أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى رمضان الحميداوي - ليل كاظم السماوي ....قراءة في قصيدة (ليل الغزل ).........يحيى الحميداوي














المزيد.....

ليل كاظم السماوي ....قراءة في قصيدة (ليل الغزل ).........يحيى الحميداوي


يحيى رمضان الحميداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3411 - 2011 / 6 / 29 - 12:07
المحور: الادب والفن
    


من ليل كاظم السماوي نسترق السمع للحن ينفرد بعزفه ليصوغ حروف سمراء لفحتها شمس السماوة فتقلدت تقاطيع أنثى جامحة تفوح بعرق الغزل لنثمل على أنغام شيدها الشاعر بحرفية ممتزجة بشاعرية فائقة .....كاظم السماوي صاحب القصائد التي دللت الحسجة وروضت تقاسيم القصيدة العمودية الشعبية بلغة سلسة رغم رصانة الأسلوب حتى أنك حين تقرأ القصيدة التي يكتبها السماوي تشعر بعمق اللغة ووضوحها للقابلية التي ضخها في الصورة التي يريد إيصالها فيستطيع القارئ فهم النص من خلال الصور المتحركة الحية التي تتشبع بها قصائد السماوي ...وفي قراءة لنص من نصوص الشاعر المغترب في أمريكا نستطيع أن نفهم لغة السماوي ونبضه المملوء بالعشق الشفيف ....شاعر أستطاع أن يروض الحرف ويتلاعب باللغة كيفما شاء فجاءت القصيدة لتغفوبين يديه وتتوسل أيقاضها لتتدفق ينبوع من الإبداع والروعة ......في قصيدته الموسومة ليل الغزل ويكفي أن يكون عنوانها ليل من المشاعر الملونة والتفاصيل الممزوجة بالتمني والتشابيه المستعارة في الوصف ..( فحط ليلك فرس يتغازله الخيال رجف طرف الزلف وچفوفك تلاوح(. ..فحين تقرأ مستهل القصيدة تترأى لك المقدرة الفنية على تصوير العلاقة المتأصلة بين الفارس وجواده ومالها من أثر ممتد في الثقافة العربية والعادات والأعراف التي يتمتع بها العربي الأصيل ....ليمزج معها صورة الليل في التشبيه وكأنه ينعت الممانعة والأباء بتعب الفارس وهو يمتطي صهوة الجواد الذي لم يألف الفارس الذي يغازله وهو يمانع في أنفاسه الأخيرة من التغاضي ... (وعفتني بحلگ روج الموت اغط مرات
انبگ مره الك وعيونك تمازح)
..وبين الرفض والقبول ينتقل في البيت الذي يليه لتكتمل لوحة الفنان بعزوف الأنثى وهروبها من كلمات الغزل التي اخترقت هواجسها لكنها أفلتت من مصيدة الفارس لترمقه بنظرات ملئها المزاح والمشاكسة رغم لهاثه وراء همساتها وتقاسيم سحرها الخلاب ....وهو يتمنى أن تشاركه انتحاره وتكون معه في دوامة العشق التي أخترق أفيائها ليعود منتشيا واصفا أنوثتها بهستيرية العاشق المحترق الذي يسحب الحرف إلى عليائه متغزل بإثارة لاتعرف التهادن والصمت بسبب الشوق الذي يأخذه بلا وعي ليتحدث بما أسره من زوايا مخبئة تعلن الأنوثة الطاغية رغم التستر عليها .........( وگضه الليل وطفح شوگك بعد قاطات
من طگ القميص بصدرك الطافح )وبين ماهو عليه اختفى طعم كل شيء من لسانه وهو المتمكن من سبل أغوار الأنثى حين يقول ......( خدر حلگي وعگدت الساني الك شدات وتيهت المذاق الماصخ ومالح)يعود بعدها ليتدارك موقف الفارس الذي لايريد لنفسه الهزيمة والتهاون ليعلن انه لم يستطيع تميز أنثاه المنتشية لاختلافها عن الأخريات بالطعم واللون والعشق الذي يريده لها لتكون مميزة ومختلفة ولذلك هو يتبعها حتى أخر أنفاسه( يالطعمك غريب وحرت اضوگه اشلون وشفافك زبد فوكه العسل سايح)......يتنقل السماوي تنقلات رقيقة بأوصاف أكثر عمق لنغمض عيوننا ونبدأ بتخيلات لتلك المرأة التي يسبغ عليها بأنعام الوصف التي يجود بها ويشكلها بصورة الحمامة التي تتحجل بالجمال وتملئه سهام لايقوى بعدها على المقاومة ليسقط بين سحرها وجمالها صريع لهوى (نثيه) تحترف معه الغزل لتتركه يجود لنا بقصيدة متخمة بالمشاعر والأحاسيس ....( نثيه مكلشه وسبگ جنحهه اسيوف
كل شبگة بوريد وحازبه تذابح).......وفي دوامة الغزل والصراع بينه وبين معشوقته يضع المتلقي في زحمة من الأسئلة هل من الممكن أن يتخاذل الفارس ويتعب من مطاردة حبيبته منهك المشاعر من ممانعتها اللذيذة ورغم تعبه وألمه ألا أنه لا يفتأ ليهطل علينا بأوصاف تجعلنا نتسابق لنرسم صورة متكاملة للمرأة التي ألهبت النص في ليل الغزل .......أنه ليل من الوصف والغزل ورغم ظلامه ألا أن شمس الأنثى التي أراد لها السماوي أن تكون قد تسيدت على سماء القصيدة وأضاءت النص بأنوار أنيقة ومبهرة ......( ولك عرگت چفوفي وروحي ماعت بيك
وبظلمة لهفتي حجاجك يجادح
يلطبعك فجر ومغازلك نسمات
والبرحي اعله حلگك رايج ولاكح
من تجبل تخدر الماي اذا زعلان
وتشگ طوله سفينه الراچد وطافح
سهرت النجوم وسكرت الضحكات
چي خمرة شفافك من تمر بارح
ترف تتنگل الممشه اعله طرف الثوب
واردافك مهد من تهتز اتطاوح) ومن خمرة القصيدة التي جادت بها قريحة الشاعر كنا في أقصى حالات الثمالة ......فكيف لانثمل ونترنح بين الحروف وهي حروف شاعر شعبي كبير أستطاع أن يضع بصماته الرقيقة والمتمكنة في روح القصيدة الشعبية ....لك أيها السماوي وللأنثى التي عشقناها من خلال نصك الرائع الجميل المذاق كما البرحي قبلات بطعم البرحي ...................


يحيى الحميداوي
بغداد
28-6-2011



#يحيى_رمضان_الحميداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغربة والحنين في قصائد توفيق الصكبان
- رصاصة ..................يحيى الحميداوي
- الصراع بين المالكي وعلاوي ..........
- حكومة تدعوا الرجال إلى نفسها .....
- مهلا ..........الجنة لنا نحن الفقراء يحيى الحميداوي
- رائحة المدينة (شنور قدوري ) يحيى رمضان الحميداوي
- نافذة الأغتراب
- حكومة توافق أم تراشق
- قصتان قصيرتان جدا (المرآة).......يحيى رمضان الحميداوي
- براءة الرطب .......يحيى رمضان الحميداوي
- الحركات الأسلامية وأزمة الثقة
- قداس الرغبة
- إلى الزعيم الأوحد النفط ..........يحيى رمضان الحميداوي
- وصايا لمواطن عربي ....شعر


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى رمضان الحميداوي - ليل كاظم السماوي ....قراءة في قصيدة (ليل الغزل ).........يحيى الحميداوي