أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - الكوميديا العاشقة














المزيد.....

الكوميديا العاشقة


أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)


الحوار المتمدن-العدد: 3416 - 2011 / 7 / 4 - 22:07
المحور: الادب والفن
    


الكوميديا العاشقة(1)
شعر:
أسامة الخوّاض

"أسباب الجنون ما إنتِ نان وحّيدكْ
أسباب الغرام عينيك و خدِّك و جيدكْ
واسباب الجنون شعري النظم في عقيدكْ
ويا تاجوج يمين- والله- قلبي بريدكْ
( من أشعار المحلّق )
(1) الجحيم:-

"هل للأنوثةِ سحرها؟أمْ أنني أخطأتُ إذْ أهديتُ دِلْكة غبطتي "تاجوج" أجساد النساء؟"بكى "المحلّقُ" ،والصفاء،البار سكًن شعره المتثائبون بلغوهم،والدفُّ علّق أغنيات الداعرين على شفاه الشاربين،وألف سربٍ من صبايانا،"لبوح العشق جيتارٌ ترقّشه الفنادق ،والحوانيت الدخيلة،كنتُ في شطِّ البنفسج مبدع الأوقات،غازات المدينة طاردت "تاجوج"،حاصرها الزناة،وقال شاعرهم "معاطسها انسياب الدود في رحم الجدود"،تنهّد البار،"المحلّق" كان بين الخمر،والروّاد،والعشق النزيف مطارداً،قال"الزمرّد كان في "تاجوج"إشعاع البراءة في كواليس التهتك"،ضجّ طفلٌ جاء كي ينسى مواجعه الخضيبة بالرصاص،وطمث مزمور المدينةِ ،قال" "تاجوج"امتطاها الطمث،ضاجعها الصيارفة /الجنودُ،طعامها الغسلين مبذولٌ لشاربه"،يتامى الحبِّ باحوا "كان في أحراش فخذيها صعاليك المدينة،كان عظم العانة اللغة التي هربت من العمر الأمين إلى اللصوص"،مدامع الأنغام أغرقت الكؤوس،وكانت الأحضان "تاجوج" الجريحة،فرّت الشهوات من ليل العناق،البار أفزعه الحلول،العريُ وجه الله،أسمدةُ المدينة كانت التعب ،الحدائقُ-أعلنت والسُّكر يمتصُّ الورود-"هنا "المحلّق"رام"تاجوج"،القصائدُ أرّجت فستانها،"السوتيان"رمّان العناق القادم،"الايشارب" مصلاة الرحيل الأخضر،الثوب اندلاع الطهر في عشب الشيوخ العاهرين"،سبى "المحلّق"صدرها،وشدا" الزمرد يستريح على يديكِ،يشيل من عينيك أوراق الصلاة،ويصطفي العري المشاكس،فاخلعي فستانك الريفي عن جسد اللآلي و الكواكب،تنهمرْ فينا يواقيت النساء ،ودلكة الشبق المهرَّب عبر ميناء الوداد"،توكّأ البلد الأمين على المهانة،أقفرتْ "تاجوج"،أرضتْ فاحش القول،استفاقتْ-والزئير يرجّها-"إنَّ التبرّج ضدَّ مرسوم المدينة،عاهرٌ من يطلب العري"، ارتضتْ نهج القصيد الشاحب،انفرطتْ،فغطّتْ صدرها،داستْ ضفائرها البنوك،وقال شاعرها القميئ"العري مزبلةُ وموتُ"،شارفتْ "تاجوج"معراج الصفاقة،صاحبتْ تاج الخليفة و الجواري،أجبروها في الملاهي والبنوك على التعري و الدعارة،كان في أحراش فخذيها صعا...،وتثاءب المتماسكون،شدا "المحلّق"إنَّ عري الزنجبيل مهابط العشق اليجيء ،وورد"تاجوج"انسراب الروح في جوف القبيلة،إنَّ...."،أجهشت الأزقة بالبكاءِ،وجاءت المحن الرهيبةُ،طاردتْ قمر الأنوثةِ،فاض في البار البصاقُ،وغاص في الدفِّ المخاطْ
(2)المطهر:-
دهس المغنّي،والمدينةُ زُلزلتْ زلزالها،وقوافل الفقراءِ،والفتياتِ، والعشَّاقِ،والأطفالِ قالت مالها،والنيل فاض على الدروبِ،على الأزقَّةِ،والقصور العالياتِ،أقام في جسد العطالةِ،مدّ للسمّار قافية المغامرة البديعة،حفَّ بالوطنِ/الحريقِ شفاههم،...في البار أُطفئت الشموع،تبخَّرت خمر الصفاء،تقاتل العشّاقُ،سال الدمُّ في جزر المغازلة الخليعة،غادر الشعراء إزميل الكلام الساقط،اللّوحات ألقتْ حملها،"يا من تحبّ حديثنا ،أين "المحلّق" ذلك الشجر المرصّع بالتآلفِ؟ أين "تاجوج" المليئة بالْ...؟"،سرى الموج المغني في المصحَّات الكئيبة،والحداد،أجنّةُ العشق الطريد أضاءها الإغماء،والأرحامُ عانت محنة السفر المفاجئِ بين قاعات الجنونِ ،وبين صالات الصفاءِ،النيل دشَّنه الحنينُ،عويل هاتيك الصبايا عاده ما يشبه الوقت المُهَنْدس بالولادةِ ،والخروج الفذّ من بوَّابة الآلامِ، صبَّ النوم في جُبِّ العيون شرابهُ،وحثى التراب على متاريس المدينةِ،والطيور مضتْ تعبِّد نبضها
(3)الفردوس:-

