أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - حديث حول الطائفية














المزيد.....

حديث حول الطائفية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 21:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.
حاولت في مقالات سابقة بلغت الأربعة وتحت عنوان ( هل كان الحكم الملكي في العراق طائفيا ) أن أقف أمام الظاهرة الطائفية بموضوعية وحرفية وإنصاف, مؤمنا بأنها المرض الأخطر الذي يجب أن يتصدى له كل إنسان وطني شريف, إن لم يكن حبا بوطنه فحبا بطائفته. وقد ألحقت تلك المقالات الأربعة بثمانية أخرى تتحدث عن فقه الدين وفقه الدولة, ومقالتين, ستتبعها ثالثة, تتحدث عن ( الشيعة والسنة بين فقه الدين وفقه الدولة ). وفي كل تلك المقالات لم أنكر وجود الطائفية سابقا في العراق. وما كان الشيعة من جانبهم أيضا بعيدين عن ممارسة الثقافة الطائفية, أو التسبب بها, أو التشرنق على الذات من خلال مفهوم الدولة "الظالمة, بكل ما يؤدي إليه ذلك التشرنق من ترسبات سلبية تعود مرة أخرى لتكرس بدورها الطائفية في عمق ثقافة المظلوم ذاتها, ولتمنعه من رؤية الحلول خارج ميدان رد الفعل السلبي.
إن المرء قد يكون طائفيا حتى وهو مظلوم, بل إنه في حالة كهذه قد يعطي لظالمه مشروعية أن يكون ظالما في نظر طائفته.
وما لم يكن المرء مبدئيا وضد الطائفية حتى وهو مظلوم, بل خاصة وهو مظلوم, فلا بد أن يكون الخلل فيه أيضا وليس في صاحبه الظالم فقط. وفي التاريخ هناك أمم انكسرت بعد انتصارها على عدوها لأن هذا النصر لم يكن قد تحقق بفعل من قوتها وإنما بفعل من ضعف عدوها, وما أن حدث الانهيار وزال العدو الذي كانت تجير ضده كل العواطف العصبية المرحلية حتى انكشفت مواقع الضعف ولم يعد بالمقدور منع حصول الانهيار, وإن هذا بالضبط ما أسميه بالنصر الكاذب أو ما قد أسميه بضعف القوة.
وفي بعض وجوهه فإن الحل ل (مظلومية الشيعة ) كان استهدف تبديل حاكم بحاكم ليس أكثر وطائفية بطائفية ليس إلا. وانظر إلى ما أنتجته ديمقراطيتنا في العراق.. لقد صار من مهامها الأساسية أن تحقق هيمنة الطائفة الأكثر عددا وليس الأفكار الأكثر أخلاقية وقوة, وبهذا فقد مسخت الطائفية هذا المسمى النبيل وحولته إلى مفهوم هو غاية في التخلف وحتى في الانحطاط.
نعم كان هناك ظلم تاريخي توجه ضد الشيعة إبان كل العصور الإسلامية المختلفة وبدء من الدولة الأموية ومرورا بالعباسية ووصولا إلى الحكم العثماني. ولنعترف أن الدولة العراقية الحديثة, حتى في حالة الاتفاق على أنها لم تكن تخلو من طائفية مقنعة أو مكشوفة, فهي كانت أخف وطأة على الشيعة من أي مرحلة سبقتها, لا بل أنها كانت فتحت طرقا سياقية عثر فيها الشيعة على أنفسهم كعراقيين وطنيين فكانوا أن تصدروا أغلب الحركات التقدمية والوطنية وحتى العروبية منها.
في اتجاه آخر, لم تخلو معالجة رجالات الشيعة لذلك الظلم من ردود أفعال غير صحية وكأن الحل بات يتجسد في معادلة... إن تنصف نفسك هو أن تظلم غيرك.. وليس أن تنصفهما معا بعدالة, أو أن تكون أنت الحاكم وليس هو.
وكأن الحل للطائفية صار, أن تستبدل حاكم بحاكم, وأن تعمل كل جهدك لأجل أن تصاغ معركتك السياسية والاجتماعية والثقافية بها الاتجاه ولهذا الهدف, أي أنها صارت معركة تبديل أسماء وليس معركة تبديل أفكار وبرامج.
ولهذا فإن المعركة ضد الطائفية صارت طائفية.
وحتى حينما تعامل بعض الكتاب مع جداول رقمية لإحصائيات عن عدد الشيعة المتنفذين في الدولة العراقية الحديثة, ومنها تلك التي اعتمدها حنا بطاطو في كتابه المعروف عن العراق, فإنهم جردوا تلك الأرقام من مكوناتها الزمانية والمكانية لكي يبرمجوها في عقلهم الطائفي وتنظيرهم للطائفية المضادة كحل, رغم إنها في الحقيقة ليست سوى ردة فعل لعينة, إن كان هدفها أن تُطلِع الشيعة من القبور فلغرض أن تلقيهم ثانية إلى القبور.
إن كتابا وسياسيين على هذا النمط ربما اعتقدوا أن أفكارا بهذا الاتجاه ستفيد الشيعة, لكني أرى عكس ما يروه تماما, إذ أنا لم أكن أحابي السنة في تلك المقالات, وإنما قلت في العديد منها أن هذه الحملة الطائفية لا تخدم الشيعة بدء, لأنها ستجردهم من إنسانيتهم وتجعلهم أسرى للتخلف وأتباع أرقاء لكل الظواهر السيئة, وستجعل المناطق الشيعية, خاصة, في حالة من الجهل والتخلف بحكم الثقافة الطائفية التي لا تملك مقومات التقدم.
إن جميع من يؤسس لهذا الوضع الطائفي المزري ولا يراعي البحث الموضوعي المنصف ولا الحلول الإنسانية المتفتحة يتسبب بأضرار كبيرة لطائفته قبل الطائفة الأخرى.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجيفي وأصحاب المناشير الأبرار
- الشيعة والسنة بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة – 2
- الشيعة والسنة.. بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة*
- أحزاب الدين السياسي والنفاق الوطني
- هناء أدور.. الكلام في حظرة الرئيس
- مأزق العراق مع دولة الإسلام السياسي
- مجزرة عرس التاجي.. مجزرة دولة ونظام
- خرافة المائة يوم.. إذا أردت أن تطاع
- الانسحاب الأمريكي العسكري من العراق
- أوباما.. وقضية النملة والبيجاما
- لولا علي لهلك عمر
- الخزاعي ليس هو المشكلة
- ولكن ما هو الإصلاح
- الإصلاح السوري .. بين النية والإمكانية
- سوريا - البحرين .. رايح جاي
- هذا هو رأيِ في رسالتك حول نظرية المؤامرة وبن لادن
- بن لادن.. حيث نظرية المؤامرة هي المؤامرة
- قل ولا تقل.. أبناء لادن وليس بن لادن
- سوريا الثورة.. والثورة على الثورة
- حينما تكون الخيانة اختلافا في وجهات النظر


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - حديث حول الطائفية