قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 3411 - 2011 / 6 / 29 - 10:40
المحور:
كتابات ساخرة
خلاصة هذه النظرية : أن اية ظاهرة اذا شاعت بين الناس واستمرت سنوات فهذا يعني ان المجتمع يتقبلها. وبما ان الفساد شاع في العراق واحتل به المرتبة الثانية عربيا والرابعة عالميا، فهذا يعني ان العراقيين تقبلوه وصار لديهم امرا مألوفا،ولم يعد عيبا أو خزيا كما كان.
ستقول: لكن الحكومة والناس يدينونه ويدعون الى القضاء عليه.
وقد يردّ عليك "نزيه خبيث!": ان اكثرهم منافقون، ولو كانوا صادقين فما الذي يمنعهم من القاء القبض على من سرقوا الملايين ومازالوا يسرحون ويمرحون في مناطق خضراء وحمراء داخل الواطن وخارجه؟!
صحيح ان كثيرين في الحكومة ومؤسسات الدولة نزيهون، اما لأن ضمائرهم لم تتلوث او لأنهم وصلوا حد الاكتفاء الذاتي!. ولكن كثيرين بينهم فاسدون، اما لأن ضمائرهم تهرأت، او أنهم لسعوا (بالكاوية) الخلية التي تنبض بالوطنية، او ان " قلق المستقبل" دفعهم الى استغلال الفرص والتحوط للمجهول.. والشاطر ، في عرفهم ، هو الذي ينتهز الفرصة على طريقة (الحواسم) لا ان يكون من (النوادم) الذين منعهم ضميرهم يومها ان ينهبوا الوطن ولما وجدوا الحواسم نطوا من الحضيض الى القمة واشتروا شققا فارهة بعواصم عربية وبنوا عمارات في بغداد، والقانون معطله اوتاره.. صاروا من النادمين.
وعلى وفق النظرية في اعلاه، فان الندوات والتثقيف وخطب الجمعة التي تدين الفساد وتدعو الى محاربته، لن تجد نفعا. فكل المجتمع- في الاوضاع الطبيعية- يدعو للأخلاق غير ان معظم أفراده لايلتزم بها، فكيف الحال مع مجتمع تعرض فيه الضمير الى القصف على مدى ثلاثين سنة؟!
هذا يعني ان لا علاج للفاسدين والمفسدين الا القانون. فإذا كنا جادين، فلتعلن الصولة عليهم.. ولتكن البداية بالكبار لا بصغار ينحرون " كبش فداء". وليحاكموا علنا عبر شاشات التلفزيون، ففي هذا درس اخلاقي ابلغ من خطب الجمعة.
هل سيتحقق ذلك بعد أن بحّت أصوات المطالبين بها؟ أم أنه لا سبيل للناس سوى أن يمدّوا ايديهم للسماء مرددين: اللهم ازهق الباطل..وقرّب ساعة الحساب؟!..مع علمهم أن نفس السماء طويل جدا..وأن منتظرها يكون على طريقة ( الذي يأتي ولا يأتي) في مسرح اللامعقول!
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