|
رسالة شكر من حمير العراق الى الجيش الامريكي
كوهر يوحنان عوديش
الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 10:34
المحور:
كتابات ساخرة
بعد ان انجز الجيش الامريكي مهماته التي جاء من اجلها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر عملية تحرير العراق شعبا ووطنا من دكتاتوره الدموي ( العملية تمت بنجاح والحمد لله ) هذا اولا، اما ثانياً فكان من اولويات القيادة الامريكية والمتحالفين معها في حربها ضد العراق، الاهتمام باليتامى والثكالى والارامل المظلومين والمتضررين من حروب النظام السابق وسياسته وطريقة حكمه وتعامله مع القضايا المصيرية ( لا يزال هؤلاء يدعون بالخير وطول العمر للرئيس بوش واعوانه مصاصي الدماء على اهتمامهم المنقطع النظير بهذه الفئة )، اما ثالثاً فكان توزيع خيرات العراق بالتساوي! على جميع مواطنيه من اقصى شماله الى اقصى جنوبه دون تمييز ( لان النظام السابق بدد ثروات الوطن على غير وجه حق!! )، اما رابعاً فكان افراغ العراق من اسلحة الدمار الشامل التي كانت تهدد المصالح الامريكية في المنطقة ( بماذا يجيب قادة امريكا والمتحالفين معها في حروبهم المتكررة على الشعب العراقي الاعزل، الذي كان المتضرر الوحيد من هذه الحروب، ومعهم كل المصفقين للاحتلال على ملايين المرضى والمصابين نتيجة استخدام امريكا لاسلحة محظورة دوليا ضد المدنيين العزل والتي ادت الى تشوهات وامراض خطيرة لم تكن معروفة سابقا، بل ان جميع الدلائل تشير الى ان هذه الامراض والتشوهات الخلقية هي نتيجة تأثير الاسلحة وبقايا المواد الكيمياوية التي استخدمتها امريكا في حربها ضد العراق )، اما خامساً فكان دمقرطة العراق وجعله منبعا للديمقراطية في الشرق الاوسط ( لم لا والعراق وشعبه اصبحوا حقل تجارب لتكنولوجيا العصر ونبوءات الاغبياء المتعجرفين من ساسة امريكا واعوانهم )، كانت هذه الاهداف والنوايا المعلنة من قبل امريكا والمتحالفين معها عند غزو العراق ومبرراتهم في تدمير العراق شعبا ووطنا، منذ حرب الخليج الاولى وفرض الحصار الاقتصادي على الشعب العراقي مروراً باسقاط النظام العراقي السابق واحتلال العراق وتدمير كل ما هو انساني فيه. وبعد ان انتهى الجيش الامريكي من تحقيق هذه الاهداف النبيلة ولم يتبق امامه أي خدمة يقدمها للشعب العراقي فكر بحيوانات العراق وبالاخص حميره!!، فلهذه المخلوقات شأنها شأن الانسان حقوق يجب مراعاتها والحفاظ عليها ( ربما ستدون وتثبت حقوق هذه المخلوقات في الدستور القادم، وتصبح من اولويات حكوماتنا الديمقراطية القادمة تعزيز هذه الحقوق والدفاع عنها لتنال اصوات الحمير .... وغيرها، بعد ان يفرغ العراق من ناسه وانسانيته طبعاً )، وبما ان الجيش الامريكي يراعي القيم الانسانية ومبادئه العالية هي عدم مخالفة القوانين ومساعدة المدنيين ومد يد المساعدة لكل محتاج اينما حل، فكانت اجمل لفتة واروع وقفة له ( للجيش الامريكي ) والتي ابرزت وجهه الحيواني ( اقصد وجهه الانساني ) في العراق المحتل! كانت تجاه حمير العراق ( ليس كلهم بل الحمار " سموك " فقط الذي حالفه الحظ واصبح صديقا لقوات المارينز الذين يعيشون في الانبار )، فحسب ما نشر في وسائل الاعلام ان الامر استغرق 37 ساعة لوصول الحمار " سموك " الى نيويورك على متن طائرة شحن من تركيا، وكلفت رحلة نقله بين 30 و 40 الف دولار !!! ( ترى هل هي ازمة حمير في امريكا المشهورة بهم؟