أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - الثقافة والمثاقفة














المزيد.....

الثقافة والمثاقفة


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3416 - 2011 / 7 / 4 - 16:27
المحور: الادب والفن
    


• (الثقافة والمثاقفة) ، وحدة جذر أم اختلاف مضمون ؟

كثيراً ما نقرأ بعض المصطلحات المشتقة من جذر فعل واحد ، فتوهمنا بأنها متطابقة من حيث المعنى ، وان كان ذلك معكوساً ، وهذا ما نراه في مصطلحي الثقافة والمثاقفة ، فالأول وأعني الثقافة يعرفها الجاحظ (ت 255 هـ ) بأنها " الأخذ من كل علم بطرف " وفي اللغة العربية تثقيف الرماح تسويتها ، وهي تختلف في معانيها بين شعب وآخر ، فهي مثلاً لدى الفرنسيين العناية بالأرض ، أما الألمان فيطلقونها تعريفاً لكل ما يتصل بالقيم الروحية ،
وهناك من يرى فيها أنماطا عليا من سلوك اجتماعي مكتسب،
بمعنى إن الثقافة مقتصرة على الإنسان وحده كونه كائن اجتماعي أولا ،وإنها لا تتأتى لمن يطمح بها من باب التمني ما لم يكن هذا التمني مصحوباً بجهد وعناء للوصول إليها ثانياً ،
وهناك من يرى تعارضا بين الثقافة والطبيعة بينما يذهب البعض الآخر إلى التوكيد على عدم وجود هذا التعارض، لأنها تعمل على تطوير ذلك السلوك الإنساني وفق ما هو موجود في طبيعة المجتمع البشري المعيش ،
أما المصطلح الثاني واعني به المثاقفة فهي لغة تعني الخصام والعراك ، يقال ثاقفة بمعنى خاصمه وعاركه ،
وهي بالمفهوم الاورو- مريكي "الانتصار للمركزية الغربية" ، وكأن المثاقفة هنا تسعى لان تكون الشعوب تابعة لما تأتي به الدول الكبرى من طروحات فكرية ، ثقافية غازية ، محاولة منها جهد الإمكان أن الربط بين "سلطة المعرفة بالقوة" ،
وكأن هم المثاقفة هو السعي الى جعلنا نحتذي بالنموذج الغربي كونه النموذج الأصح من حيث التنظير والأصلح من حيث قبوله للتطبيق في الشعوب المفروض عليها ، ومن ثم هي محاولة لطمس ثقافة تلك الشعوب الممتحنة ،
الأمر الذي حدا بالكثير من المفكرين إلى محاولة استقصاء هذا المصطلح ومحاولة اطلاع المتلقي على ماهو كامن خلفه من محاولات تأثيرية كان الغرض منها تصدير ثقافة غازية إلى بلدان مازالت ضعيفة ، كما أوضح ذلك إدوارد سعيد في كتابيه «الاستشراق» (1978)، «الثقافة والإمبريالية» (1993)،
وقد نبذ الكاتب الكيني نغوجي واثيونغو المثاقفة في كتابه المعنون «تصفية استعمار العقل» (1986)، الذي نادى فيه بذلك من أجل «تحول اجتماعي أساسي لبنى مجتمعاتنا يبدأ من قطيعة حقيقية مع الاستعمار وحلفائه من الحكام المحليين»،
غير إننا كمثقفين يتوجب علينا الاعتراف بالمثاقفة المعكوسة وان جاء هذا المصطلح متأخراً ، ففي المثاقفة المعكوسة وحدها تُحترم ثقافات الآخرين بتعددها واختلاف مشاربها ،
خصوصا وان أشكال الثقافة المعكوسة مترسخة منذ زمن ليس بالقريب في الأدب العالمي ، فقد ظهرت مثلاً صورة العربي جلية للعيان في ما كتبه كلّ من بوشكين و بورخيس ،
كما إننا يمكننا أن نتبنى رأي الباحث الاجتماعي الفرنسي «ميشال دوكستر» حين عد الترجمة واحدة من طرق المثاقفة المعكوسة كونها "مجموع التفاعلات التي تحدث نتيجة شكل من أشكال الاتصال بين الثقافات المختلفة كالتأثير والتأثر والاستيراد والحوار والرفض والتمثل وغير ذلك مما يؤدي إلى ظهور عناصر جديدة في طريقة التفكير وأسلوب معالجة القضايا وتحليل الإشكاليات، مما يعني أن التركيبة الثقافية والمفاهيمية لا يمكن أن تبقى أو تعود بحال من الأحوال إلى ما كانت عليه قبل هذه العملية"،أي الترجمة ،
الأمر الذي يجعلنا وبدلا من أن نتبنى المثاقفة كمفهوم عولمي يهدف الى إقصاء التعددية الثقافية ، أن نعمل على ترسيخ مفهوم المثاقفة المعكوسة للحفاظ -في الأقل - على ثقافتنا التي نراها ُتستلب يومياً وبالتدريج .



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جغرافية النص ....أينها؟
- المرأة والشعر
- من يصنع من...؟
- لماذا.... المابعد ؟
- لاعالمية بالمصادفة ؛
- لا كونية عند استيعاب الكون ؛
- عنوانات
- مهرجانات
- الذاتية
- انطباعية ام .....مرآة الناقد؟
- نكتب نطبع نوزع
- القصة القصيرة والنقد
- رواية معاصرة
- موت البطل
- أين المتلقي..؟
- التفاعلية
- هل نحن مثقفون...؟
- لجان تحكيمية
- دراما الامعقول...لماذا..؟
- غير معلن


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - الثقافة والمثاقفة