الليلُ أجفلَ،والمدينةُ قد رواها عري "تاجوج"،الضفاف تبرّجتْ،"هل تبصرون على الأرائكَ غير "تاجوج""الجميلةِ و"المحلّقِ"؟؟-غرَّد الطفل المعبّأ في الكؤوسِ-"تشاهدون فحولة العشق الذي قبرته أشباح المجاعة"،زغردتْ زمر المصحّاتِ،القداسة أحرقتْ عار الصبايا،والرجال الجوف قاموا كالمسيح،البار أتخمه الغناء،وقال إزميل الغناء"-الآن-تطلعُ من شذى" تاجوج"أعنابٌ بلون النيل تسكرنا بلا حزنٍ ينزّ ولا أذىً،وتنام وردة ضوئنا بين التناغم والطيورِ، تجيئ حالمةً مجرتقةً ،وخيل الغيث تدخلها،تطرزها بعافية الفهودِ،يحمحم الإبريزُ "يا امرأتي اخترقتكِ،يا اكتمال العري،يا امرأتي قبلتكِ"،تنتشي سبل "المحلّق"مثقلاتٍ بالزمرّدْ

الخرطوم في 24-6-1981
**************************************************************************************************************************************
(1) تتخذ "الكوميديا العاشقة" من الحكاية الشعبية السودانية "تاجوج و المحلَّق" قناعا.و للحكاية روايات متعددة ، لكن المشترك بينها ان "تاجوج" كانت أجمل امرأة في قبيلتها،و عشقها "المحلَّق" و تزوجها.و لأسباب مُخْتَلف حولها، طلب "المحلَّق" من "تاجوج" التعرِّي الكامل أمامه.أحسَّت "تاجوج" أن هناك غرضا خفيا وراء ذلك الطلب،و كتمت غضبها ووافقت على طلب "المحلَّق" مشترطة –أيضا- أن يلبِّي أي طلب تريده بعد ذلك.وافق "المحلَّق" على شرطها.قامت "تاجوج" بالتعرِّي الكامل،ثم بعد ذلك طلبت الطلاق.صعق "المحلَّق"، لكنه أجاب طلبها و طلَّقها.أحسَّ "المحلَّق" بعد ذلك بالندم،و هام على وجهه متغنيا بحبِّ "تاجوج" و ندمه على طلبه ذاك.و انتهى به الأمر مجنونا طيلة حياته.أمّا "تاجوج" فقد قُتِلت في إحدى المعارك القبلية.




#أسامة_الخوّاض (هاشتاغ)       Osama_Elkhawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي ...
- صورة انتفاضات الشودان في الكتابات العربية
- اللاجئون الجنوبيون في مصر في -تغريدة البجعة-


المزيد.....




- جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن ...
- كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر ...
- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - الكوميديا العاشقة