|
وكأني رأيتها تقود سيارة
اسحاق الشيخ يعقوب
الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 08:42
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
فزّ قلبي جذلاً ... أدرت مقود سيارتي متياسراً .. أمعنت النظر مندهشاً ... وكانت بعينها أمرأة تمسك مقود سيارتها .. بين سيارات عباد الله بثقة وكبرياء لا تجرى ... زغردت نفسي فرحة لها ... لمرأة الوطن التي تحلم أن تصعد درجات الحياة بجانب الرجل .. وما هيأته الحياة من وسائل حديثة في حياة الناس للتغلب على ضيم الحياة ...
عركت عيني ابحث عنها في زحمة السيارات .. التقطت سيارتها البيضاء التي تتصبب بياضاً كالثلج من بين السيارات الملونة .. اقتربت من سيارتها ركزت ابهامي في قبضة يدي مباركاً .. مؤيداً مبتهجاً ومسانداً .. همزت منبه السيارة جذلاً .. إلتفتت مبتسمة وخصلة شعرها تهفهف جذلى من بين سواد خمارها !! أعرك ذاكرتي متفائلاً مبتهجاَ وأسائلها .. أسأل نفسي بفرحة لا تجارى ... فرحة رجل ... لفرحة أمرأة ... تحلم ان تمسك مقود سيارة ... تذهب بها وتأتي بها بمفردها .. دون ان يفض خلوة ارادتها سائق هندي او بنغالي او فليبيني .. ولا خشية على وطن مطوق بفرحة حرية ومساواة رجاله ونسائه في الحياة ... أسأل نفسي – ما أكثر ما أسأل نفسي – أختم وعي الوطن خادم الحرمين الشريفين بإرادة وعي الوطن في اصدار قراره التاريخي الذي سيظل يلهج به التاريخ مدى الدهر في جزيرة العرب في حق المرأة كما هو حق الرجل في سياقة السيارة ؟!
إن أمل نصف المجتمع بل أمل وعي كل المجتمع ما برح يتجدد في خادم الحرمين الشريفين الذي يدير دفة سفينة الوطن على طريق الحداثة والتحديث ويفتح ذراعيه الكريمتين للمرأة السعودية ان تشق طريقها بجانب الرجل في العلم والبناء والاصلاح والتغيير !!
أكانت المرأة السعودية التي تستقيم ماسكة مقود سيارتها في جدة والرياض والقصيم والخبر والدمام والقطيف تستضيء ارادة خادم الحرمين الشريفين في طموح ارادتها في ان تنال حقها الطبيعي بجانب الرجل في الحياة !!
عجلة التاريخ في عجلة ارادة الجماهير والفرد في التاريخ .. وكانت ارادة خادم الحرمين الشريفين كفرد قائد فذ مبجل في ارادة الجماهير من النساء والرجال والاطفال في عمق حراك الوطن صعوداً حتى عين الشمس !!
إن الذين يتعرضون الى عجلة التاريخ بإسم الدين والعرف والعادة والتقليد هم يسيؤون الى الدين في حقيقة ذات الدين .. لأن الدين لا يصبح ديناً حقيقياً إذا تعرض الى ارادة عجلة التاريخ لأن ارادة عجلة التاريخ من ارادة الله في ارادة العدل والحرية والمساواة في التاريخ !!
فالدين لله .. والوطن للجميع .. ولا مساواة في الدين والمعتقد .. والناس في اختلاف معتقداتهم ومذاهبهم الدينية .. اما الوطن فعليه ان يخضع لمساواة فعلية في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة في كل شيء .. وفي امتطاء السيارة او البعير !!
أهل الحلال والحرام ... هم وحدهم الذين يدنسون الحلال بالحرام .. ويفترون على حلال الوطن بحرام الدين .. ولا يتورعون نهش حرمات الوطن بحرمات الدين !!
انهم يستعدون الوطن بإسم الدين .. ويستعدون الدين بإسم الوطن .. ويتجافلون امام التنوير في فجر الحياة ... ويتقوقعون في ظلام الكهوف ... وتجدهم في كل مكان يتكالبون جماعات ووحدانا ضد التطور و الانفتاح .. فالدين يفقد توهّج روحه العبادية في الوطن .. اذا انغلق على نفسه وجانب الانفتاح على مصلحة الناس وحرية الناس .. بل ان مصلحة الناس تأخذ اولويتها في فقه الدين وفقه الحياة .. وعلى فقه الدين ان يخضع لفقه الحياة !!
وانه من الببساطة بمكان ان حقيقة الرجل في حريته تماما كما ان حقيقة المرأة في حريتها .. وكأني رأيت شيئاً بسيطاً من حقيقة المرأة .. وهي تمسك بيدها مقود سيارتها .. وتشق طريقها في زحمة السيارات ... انها تريد ان تنفض عن كاهلها غُبن الفصل والحرمان ... وهي ترى بؤم عينيها حرية المرأة في كل مكان في قيادة السيارة وتريد جادة واثقة ان تزيل رتابة زمانها ... وتضعه في ازمنة الآخرين المتحركة مستضيئة بشيء من حرية الآخرين ... في حريتها !! فالزمان متحرك منذ الزمان ... إلا ان حركة سرعة الزمان في عصرنا اصبحت اكثر سرعة وتأثيراً من ماضي ازمنتها ... اننا في زمان حراك علمية سرعة الحركة في الفكر والمادة .. وعلى مجتمعاتنا العربية ان تأخذ مكانها في قطار سرعة علمية الحركة في الحياة .. وإلا فاتها القطار في سرعة علمية الحركة في الحياة .. وفقدت الحياة !!
إن اليوم الوطني القادم ... سوف يبتهج الوطن بإرادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالسماح للمرأة السعودية بتولي قيادة سيارتها وستعم الفرحة الجميع !!!
#اسحاق_الشيخ_يعقوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عودوا بنا إلى دفء الوطن
-
اختطاف يوم المرأة العالمي
-
الركض خلف الطائفة
-
تونس ومصر ليستا البحرين
-
التجريد في النص
-
التطبيع أيضاً.. ما التطبيع؟!
-
مسيلمة !!
-
إذا جاءك الظلاميون!
-
الاستنارة الدينية والتفكير العلمي
-
الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي
-
معنى السياسة في الديمقراطية وليس العكس
-
المرتكسون في وهج الحداثة
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|