|
الشاعر والقاص المغربي عبد الهادي الفحيلي... في ضيافة المقهى؟؟!
فاطمة الزهراء المرابط
الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 14:35
المحور:
مقابلات و حوارات
الحلقة – 80 -
كان اللقاء الأول، بالملتقى الوطني السادس للقصة القصيرة بمشرع بلقصيري، كان هذا الملتقى فرصة جميلة للتواصل مع جملة من الأصدقاء من بينهم القاص المبدع عبد الهادي الفحيلي الذي كان يحتفي بصدور باكورته الأولى" شجرة الحكاية" التي تم توقيعها على هامش الملتقى، الذي كان مناسبة جميلة لتسجيل هذه الدردشة القصيرة...
من هو عبد الهادي الفحيلي؟
عبد الهادي الفحيلي شاعر وقاص من مواليد الدار البيضاء سنة 1976، حاصل على الإجازة في اللغة العربية وأشتغل بالتدريس.
كيف جئت إلى عالم الإبداع؟
لم يسبق لي أن انتبهت إلى الكيفية التي اقتحمت بها عالم الإبداع أو اقتحم علي الإبداع عالمي. كل ما أتذكره هو أنني كنت أحس بأن في داخلي تلك الجذوة التي كانت تجعلني متوقد الخاطر والروح، أتفاعل مع الجمال وعناصره وأنا أناوش قطعة موسيقية، لوحة تشكيلية، نصا شعريا أو سرديا.... في المرحلة الابتدائية تنبأ لي مجموعة من مدرسي بمستقبل زاهر في الكتابة انطلاقا من مواضيع الإنشاء التي كنت أنجز. ولكيلا أكون ناكرا للجميل أود أن أعترف بشيء هام جدا: كان لأخي الأكبر خزانة صغيرة وجميلة ضمنها أعمال "جبران خليل جبران" و"نجيب محفوظ" و"المنفلوطي" وأعدادا من "مجلة العربي" كنت ألتهمها التهاما وأغرق في عوالمها الساعات الطوال. وأذكر أنني قرأت رواية "اللص والكلاب" وأنا مازلت لم أتجاوز سنتي الخامسة الابتدائية. بطبيعة الحال لا يمكنني أن أنسى قصص "عطية الأبراشي" في السنوات الأولى والثانية من المرحلة الابتدائية. في المرحلة الإعدادية كان الانفتاح على الروايات العالمية المترجمة ونصوص التراث العربي والعالمي بشقيه الشعري والسردي وبدأت شرارة الكتابة تتزاحم في داخلي ليكون النتاج نصوصا عمودية مازلت أذكر طعمها المالح إلى هذه اللحظة. نصوص تصطرخ بلواعج الذات والقضايا القومية والوطنية وكذا بحرقة الحرمان العاطفي حيث كان الجسد يتلمس محنة التحول البيولوجي والنفسي. وحيث الذات تصطدم بمتاريس السلطة الأسرية والمجتمعية... أما في المرحلة الثانوية والجامعية فسارت الأمور نحو سبيل النضج مع تعدد القراءات وانفتاحها والانخراط في العمل الجمعوي الثقافي المطعم بشيء من الدراسة الموسيقية في أحد معاهد الدار البيضاء.
ما الدور الذي يلعبه النشر الالكتروني في حياة المبدع؟
بالنسبة لي شخصيا أنا مدين كثيرا للنشر الالكتروني حيث خلق لي موطئ "اسم" في المشهد الثقافي المغربي والعربي. إذ نسجت عبره علاقات متشعبة مع مبدعين مغاربة وعرب. ولكن رغم ذلك فإنني عندما أطالع اسمي ورقيا ينتابني فرح بنكهة الطفولة ولا أستطيع أن أفسر ذلك. النشر الالكتروني يجعلك موجودا وبقوة بغض النظر عن مستوى ما تكتب إضافة إلى سعة خريطة المقروئية وإمكانيات التواصل المباشر والفوري التي يتيحها، عكس النشر الورقي الموسوم بالنخبوية مقارنة مع سابقه ورغم ذلك أجدني مفتونا به ومقتنعا بتميزه.
ما هي طبيعة المقاهي بـ "سطات" و"الدار البيضاء"؟
الدار البيضاء مختلفة تماما عن سطات في نظري! وتبعا لذلك هناك بعض الاختلافات بين مقاهي المدينتين ولو أن السمة الغالبة على جل مقاهي المدن المغربية طابعها الغوغائي والتجاري. فقلما يجد المرء مقهى تساعد على التأمل وأخذ قسط من الهدوء حيث أصبحت المقاهي امتدادا للشارع بجميع تناقضاته ومشاكله وكذا ضوضائه وضجيجه. لعلمك أنا أشتغل في بلدة تابعة لإقليم سطات تغلب عليها البداوة وعناصر التهميش رغم مظاهر الحداثة المزيفة التي تتقنع بها من لوحات السيارات الفاخرة الأوروبية خاصة الإيطالية منها وأنماط اللباس على الموضة وكذا تحرر العلاقات بين الجنسين والمقاهي المصممة على أحدث طراز كأنك في مدينة كبيرة. في هذه البلدة أجد المقهى عالما يختزل جميع الوجوه والعادات والأفكار والطبقات الاجتماعية. فسيفساء من عدة عناصر تتداخل لتمنح لي فرصة كبيرة للاكتشاف والغوص بعيدا في المجتمع المحلي.
