أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - لوعة الشعراء














المزيد.....

لوعة الشعراء


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3416 - 2011 / 7 / 4 - 16:26
المحور: الادب والفن
    


١
هناك امرأةٌ جميلة كانوا يسمونها ( لوعة الشعراء ) عبرت إلى ليلي ونهاري و أفسدتْ عليّ موتي . امرأة أخطأها القدر في العراق فقفزتْ إلى زمني . امرأة تمشي و تقف وتتكلم ليس كما تمشي النساء ويقفن ويتكلّمن . فتحتُ قلبها بلغتي و فتحتْ العراق بروحها . لوعةُ الشعراء غسلتْ شعرها بالمطر و تقدّمتْ نحوي . لوعةُ الشعراء لَمْ ترَ شاعراً في حياتها . لوعةُ الشعراء نامتْ على لغتي وأنجبت كلاماً لا يشيخ . لوعةُ الشعراء لم تكسر قلبي لأنه مكسور أساساً لكنها جعلته ينزف . شكراً لها .

٢
المرأة التي أحبّتني بلا سبب تركتني بلا سبب
ثمّ عرفتُ أنها كانت تختنق وتريد سبباً كافياً للبكاء
هكذا لمعتْ لغتي بالمطر وهل الشاعر إلّا حائط مَبْكى

٣
هؤلاء الشعراء الذين يأخذون أولادهم إلى المدرسة ويحملون في جيوبهم أوراق التسوق بخط يد زوجاتهم ليسوا بشعراء . يحملون الخضار الى المنزل ويرمون القمامة ويحفظون تاريخ الزواج وأعياد ميلاد أولادهم عن ظهر قلب. مَن منكم يريد بعد هذا كلّه قراءة ما يكتبونه من شعر ؟

٤
المرأة التي تحبّك لأنك شاعر ، ستكرهك للسبب ذاته
ثم كيف لك أن تكون شاعراً عظيماً دون أن تكون عاشقاً خائباً ؟

٥
كيف لها أن تعاقبني ؟ وأعظم عقابٍ يناله شاعر هو السعادة

٦
أسعد البصري يُشفق على الشاعر العاشق . لأنه نصفُ شاعر و نصفُ عاشق . لهذا جُنَّ مجنون ليلى . ليس بسبب ليلى بل بسبب الشعر .

٧
الشاعر لغز والمرأة لغز وأنا بينهما بندولٌ بسيط . أنا حيرة فيزيائية لا تتوقف .

٨
تبحثُ عن فارس أحلامها في محرابي . وأنا مجرد أحلامها بلا فارس ولا فريسة. ثمّ كيف أبحث عن فتاة أحلامي وأنا بلا أحلام . أبحث عن امرأة تطعمني و تأكلُ معي و تتكلم . ولا أستطيع أن أكتب كالمبتدئين لأنال رضاها .
٩
إذا غضبتْ عليك امرأة فافعل كما يفعل الصقر حين يقع في الشباك . لا تتحرك ولا تتكلم . لأنك كلما تحرّكت آلتفت عليك الشبكة وصارت نجاتك مستحيلة .

١٠
ولماذا جاء الأنبياء بالرسالات ؟ أليس لنعبد الله ونتوقف عن عبادة النساء ؟ .

١١
هؤلاء الذين يحاسبوني على قصائدي على أنها سوء ظنٍّ بهم ، هؤلاء الذين لا يريدون تأويلاً آخر لحياتي سوى ما كتبته هذا المساء ، هؤلاء الذين لا يصدقون أن كلامي مكرٌ بنفسي وسوء ظنٍّ بسعادتي ، هؤلاء لا بُدّ أن يكونوا نساء . لأنهنّ كما قال النبيّ ( يُنكرنَ العشير) وكثيري لن يغفر قليلي . هنّ يتهجّين حروفي المريبة و يأكلنَ قلبي . يبحثن في وجعي عن سوء فهم و مكيدة وأنا بلا رجاء وأمل طويل أكتب بلا تأويل .

١٢
أنا وحبيبتي مطاردة شعرية لا تنتهي
إلا أن ما تقوله لا يؤثّرُ بأحد سواي
وما أقوله يؤثّر بالناس جميعاً إلّا بها
لهذا أعلمُ أنني سأخسرُ في النهاية .

١٣
الشاعر الحقيقي ينظر الأعمى إلى أدبه و يسمعه المصاب بالصمم كما قال المتنبي . وليس غير مفهوم و مبهم ولا يُبصره المُبصر .

١٤
عدد الكتاب اليوم أكبر من عدد القراء وهذا طبيعي
عندما لا يوجد مبدعون فإن الكل يتحولون إلى كتاب
ولكن حين يظهر المبدعون فإن الجميع يتحولون إلى قرّاء
عهد القراءة هو عهد المبدعين .

١٥
لماذا تعتمد شهرة الشاعر على العلاقات والإعلام ؟
لماذا تعتمد مكانته على إطراء أصدقائه في الصحافة ؟
السبب في ذلك واضح ، لأن الشعراء الحقيقيين لا يريدون الشهرة
الشعر لم يعد مجداً لهذا تركوا خيمته للمشردين .

١٦
ليتني كنتُ طبيباً أو مهندساً
عندها لا أحد سيقول لي أنني لستُ طبيباً
ولا أحد سيدّعي أنه طبيب
لكن الحظ العاثر جعلني شاعراً
حيث على الدوام هناك مَن يقول أنني لستُ بشاعر
وهناك على الدوام مَن يدّعي أنه شاعر .

١٧
إلى ولدي الشاعر المبدع
الكلام كله تكرار ، وحده الشاعر يقول عبارات جديدة
ويرسم صوراً جديدة ، وأفكاراً جديدة
أرجوك راجع قصيدتك الطويلة وتأكد أنك لو سمعت كلامي
لن يبقى منها سوى سطرٍ واحد .

١٨
هؤلاء الذين يطبعون ديواناً كلّ شهر
لماذا يهربون منّي ؟ لماذا لا يدخلون بيتي ويطلعوني على قصيدة واحدة
نعم قصيدة واحدة فقط . هذا كل ما أطلبه منهم .

١٩
ليس هناك شاعر حقيقي لا يحب أن يريكم شعره . لا تصدقوا هؤلاء الذين يحيلونكم إلى مجلدات ألفوها ويختبؤون وراء عجزكم عن فهمها . الشاعر طفل يحب أن يريكم ألعابه . الكارثة أنكم تقدسون أصحاب المجلدات أكثر مني لأنهم يذكرونكم بالآباء والعبودية أما أنا فأحب اللعب معكم . أصدقائي لا عبيد بينهم لهذا هم قليلون ما أعظمهم . يا مَن تحبّون كلامي طوبى لكم لأنني براءتكم وشعوركم بالكمال أما الآباء ف عقدكم وشعوركم بالنقص .
[email protected]



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أقبضك حتى أُفرّقك في الناس
- في ذمة المعري
- الحمد لله
- الماء الذي في فمي
- لا وقت للوقت
- العجز
- ألحاج تركي
- التأويل
- أنكيدو
- أسكبُ كلامي في قلبكِ المفطور
- كأنّ بنيهم عالمون بأنّني
- الكاتب من عزلته
- نساء البصرة
- حسن العلوي وأشياء أخرى -ألسعودية 3
- العراق الأمريكي لن يثور ولن يصبح عراقياً
- حسن العلوي و أشياء أخرى - 2
- حسن العلوي وأشياء أخرى
- دعاء خبيث
- فجر أوديسة و أفول الشرق
- أحمد عبد الحسين


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - لوعة الشعراء