|
الشعب العراقي الجبان!!
حاتم عبد الواحد
الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 08:39
المحور:
المجتمع المدني
هل الشعب العراقي هو اجبن شعوب الارض ؟ الحوادث ومدونات التاريخ تخبرنا بان سكان وادي الرافدين لم يخرجوا ثائرين ضد حكامهم الدمويين منذ فجر السلالات الاولى ، سيخرج لي كثير من المتشدقين الاجراء ليشتموني ويصفوني بالعمالة للاجنبي ولكنني سوف اطبق بيت الشعر القديم ... لو كل .... القمته حجرا . لقد كان الحاكم العراقي ولما يزل يأتي الى كرسي الحكم بطريقين لا ثالث لهما ، اما بطريق القتل والسيف والغزوات العشائرية المتبادلة فيحشد اتباعه مستغلا فضلة سلاح وعتاد ووفرة مالية واعراف توريث وتحالفات مدفوعة الثمن ليقتل باقي العباد باسم المصلحة العامة وصيانة القانون وامن الاقليم وقداسة الدم لذي يجري في عروقه كما كان يجري في مجالس اور واكد التي كانت تنتخب ملوكها باسم العصمة الالهية ورعوية الرب للحاكم ، واما ينصبه الغازي الذي يجتاح هذه البقعة ليكون خير عون لهذا الغازي في ضبط غضب الجمهور وحلبه الى حد يباس ضروع الامهات ، كما حصل في غزوات الاسكندر الكبير وكورش والغزو المحمدي وبني امية والعباسيين والبويهيين والغزو الامريكي الحالي . ولقد اثبتت التجاريب الدامية التي يحفل بها تاريخ العراق بطلان وزيف كل الشعارات التي رفعها الحاكم العراقي في كل التاريخ ، فلا الاقليم اصبح آمنا ، ولا المصلحة العامة للشعب ارتقت انملة فوق عتبة الخوف والجوع ، ولا الشعور بالمواطنة الغى المشاعر الطائفية والعرقية والدينية ، فلماذا نكابر على شيوع فكرة جوفاء ؟؟ ان نفاق رجل الدين العراقي قد مهد للمحتال السياسي العراقي ان يلعق دم المغفلين ، فشامانات اور واكد كانوا يهددون الفلاحين بان الرب سوف يغرق مزارعهم بمياه نهر الفرات او يصيبها الجفاف بقطع مياه النهر عنها ان لم يقدموا نسبة من غلال حقولهم للمعبد ، وهذا نفسه يجري الان بصورة مكبرة وبطريقة الديجيتال ، فالمراجع الدينية التي يتبعها العراقيون سنة وشيعة ، لم توجه الجمهور للثورة على الحاكم وانما توجههم لتقديم عرق جبينهم ولقمة اطفالهم للمعبد الذي يمول حظوظ الحاكم بالبقاء ، والذي يسلح عسسه ومليشياته وجراءه الذين اصبحنا نسميهم صحفيون ومثقفون ومفكرون بالبنادق والمال القاتل والانياب الطائفية الحادة ، فيوميا نجد على صفحات جرائدنا اخبارا عن حشود مليونية تلطم وتبكي على الحسين والكاظم وزينب وباقي العترة التي لا تربطها بالعراق سوى رابطة الغزو ، في حين تفتقر العاصمة لابسط مقومات الحياة الانسانية ، ناهيك عن المحافظات الاخرى والقرى والارياف ، فلماذا لا توجه المراجع هذه الحشود بالتوجه الى مقرات الحكومة ومربعها الاخضر وباسم الحسين والكاظم وزينب وباقي العترة السعودية المقدسة للاحتجاج على سوء الحال وقتل الابرياء وسرقة المال العام وتزوير تاريخ الحضارة العراقية ؟؟؟؟؟؟ وليس لهذا السؤال سوى جوابين ، اما ان يكون المراجع انفسهم من شلة الحاكم ولسانه المقدس الذي ينطق به ، واما ان هذه المراجع تعيش في كهوف القرن السابع الميلادي ، وفي كلتا الحالتين لا تكون هذه المراجع جديرة بالاحترام والتقدير طالما انها خارج منظومة العقل والحداثة والعدل . ان مراجع العراق سنة وشيعة متفقون على ان الحسين خرج ثائرا على الظلم ، فهل هناك اعظم من الظلم الذي يعيشه العراقيون اليوم ،وهل هناك دم اقدس من دم طالما ان الله هو خالقها ؟ اننا نتذكر حكاية البيت الشيعي التي طرحها بعض اقطاعيي الشيعة قبل سنوات ، ونتذكر ايضا الدعم السياسي والمادي الذي دعمت به هذه الحكاية التي لم تزل جذورها تنبض بالحياة ، ومن الممكن تنفيذها باي وقت طالما بقي الوضع العراقي هشا وقابلا للتفتت باي لحظة ، وطالما تستطيع اي مجموعة مسلحة ان تلوح بالويل والثبور والقبور ان لم تستجب مطالبيها ،ونعيش على ارض الواقع منذ سنوات طويلة استقلال كردستان العراق عن المركز السياسي المتناحر ، ولم يجابه احد هذه التصرفات الخارقة للدستور العراقي باي ردع قانوني او اخلاقي طالما كان الهدف من انشاء هذه الكانتونات القومية والمذهبية الارتقاء بمستوى حياة الفرد وحمايته من الجاهليات العمياء ، ولكن ثائرة السماسرة ثارت يوم قال النجيفي ان سنة العراق يشعرون بالغبن والاحباط ويفكرون باقليمهم . ما العيب الذي يعتور هذا التصريح ؟؟ مجموعة بشرية رأت مصيرها مجدبا ومظلما في ظل حكومة لا تلبي ابسط متطلبات البقاء ، فهل ينتظر السنة 35 سنة اخرى لتأتي دولة اخرى تجتث حزب الدعوة ، لقد اكل صدام حسين احلى سنوات العمر العراقي ، ويأكل حزب الدعوة الان وباقي المؤتلفين معه سنوات شيخوختنا ومنافينا ، فلا الدولة تزود سنيا بوثيقة ولا توظفه ولا تثق به ، بل ان صحافة هذه الدولة بكل اشكالها تصف السني بالوهابي والبعثي والقوقازي والناصبي ، وتحرض على قتله ، ولو ان هناك جهة دولية محايدة تجري احصاء لضحايا الخطف والقتل والاحتجاز على الهوية لظهر لنا رقما خياليا يشير الى ان ضحايا هذه الانواع من الجريمة في غالبيتهم كانوا من السنة ، وعندما يطالب النجيفي باقامة اقليم خاص بهم فانه يستجيب لمنطق الضرورة الملحة طالما ان الدولة المركزية لا تعير اهتماما لمصير هذه الشريحة العراقية التي قامت على اكتافها اعمدة الحكومة العراقية الحديثة ، اما الذين يتشدقون بوجود سني في ديوان الرئاسة او من اعضاء البرلمان او نواب رئيس الوزراء فانني اقول لهم ان هذه الوظائف هي من سلة المحاصصة وليس من سلة الاستحقاق . ان العراق ليس اكثر ديمقراطية من الهند او سويسرا او حتى يوغسلافيا القديمة ، والمنطق يوجب ايقاف ناعور الدم الدائر منذ سنوات ، والحكمة ان نترك الكذب والنفاق السياسي جانبا ونقول الحقيقية مهما كانت مريرة ، فاذا كانت الحكومة العراقية الان كلها من السدنة والحجاج والدراويش والمحبين لله ونبيه وال بيته فمن الذي يقتل العراقيين كل يوم في الشوارع ؟؟؟؟ المنافي المكتظة بالعرب السنة لا احد من حكومة حزب الدعوة يعيرها اي اهتمام ، يعيشون كفاف العيش او ينحدر بعضهم الى هاوية الجريمة والرذيلة من اجل البقاء وسفراء المحاصصة يظهرون على الشاشات المحلية والدولية نافخي اوداجهم بالمنجزات الوهمية لهؤلاء المغتربين ، مئات الاف من السنة بدون وثائق يجابهون المجهول في منافيهم بينما يحصل الايراني والافغاني والباكستاني على وثائق عراقية !! لماذا كل هذا الزعيق على تصريحات النجيفي ، هل هو العراق كما تزعمون ؟؟ اتحدى اي سياسي عراقي ان يقول لي ما هي حدود العراق الدولية الان ؟؟ ان السنة في العراق هم مؤسسوا الفكر الليبرالي والعلماني الذي يشكل املا مستقلبيا لنهوض العراق الحديث ومن حقهم ان يجنوا ثمار الوجود الامريكي في بلدهم كما جناه الشيعة والاكراد ، ومن حقهم ان يحفظوا اجيالهم من الانقراض بعد ان ابتلعتها موجات الاغتيالات والتهجير والنفي ، وانني لا اعارض بعض المواقع الشيعية التي تقول ان نسبة السنة في العراق لا تتجاوز 20 بالمئة لان هذه النسبة المتدنية هي محصلة عمليات القتل والنفي التي طالت هذه الشريحة ، وان لم يقم الاقليم السني الذي نادى به اسامة النجيفي فان هذه المواقع سوف تنشر نسبة اخرى تقول فيها ان العرب السنة او اهل السنة او النواصب في العراق لا تتجاوز 1 بالمئة وستكون هذه المواقع على حق طالما ظل مرتزقة السياسة يبعيون دم هذا الشعب المسكين الجبان . المكسيك
#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليابان ... سلام خذ
-
عشرة اسباب لفساد بيضة الثورة العراقية
-
رياح التغيير وسفن العرب الغارقة
-
افتحوا ابوابكم لبابا عزرائيل
-
خصيات نووية
-
من اجل لطيف الراشد
-
وزراء الحسين
-
الرب الاسلامي ينافس الفقراء
-
تسع كلمات قتلت العراق
-
ما هذه الطغمة المقدسة ؟
-
11 شجرة خارج السياج
-
السيد لا يحب الازهار
-
انا حمار الجنة
-
فنتازيا الوجع
-
337 +316 = صفر
-
استكماتزم
-
تلغراف عاجل الى الله
-
انه الكاكا يا عراق
-
مصرع الرافدين
-
انفلونزا الاسلام
المزيد.....
-
منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية
...
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
-
كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج
...
-
تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي
...
-
وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|