سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1016 - 2004 / 11 / 13 - 12:56
المحور:
الادب والفن
هو : حانةٌ صغرى
( أظنُّ نِزار قبّــاني بـ " طوق ِ الياسمينِ " استعملَ التعبيرَ : أعني حانةً صغرى ، لأول مرةٍ … )
لكنّ هذا البارَ في غربيّ إيلنغَ الفقيرةِ
( Poor West Ealing)
ليس كما أحَبَّ نِـزارٌ !
البابُ الـموارَبُ ســوف يَــدخلُــهُ الزبائنُ منذ مقتبَـلِ الضحى ؛
لا ظِلَّ لامرأةٍ تُراقِـصُــهم ،
ولا مـرأىً لخاصرةٍ تَـكَـسَّــرُ في الضياء الــنّــزْرِ ،
لا زهرٌ يـباعُ موزَّعاً بين الــموائدِ
لا حديثَ يدورُ
لا جازٌ ولا لَـعِــبٌ …
…………………………
…………………………
…………………………
و منذ سنينَ خمسٍ كنتُ ألقى في الضحى أشــياخَ إيرلندا
متكأكِـئـينَ إزاءَ ســاقيةٍ وراءَ الـنُّـضْــدِ
مبتسمينَ …
كانوا ، شأنَـــهمْ دوماً ، يلفّــونَ السجائرَ صامتينَ
ويحتسونَ البيرةَ السوداءَ .
أحياناً ، أُحَـيِّــيهِم ، فأسْــتأني
وأحياناً أُتابِعُ خطوتي ، متعجِّلاً ، لأكونَ عندَ الـنُّـضْــدِ …
لكنّ الشــيوخَ يتابعونَ الصمتَ والتدخينَ
أشــباحاً
كأني ما مررتُ بهم …
وكأنني شــبحٌ سـيدخلُ في الجدارِ ويختفي …
…………………………………. .
……………………………………
……………………………………
ما أطولَ الســنواتِ !
ما أنأى الــمَــدى !
………………………………......
……………………………………
……………………………………
أمسِ انتهيتُ إلى حقيقةِ ما ظننتُ المســتحيلَ :
عرفتُ أني صِــرتُ
شيخاً
صامتاً
متطامنَ الحركاتِ
من أشــياخِ إيرلندا …
Lancaster 12.11.04
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