أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غادة عبد المنعم - ما الحكمة من تحريم زواج الأقارب بالرضاعة؟














المزيد.....

ما الحكمة من تحريم زواج الأقارب بالرضاعة؟


غادة عبد المنعم
مفكرة


الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 01:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



موضوع إقامة بنك لبن الأم كان قد أثار فى الأيام الماضية عدة تساؤلات حول شرعيته التزاوج بين الأطفال الذين يتم تغذيتهم عبره؟ وهل يعتبر هؤلاء أخوة فى الرضاع؟

السؤال بقدر غرابته يحمل فى طياته الكثير من عدم التبحر ولا فهم ما نسميه نحن المسلمين الحكمة من التشريع، أو ما يمكن أن يطلق عليه بشكل عام، القانون المضمر فى التشريع، حيث يحوى كل تشريع دينى قانون عام يطالبنا الله بالسير على صراطه ليس فى التشريع الذى يحويه فقط، ولكن كجزء عام من معتقداتنا وسلوكنا فى الحياة.
وحتى نفهم حكمة تحريم التزاوج بين أخوة الرضاع لابد أن نجيب على سؤالين هما:

- لماذا حرم الله زواج الأقارب بالرضاع وجعل تحريم التزاوج بين أقارب الرضاع فى نفس درجة تحريم التزاوج بين الأقارب بالميلاد؟
- ثم وهذا هو الأهم، لماذا لم يبيح الدين (معظم الأديان المتداولة فى العالم الحديث) التزاوج بين أشخاص تربط بينهم درجات معينة من القرابة بالميلاد؟

بالطبع إجابة سؤالى الثانى حول تحريم التزاوج بين أفراد تربط بينهم درجات معينة من القرابة بالميلاد هو للحرص على ألا يتم تدمير مشاعر حب وعلاقات تراحم أسرية أمومية وأبوية وأخوية عند الخوض فى نوعيات أخرى من العلاقات ومن الحب ومن المودة وهى العلاقات الزوجية؟
أما إجابة السؤال الأول فهى تحتاج فى تصورى لتبصر أكبر حيث أن التحريم فى هذه الحالة يعود

للأوضاع الاجتماعية المحيطة بعملية الرضاع والروابط التى تنشأ عنها، حيث عرف أنه فى مكة أيام النبى كان الرضيع ينتقل من مكة المدَّنية، بحياتها الرغدة، للبادية الصحراوية، وهناك فى البادية، تتولى سيدة متزوجة أنجبت حديثا، إرضاعه مع طفلها، واحتضانه لعدد من السنين هى وأسرتها، وقد يصل عدد هذه السنين لسبع سنوات، وهى فترة طويلة قياسا لمتوسط عمر الأفراد قديما الذى كان يقترب من الـ35 عاما، وكانت الأم البديلة التى تقوم بعملية الإرضاع فى عهد الرسول، تبقى هى وأسرتها بعد انتقال الوليد من رعايتها واستقراره فى مكة على اتصال به طوال حياتها وحياته، إذن فقد كان الرضاع فى مكة فى عهد الرسول محاط بنظام اجتماعى اقرب فى حياتنا الاجتماعية المعاصرة بالتبنى؟
وليس بالطبع بما قد يحدث عندما يتم استئجار سيدة تقيم (أو تذهب لساعات) لبيت الطفل لإرضاعه (لمدة شهور على الأكثر) ثم تغادر دون أن تقوم لا هى ولا زوجها بفعل التربية لسنوات طويلة، سنوات كانت تمثل فى الأغلب حوالى خمس متوسط حياة المواطن المكى، لذا فان الأسرة بالرضاعة كانت جديرة قديما، بنيل كل حقوق الأم والأب والأخوة لمشاركتها فى تربية وتوجيه واحتضان وحماية الوليد. ذلك حيث نظام الرضاع القديم يشبه نظام التبنى الحديث اجتماعيا، سواء تم عبر بيوت الحاضنات التى تستضيف الطفل لتربيته لعدة سنوات فى مقابل مادى تدفعه لها الدولة أو بنظام التبنى الكامل الذى يتم من قبل أب وأم وفيه يتم احتضان الطفل لعمره كله.