هل يمكن اعتبار الشاعر والقاص عبد الهادي الفحيلي من رواد المقهى؟
يمكنك اعتباري مدمنا عليها! المقهى بالنسبة لي مجال للقراءة وللاستراحة وحتى للكتابة ولو أنني أقرأ فيها أكثر مما أكتب. وهي مكاني المفضل لمتابعة مباريات كرة القدم حيث إنني من عشاق الرجاء البيضاوي وبرشلونة الاسباني. وكثيرا ما استوحيت مواضيع قصصي خاصة وأنا جالس في المقهى أمارس نوعا من التأمل والتوحد مع الذات في لحظات فتور حركة الزبناء فيها إذ أكتشف أنني الوحيد الموجود فأسر كثيرا للأمر.
إلى أي درجة يحضر فضاء المقهى بنصوصك الأدبية؟
استكمالا للجواب على السؤال السابق تشكل لي المقهى فضاء يتيح لي التفكير في مواضيع نصوصي خاصة منها السردية حيث إنني بصدد الاشتغال على رواية سأحاول إكمالها بعدما انتهيت من طبع مجموعتي القصصية الأولى التي صدرت خلال شهر ماي الماضي. تقريبا يحضر فضاء المقهى في أغلب نصوصي التي ستطلعين عليها ضمن المجموعة. بشكل من الأشكال أجدني مدفوعا لذكرها وأنا أكتب قصة ما. فكأنما تسكن وعيي الباطن أو ربما أحاول أن أسم إبداعي بنوع من المصداقية الواقعية إن صح التعبير. لكن الشيء الهام هو أنني أستنجد بها لأمارس بعض شغبي على قارئي المفترض لأوهمه بمصداقية ما أكتب.
ماذا يمثل لك: الإبداع، الطفولة، الموسيقى؟
الإبداع: اللعنة الجميلة التي ابتلاني بها شيطاني الأحمق وبحر عميق لكن خطير جدا أحاول أن أسبر غوره بلطف حتى لا يجرفني بعيدا ويرميني على الهامش. الطفولة: صرخة في وجه الزيف والسراب أعض دمي ندما على كل اللحظات التي مرت وأنا أتمنى فيها أن أتجاوزها. كم كنت غبيا! الموسيقى: محراب للتجلي والانكشاف على حدود الجمال والمعنى. النسغ الذي يسري في أنفاس الوجود. الحقيقة المثلى.
كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا؟
مقهى لا أبواب له ولا ساعات تحدد الزمن على جدرانه ولا شاشات تلفيزيون تزعق بالهراء في وجه رواده. كتب وكتب وكتب تؤثث فضاءه وقهوة ممتازة تحيي العظام بمجرد ملامسة رائحتها. مقهى يختلط فيها الشاعر بالموسيقي بالرسام بالناقد بالنحات وما إلى ذلك من صنوف المبدعين. أحلم بنوع من "المقهى الفاضلة" التي تنبذ السياسيين ورجال المال والأعمال.
***** في الأخير شكرا جزيلا لك وتحيات قلبية خالصة.
#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القاص المغربي هشام محمد العلوي... في ضيافة المقهى؟؟!
-
الشاعر المغربي أحمد فرج الروماني…في ضيافة المقهى؟؟
-
القاص والشاعر المغربي محمد منير... في ضيافة المقهى؟؟!
-
إصدار قصصي جديد - سَتَّة وْسَتِّين كْشِيفَة- للقاص المغربي ا
...
-
مدينة ابن أحمد تحتفي بالقاص المغربي حسن البقالي
-
جمعية -النجم الأحمر- تحتفي بالقاصة الراحلة مليكة مستظرف
-
جائزة أحمد بوزفور للقصة القصيرة
-
إعدادية الوحدة بطاطا تحتفي ب-إدريس الجرماطي- و-فاطمة الزهراء
...
-
زاكورة تحتفي بالقصة القصيرة
-
إصدار قصصي جديد - رقصة الجنازة- للمبدع المغربي إدريس الجرماط
...
-
أصيلا تحتفي باليوم العالمي للشعر
-
اليوم العالمي للمرأة في ضيافة إعدادية النهضة بأحد الغربية
-
فاس تحتفي بالمبدع المغربي عبد الرحيم مؤدن
-
الملتقى الوطني التاسع للقصة القصيرة بفاس يكرم الأديب المغربي
...
-
الدعارة ...واقع يطرح أكثر من سؤال؟؟ الجزء الثالث
-
الشاعرة المغربية البتول العلوي... في ضيافة المقهى؟؟!
-
أصيلة تحتفي بالقاص المغربي أحمد السقال
-
القاص المغربي أحمد السقال... في ضيافة المقهى؟؟!
-
القاص والناقد العراقي وجدان عبد العزيز... في ضيافة المقهى؟؟!
-
الشاعر المغربي محمد العناز… في ضيافة المقهى؟؟!
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|