شعب ذكي

بطرس بيو

الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 00:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

(مترجمة عن الفرنسية)
في الفصل الخامس من كتابه "جولة في تأريخ العالم" “Voyage Dans L’Histoire Du Monde”
يقول مانفريد ماي :
بينما كانت الأقوام في أواسط أوربا تعيش حياة بدوية على الصيد والحصاد كان السومريون في بلاد ما بين نهري دجلة و الفرات قد اسسوا اول حضارة مزدهرة في تأريح البشرية. فقد إخترعوا العجلة التي تعتبر اهم إختراع في التاريخ و المحراث الذي يسحب من قبل الحمير أو البقر. و اسسوا مدن يعيش فيها ما يقارب الخمسون ألف نسمة و أنشأوا سدوداً لحفظ المدن من الفيضانات، و القنوات لري المزروعات. ثم أخذوا يفتشون عن طريقة لحفظ المعلومات لا تعتمد على الذاكرة. فإبتدأوا برسم اشكال تمثل رجل أو إمرأة أو حيوان أوسلة فواكه أو كيس بذور و غيرها من الرسوم حتى عثروا تدريجياً على تثبيت المعلومات بالرموز و كانت هذه أول إختراع للكتابة في تأريخ البشرية و هكذا بدأ الخط المسماري. ثم أخذوا يحفرون هذه الرموز على صفائح طينية يشووها في النار لتتصلب. و هكذا اصبح تبادل المعلومات لا تعتمد على الكلام فقط بل تعدتها ألى الكتابة.

بإختراع العجلة و الكتابة المسمارية خطا السومريون اهم خطوتين في تاريخ البشرية. لكنهم كانوا ايضاً السباقون في مجالات حضارية أخرى. فقد أوجدوا طريقة القياس يعتمد على مبدأ الدرزن. كذلك هم الذين اوجدوا حساب الوقت بإحتساب الساعة ستون دقيقة و الدقيقة ستون ثانية.

و كانت المدن السومرية عبارة عن دول مستقلة يرأسها رئيس يستمد سلطانه من الآلهة إذ كان لهم دينهم الخاص و آلهة متعددة. و كان رؤساء المدن يسنون القوانين لتنظيم المعاملات بين السكان و يفرضون الضرائب عليهم. و كانوا يمولون رجال الدين و إدارة المدينة و أمنها. و كانوا يوفرون المياه و مخازن للبذور لحفضها لأوقات العسر. و كانت هذه المدن كثيرأ ما تتخاصم مع بعضها البعض و تنشأ أحياناً الحروب بينها.

دام حكم السومريون زهاء 1500 عام. ففي عام 2000 قبل الميلاد كانوا يسيطرون علي جزء كبير من الشرق الأوسط أما سبب إنقراضهم فلا يعلمه أحد بالتأكيد إلا أن حضارتهم و إختراعاتهم صمدت حتى يومنا هذا.

#بطرس_بيو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات