أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد زكريا توفيق - الثورة المصرية إلى أين؟














المزيد.....

الثورة المصرية إلى أين؟


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 01:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا شك أن الثورة المصرية في ايدي غير أمينة. لماذا يجب أن نثق في القوات المسلحة؟ أريد أن أعرف سبب واحد يبرر الثقة في المجلس الأعلى. إنهم يحكموننا منذ عام 52، وهذا هو حالنا اليوم.

حكم العسكر جعلنا حقل تجارب، وأدخلنا في حروب نحن في غنى عنها، ومغامرات وتحالفات سياسية دون أخذ رأينا.

خربوا اقتصادنا ودمروا صناعتنا وزراعتنا وسرقوا أموالنا ونشروا الزبالة في شوارعنا وأصابونا بالفقر والجهل والمرض. حتى أصبح سكان العشوائيات أكثر من 15 مليون نسمة، وبلغت الأمية أكثر من 40%.

قامة الثورة المصرية، وأطاحت بجلادها وشيخ جزيرتها الذي قبع على أنفاسها مدة 30 سنة بدون رحمة ولا هوادة. هو الآن متمارض بشرم الشيخ، يتظاهر بأنه ميت كلما اقترب منه أحد.

يجب أن لا ننسى أنه من المؤسسة العسكرية التي تركت وظيفتها الأساسية في حماية الوطن وتفرغت للحكم والسلطة. وها نحن نشهد أداءها منذ أن تولت مقاليد الحكم منذ ثورة يناير.

أول القصيدة كفر. التمسك بالدستور القديم ومحاولة ترقيعه بعد أن اتسع الخرق على الراقع. وجىء بطارق البشري وصبحي صالح ومكي وآخرين، لا ندري من أين ولا كيف، لكي يعدلوا بنودا بعينها في الدستور الذي سقط بقيام الثورة.

ثم الإستفتاء وغزوة الصناديق، الذي لم يؤخذ به وضرب بنتيجته عرض الحائط. ليعقبه الإعلان الدستوري المكون من 62 مادة. وننتهي بحكاية الإنتخابات الأول، أم الدستور الأول.

لاشك أن المجلس العسكري، قبل الإخوان أو السلفيين، لا يريدون عمل دستور جديد، يقود إلى دولة مدنية عصرية. السبب واضح وجلي. السبب هو حرصهم على عدم خضوع المؤسسة العسكرية بمكاسبها وامتيازاتها لإشراف ومساءلة المدنيين.

الإخوان والسلفيون لا يريدون دستور جديد مدني مكتوب بأيدي مفكرين علمانيين ليبراليين. إنهم يريدون دولة دينية دستورها وشعارها هو الإسلام هو الحل. غير هذا كفر. هكذا قال لهم مشايخهم.

من هنا جاء التحالف الغير مقدس بين المجلس العسكري والإخوان والسلفيين. العدو المشترك هو دستور جديد عصري مكتوب بخيرة عقول مصر ومفكريها.

ثانيا، المجلس العسكري لا يستطيع محاكمة مبارك والعادلي، ولا أقول لا يريد. السبب هو ضغوط خارجية من أمريكا والصهيونية العالمية والسعودية ودول الخليج.

محاكمة مبارك والعادلي سوف تكشف علاقة نظم الحكم في مصر والدول العربية بالصهيونية العالمية، وسوف تكشف البلاوي التي أرتكبت في السجون والمعتقلات بحجة محاربة الإرهاب. التي، أقل ما توصف به أنها غير إنسانية. وتعتبر خرقا فاضحا لحقوق الإنسان يمكن أن يلاحق مرتكبوه دوليا.

لذلك نلاحظ أن المحاكمات بطيئة، كلها تتعلق بمخالفات إدارية ومالية. أما الجرائم الجادة، والتي ترسل مقترفيها إلى حبل المشنقة، فهي مؤجلة أو غير موجودة.

ثالثا، أعوان الشيطان الأعظم القابع في شرم الشيخ، لا يزالون موجودين كمحافظين ورؤساء جامعات وضباط أمن ووزراء وقواد جيش.

وجود هؤلاء في مناصبهم يضمن عدم انفراد الثوار بشؤن البلاد، ويضمن عدم محاسبة الزبانية على ما اقترفوه من جرائم.

رابعا، الإنفلات الأمني والبلطجية وأعوان مبارك. هذا يصب في نفس الإتجاه. أي شغل الثوار بأمور أخري، بعيدا عن الهدف الرئيسي. وهو تأسيس دولة مدنية حديثة، ومحاسبة المسؤولين عما اقترفوه من جرائم.

كما أن الإنفلات الأمني يجعل الشعب ييأس من الثورة وفكرتها. ويجعله قابلا لحكم عسكري قادم لا محالة، لكي تحكم البلاد كما كانت أيام مبارك.

بهذا، تصبح الثورة ذكرى، وهبة نسيم عاطر في صحراء قاحلة. ذهبت ولم يبق منها سوى أريج منعش على وشك الإختفاء من حياتنا البائسة.

لكن الشعب المصري كسر حاجز الخوف، وذاق طعم الحرية. لن يعود إلى أسلوب مبارك في الحكم مرة ثانية، ولن يرضى بالدولة الدينية. سوف يتحرر من الإستبداد العسكري والسلطة الدينية معا. فهو شعب عظيم يستحق أن يحيا حياة أفضل من هذه وتلك.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور أولا إذا أردنا بناء دولة مدنية
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (15)
- كيف نكون حكومة جديدة عصرية؟
- كيف نشكل لجنة وضع الدستور المصري الجديد
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (14)
- مآثر المسلمين واسهاماتهم في علم الفلك
- ماذا تعرف عن اللاشئ؟
- نحو دستور جديد خالي من المادة الثانية
- بعد ثورة اللوتس، هل هناك أمل في التحرر من السلطة الدينية؟
- ثورة اللوتس المصرية
- الفلسفة النفعية
- شوبنهور فيلسوف التشاؤم
- مشكلة الأقباط وحادث الإسكندرية
- نيتشة والرجل السوبرمان
- كارل ماركس
- حتى لا نكون رعايا وعبيد لحاكم مستبد
- قصص وحكايات من عالم الأحياء 04 - عالم النحل
- جرب فكري ودعارة خلقية
- عدم اليقين في العلوم الحديثة
- جان بول سارتر والفلسفة الوجودية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد زكريا توفيق - الثورة المصرية إلى أين؟