازال النفط يجري مدرارا لهم ولحلفائهم الصهاينة. لقد كانت عدوة الشعوب اميركا دائما تبحث عن سبب ما للتدخل في شؤون الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق من سيطرة الاستعمار القديم والحديث ،فمن كان يعتقد ان يحكم العراق، السافل صدام حسين ليغطي ظلمه كل مكان ويشن حروبه ذات اليمين وذات الشمال ويجعل الشعب العراقي يئن تحت الفقر المدقع ويعطي الحجة والمبرر لاحتلال العراق ومن كان يعتقد ان المعتوه القذافي وبكل وقاحته وصلافته يستسلم بين ليلة وضحاها ويسلم برنامجه النووي لامريكا مع تحمل تكاليف النقل بعد ان ملئ الدنيا ضجيجا وعربدة وراح يدفع الاموال الطائلة لكل من رفع الكتاب الاخضر ضاحكا عليه هازءا به ،وها هي ليبيا اليوم ممزقة تقصف بأشد القنابل فتكا وتصول فيها وتجول الامبريالية العالمية من قزم فرنسا(ساركوزي الى بوما )الولايات المتحدة الامريكية اوباما ،وفوق كل ما يجري تصر الانظمة الدكتاتورية والحكام المهوسين بالسلطة والجاه المزيف على الامعان في سحق شعوبهم حتى النخاع فهاهم حكام البعث في سوريا ومنذ خمسون عاما يمتلكون الدولة والشعب يبيعونه ويشترونه في سوق النخاس ولم يتعضوا بما آلت اليه الامور في ليبيا وتونس ومصر واليمن وحاكمه التعيس (الطالح) فبدلا من ان تقوم الحكومة السورية البعثية العبثية بالقيام بأصلاحات جذرية والقاء المادة الثامنة من الدستور واعطاء الشعب السوري حريته وتفك اسره وتفوت الفرصة على الامبريالية العالمية وربيبتها اسرائيل من التدخل في شؤون سوريا الداخلية راح حكام البعث يمعنون القتل والابادة في الجماهير الثائرة ،في الوقت الذي راحت امريكا مستغلة تلك الاحداث لتحرك مجلس الامن الدولي وترشي اعضائه تارة وتهددهم تارة اخرى بغية الاسراع في اتخاذ موقف حازم من احداث سوريا يعطيها المسوغ القانوني للتدخل في شؤون هذا البلد الذي يدعي المقاومة ولكنه صمت صمت القبور عن احتلال الجولان ولم يحرك ساكنا. ترى الى متى يظل هؤلاء الجهلة يحكمون شعوبهم بالحديد والنار الى متى تظل العائلات الخليجية تمتلك الشعوب وتمتلك الارض بما فيها وما عليها والى متى يظل الحكام العرب في غيهم واستهتارهم وعبثيتم ....الى الثورة يا شباب العرب واسحقوا هؤلاء الحكام عبيد امريكا بكل امتياز.
#احمد_عبد_مراد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مابني على باطل فهو باطل
-
ام عامرتقول(والله ملّينا)
-
لماذا لا نحتكم الى الديمقراطية بدلا من القنابل الموقوتة
-
هل هي لعبة امريكية خالصة
-
حكومتنا ولدت كسيحة ولا زالت كذلك
-
مساع محمومة لتخريب وحدة الطبقة العاملة العراقية
-
الطبقة العاملة العرافية عصية على اعدائها
-
مشاهدات وانطباعات سريعة
-
الحزب الشيوعي مدافع امين عن مصالح الشعب
-
ماهكذا ياسيدي النائب -حسن السنيد
-
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
-
اقطعو الطريق عليهم
-
نريدها انتفاضة سلمية تهتز لها عروش الفساد
-
ايها المواطن ماذا يقفز في ذهنك عندما تتذكر حكامنا العرب
-
العوامل المؤثرة في تردي الوضع الامني وتفشي الاعمال الارهابية
-
سلاما تونس الخضراء
-
كل شيء لكم ماذا تركتم للاخرين
-
بوادر ايجابية تلوح بالافق السياسي
-
العوائل العراقية المهجرة تناشد الحكومة انصافها
-
اوقفوا هجومكم على الحريات العامة
المزيد.....
-
مصر تصدر بيانا جديدا بشأن -سفينة ميناء الإسكندرية-
-
زلة -القمامة-: هل قدّم بايدن الرئاسة لترامب على طبق من ذهب؟
...
-
ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158
-
من سيحسم الفوز بمقعد رئيس أميركا الـ47؟
-
اتصال جديد بين وزير دفاع أمريكا ونظيره الإسرائيلي لبحث -فرص
...
-
وزير الخارجية العماني يدعو القوى الغربية لإجبار إسرائيل على
...
-
يوميات الأراضي الفلسطينية تحت النيران الإسرائيلية/ 1.11.2024
...
-
المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة يحذر: -جدري القردة- خرج عن ا
...
-
جنرال أمريكي: الدول الغربية لا تملك خطة بديلة لأوكرانيا بعد
...
-
الهجمات الإسرائيلية على لبنان وجهود التسوية / 1.11.2024
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|