أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - عمتي نزيهة














المزيد.....

عمتي نزيهة


أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 01:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عمتي نزيهة *

عمتي نـزيـهـة, ألف رحمة على روحها. وكم تحتاج اليوم إلى ألف ألف رحمة. لأنه يا ويل ويل من تغضب عليه, ويا (نيال) من ترضى عليه. لسانها اللاذع وغضبها القاهر كان يرهب حينا كله. ويطلب رضاها النساء والرجال والشيوخ والأطفال, تجنبا لحقد ما تنشر من نقد وإشاعات حسب رضاها أو عدمه… وبعد مرور كل هذه الأعوام واستقر الناس واطمأنوا بعد وفاتها.. عادت ذكراها لخاطري كلما فتحت قناة الجزيرة الفضائية لأسمع ما يقوله الصوت الآخر عن بلدي ســـوريــا. أرى صورا عن اليمن وليبيا شاهدتها على غير قناة من دقائق قليلة, لأسمع مذيعة الجزيرة الملفحة أو المذيع الأنيق مرددين أنها من مدينة حمص أو حماه أو حلب أو اللاذقية.. فضائية الدنيا السورية تقدم لي منظر مظاهرة شبابية مؤيدة في حي باب توما بدمشق رافعة صور رئيس البلد..ويدفعني الريمونتكونترول إلى محطة العربية, فأرى نفس المتظاهرين ولكن الصور تحولت إلى يافطات ثورية نارية تريد إسقاط النظام… فأتذكر عمتي نزيهة.. وأطفئ الجهاز, رغم اعتراض زوجتي التي ترغب متابعة الأحداث باستمرار وقلق.. فأفتح لها التلفزيون من جديد.. مغادرا الصالون إلى مكتبي.. لاجئا إلى الأنترنيت والمواقع الإعلامية المختلفة. ومنها موقعنا الحوار المتمدن (غير فضائية الحوار الجديدة المعروفة) التي تحولت إلى محطة ميدانية متخصصة في المقابر الجماعية وشهود العيان الذين يظهرون مرة برتبة مجند وأخرى برتبة عقيد أركان حرب.
موقع الحوار.. موقع الحوار الذي تعرفت عليه من بضعة سنين, وتعودت في البداية على علمانيته وأفكاره اليسارية واحترامه للحريات العامة وخاصة لجميع معارك الحرية والدفاع عن حقوق المرأة في عالمنا العربي والإسلامي.. وخاصة هذا الاتجاه الفولتيري المفتوح للرأي والرأي الآخر. دون الالتزام بالرأي أو الرأي الآخر. تاركا حرية النقاش المهذب للمشتركين, حتى دون أن يلعب دور القاضي أو الحكم. تاركا لذكاء الكتاب والمفكرين المحافظة على التوازن الديمقراطي في النقاش ونشر النبأ والجدل. ولكنني لاحظت ـ مع بعض الحسرة والألم ـ أن هذا الحياد بدأ ينحسر منذ آخر السنة الماضية. وبدأ الموقع يلتزم مع هذا أو ذاك. أو يؤمن حماية خاصة لذلك أو ذاك من الكاتبات والكتاب الذين يتبؤون دائما مركز الصدارة الدائمة في الموقع, مع الحرمان المؤكد من إمكانية الرد على مواقعهم الصاروخية الموجهة باستمرار ضد السلطة السورية الحالية, ولا شيء آخــر سوى السلطة السورية الحالية. وأبسط التعليقات المهذبة عليهم لا تقبل ولا تنشر. فوقعت في حيرة وأنا الحيادي في هذه المعمعة, حيث لا السلطة الحالية ترضيني.. كما لا أرى في غالب مانيفستات المعارضة الهيتروكليتية الحالية ما يقنعني بإمكانياتهم الغامضة لاستبدال هذه السلطة. بالإضافة أن الطرفين يعتبران الحياد وعدم الالتزام بكل حقيقة يصرحون لنا بها خيانة. وبالرغم من أن حقائق الطرفين لم تعد تقنع أية حكمة وأي عقل سـلـيـم. إذ أية حكمة وأي عقل باقتتال أبناء شعب واحد. ألفان قتيل معلن حتى هذه الساعة وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المشردين. ولكل طرف, بإعلامه النصيب الأوفى من المقابر والقتلى. وكل من الطرفين يريد هناءنا ومستقبلنا ورفاهنا وإهداءنا أحلى ديمقراطية وأصفى وأحدث حريات في العالم.

********
آخر خبر :
France 24 الفضائية الفرنسية الممولة من وزارة الخارجية الفرنسية, تعلن عن نصف مليون متظاهر في دمشق يطالب بإسقاط النظام.. و25 قتيلا سقطوا ضحايا برصاص قوات الأمن, بينما فضائية الدنيا السورية قدمت لنا كل هذا اليوم مظاهرات ومهرجانات تأييد حاشدة في جميع المدن السورية, وخاصة في جميع أحياء مــدن حـلـب وطرطوس وبانياس ودمشق...

يتبقى الهاتف والأنترنيت. أنادي أصدقائي ومعارفي وأكثر الجامعيين الذين تعرفت عليهم هنا في أوروبا وعادوا إلى البلد. كلهم يردد لي تعال..تعال.. المقاهي والمطاعم مليئة بالحسناوات والمواطنين والهرج والمرج.. وكل شيء تــمــام.. تــمــام.. جواب سوري تقليدي ثابت أسمعه على التلفون منذ ثلاثة أشــهــر.............

من أصدق؟؟؟... من أصدق.. لم أعد أصدق أحدا... وهذه مشكلة مريرة مؤلمة..عندما تفقد الحقيقة.. ماذا يفعل المواطن العادي؟؟؟!!!..............

آه لو كانت عمتي نـزيـهـة ما زالت في عالمنا اليوم.. لعرفت الحقيقة المنتقاة.. منها وحدها... ألف رحمة عليها.

أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة

*عمتي نزيهة
اسم مستعار حفاظا على ذكرى عمتي.



#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أهل الحكمة.. بلدنا يغرق...
- أيها الحواريون..تحاوروا !...
- خواطر سورية.. لمواطن عادي
- رسالة رد إلى شاكر النابلسي
- رسالة رد إلى نادر قريط
- سؤال إلى وسائل الإعلام
- آخر رسالة من مواطن عادي
- رسالة إلى الأصدقاء داخل الحوار وخارجه
- أكلة فلافل سورية...
- آخر نداء من مواطن عادي
- إذا وقعت البقرة..كثرت سكاكين ذابحيها
- رسالة قصيرة من مواطن عادي
- الرأي.. والرأي الآخر
- لآخر مرة.. لن أختار ما بين الأسود والأسود
- عودة إلى أدونيس
- A D O N I S
- صالات عامة..و جوامع
- ذكريات وخواطر.. لم تعد ترهب اليوم
- أبن عمنا باراك حسين أوباما
- مؤامرة, مؤامرات.. ومتآمرون


المزيد.....




- -لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م ...
- نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس ...
- كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر ...
- من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه ...
- حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو ...
- ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
- مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا ...
- -حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
- -روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع ...
- علاج واعد يوقف الشخير نهائيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - عمتي نزيهة