وقد أفتى بعض شيوخ الأمة الإسلامية على أنه يكفى أن يحصل الطفل على خمس رضعات مشبعات من أم واحدة لتعتبر بذلك أمه بالرضاع؟ (وهو أمر اشك فى صحته حيث اعتقد ضرورة الاحتضان والتربية ونمو المودة والحب الأمومى من الأم للابن وحب البنوة من الابن للام) ولكنى مع ذلك أشير هنا لكلمة "مشبعة" والتى استطاع هؤلاء التقاطها من حكمة التشريع، الكلمة التى تؤكد على الاطمئنان وتبادل الحنان والحب والتى تشير لأن المطلوب أصلا لإقرار صلة القرابة هنا وتحريم الزواج هو مكافأة الحب والحنان بنوع من الحب والحنان المكافئ، مكافأة الحب الأمومى بحب الابن والحب الأخوى بحب الأخ وحتى لا يكون لاختلاط المشاعر (حب الأخوة فى مقابل الحب الجسدى، أو الأمومة أو الأبوة فى مقابل الحب الجسدى) سبيل يؤذى الحس العام ويؤذى الأفراد!! حيث كيف يتزوج أخ بأخت عاش معها تحت سقف واحد على أنهما أخ وأخت؟ وكيف لفرد طبيعى عادى، ذو مشاعر وحساسية أن ينمى حب لأمه التى احتضنته ومنحته عطفها الأمومى، غير حب الابن؟ وكيف لأشخاص عاديين بمشاعر راقية أن يتعدوا حدود وضعتها التربية، والخبرات - وليس لبن الرضاعة - بممارسة الجنس سويا؟ رغم ما تم تثبيته لسنين من موانع تأصلت عبر تعاملات حددت العلاقات بين هؤلاء على أنها علاقات من أب بابنته –مثلا- أو من أم لابنها أو من أخ لأخته؟ إلا فى عالم بدائى محدود التحضر؟ حيث تقل الحدود والموانع ويمارس الجنس بلا ممنوعات عاطفية؟ لذا أظن استحالة تحريم المحارم بالرضاع إلا فى حالة التربية.



#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحدثتُ -تعريف واحد نهائى للذكاء-.. أخيرا .. وحتى نتخلص من ...
- يا دى التخلف.. كأن البلد مفيهاش غير رجاله!!؟
- .. فى المقاومة.. كتبتها واحدة طهقانة من العرب شعوب وحكام
- الانفورمير (2) لماذا يسمع المصريون الجن والملائكة يكلمونهم ! ...
- مناشدة للأمم المتحدة للمساعدة على انجاز اتفاق (مسئولية دولة ...
- رمضان بعيدا عن دهننة المسلسلات الرمضانية؟
- يبدو أن جهاز الأمريكان (الانفورمير) موجود فعلا وعلى وشك الاع ...
- هل نطمع أن يتحرك أصنام المعجم اللغوى
- حتى لا يصطاد البعض فى المياه العكرة على الدولة التدخل؟
- إذا لم تكن مهنتنا عاجباك!! فالمهنة على وشك التخلى عنك؟
- ديناميكية ازدواج الانتخاب والاختيار تعمل دائما للأفضل!!
- نحن اكرم مما تظن نريد محاكمته .. غيرنا كان قتله بلا محاكمة
- فارس اسامة فوزى الذى يسب كتاب موقعه
- لماذا ارفض اختيار رئيس تحرير الصحف القومية (أو غيرها) بالانت ...
- فى تصورى هل ما استقرت عليه الامور فى مصر هو الوضع المناسب فى ...
- برنامج لتطوير وتفعيل نقابة الصحفيين
- تعليقا على نداء الزميلة عبير سعدى عضو مجلس نقابة الصحفيين ال ...
- اجتماع سامى الشريف بصحفيين مجلة الإذاعة والتليفزيون.. مهزلة. ...
- الجموع قصيدة
- مناشدة للأمم المتحدة حفاظا على الثورة المصرية


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غادة عبد المنعم - ما الحكمة من تحريم زواج الأقارب بالرضاعة؟