، ام ان الحمار " سموك " العراقي اذكى من الحمير الامريكي ونقل الى هناك للاستفادة من ذكائه وخبراته العملية؟ ). هناك امران، احدهما مضحك والاخر مبك، في حالة حمارنا المحظوظ " سموك " الذي كان السفير الامريكي! لدى تركيا يهتم بمتابعة اخباره، المضحك انهم نشروا خبر نقله عبر وسائل الاعلام دون خجل وتستروا على كل الجرائم التي مورست بحق الشعب العراقي من قبل الجيش الامريكي ابتداءا بحروبهم غير العادلة والقتل العشوائي من قبل افراد شركاتهم الامنية لمدنيين عزل دون مسائلة او محاسبة وانتهاءا بفضائحهم الموثقة لما حدث في السجون العراقية من انتهاك صارخ في حقوق الانسان من قبل اناس يدعون حمايتها واحترامها!!، اما الامر المبكي فهو صرف 40 الف على حمار!! ( سواء كان المبلغ مدفوعا من قبل الكولونيل المتقاعد جون فولسوم ام من قبل " الجمعية الدولية لمنع القسوة ضد الحيوان", او مستقطعا من موارد العراق النفطية رغما عنا ) بينما يترك ضحايا جراثيم وكيمياويات الجيش الامريكي من الشعب العراقي يعانون من مصائبهم ويلاقون مصيرهم دون سؤال، ويترك اليتامى الذين فقدوا ذووهم بطلقة طائشة من جندي امريكي مراهق او بسبب شظية من قنابلهم الذكية يتوسدون الارصفة ويبحثون بين قمم الزبالة والنفايات عن لقمة خبز متعفنة يسدون بها جوعهم القاتل في وطن خيراته لا تعد ولا تحصى!. حقا انها وقفة رائعة من قبل الكولونيل فولسوم ومن قبل " الجمعية الدولية لمنع القسوة ضد الحيوان " ايضاً، في نقل الحمار العراقي " سموك " الى امريكا ورعايته وانقاذه من حياة الذل التي كان يعيشها وكلهم على هذه الوقفة مشكورين، لكن الم يكن الاولى بهم ان يلتفتوا الى ملايين اليتامى والاف المصابين جراء القائهم الاف الاطنان من القنابل المحرمة دوليا على شعب العراق الاعزل؟ والتي ستبقى اثارها تؤثر بالعراقيين لمئات من السنين القادمة.
#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاعور بين العميان سلطان
-
النائب الاشوري ( يونادم كنا ) ينعت المسيحيين العراقيين بالار
...
-
بماذا تختلف باسكال وردة عن طارق عزيز حتى تعاتبه؟!
-
متى تصبح مصلحة الوطن اعلى من مصالحكم؟
-
الانتخابات الجديدة هل ستغير وجه العراق؟
-
برلمان للعرض فقط
-
الدم العراقي في احقر المزادات!
-
مقترح لبديل عن الانتخابات العراقية
-
حقوق كلابهم محفوظة ودماء ابنائنا – علناً – مهدورة!
-
مسيحيو العراق بين قبضة الطائفية وسندان الدستور
-
مصادرة اموال البعثيين ام نقل لملكيتها؟
-
محنة مسيحيي العراق متى تنتهي؟
-
المصالحة ضرورة وطنية، لكن مع من ؟
-
سيادة الرئيس أليس السجن اولى بهم؟!
-
دعاية انتخابية ام دعوة لانهاء الفساد؟
-
الطفولة في العراق عمر مستقطع
-
وداعا يا شيخنا العظيم
-
اما لهذه النغمة ان تتغير؟
-
من المسؤول عن تفشي العنف ضد المرأة في العراق؟
-
بلاك ووتر لا تعترف بالسيادة ولا تشملها القرارات!
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|