أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الحكومة ونقود الملا - سين -














المزيد.....

الحكومة ونقود الملا - سين -


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3410 - 2011 / 6 / 28 - 22:14
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل خمسين سنة ، في مدينة العمادية ، كانتْ هنالك العديد من العوائل الفقيرة ، والتي تسكن في بيوت سقفها من الطين ، وكان المرحوم الملا " سين " من ضمن هؤلاء ، حيث كانتْ علامات العَوز بادية عليه بإعتبارهِ لايملك شيئاً، بحيث كان يستدِر الشَفقة من بعض جيرانه الميسورين ... وفي أحد الأيام إندلعتْ النيران في بيت الملا سين المتواضع .. وهرع الناس للمساعدة في إطفاء الحريق ومنع إنتشاره الى البيوت المُجاورة .. ولم يُصب أحد من أفراد عائلته بأذى ، ولكن معظم أغراضه إحترقتْ ... وتعجبَ الناس ، من بقاء الملا نفسه في الداخل ، رغم النار المستعرة والدُخان الكثيف ، وصاحوا عليه ان يخرج فوراً قبل ان تلتهمهُ النيران ... وأخيراً خرجَ الملا " سين " وهو في حالةٍ سيئة وقد إحترقتْ بعض اجزاء جسمه ، وإسوّدَ من الدخان والسخام .. وكان يحمل " تنكة " وبالكاد وصل الى الخارج ، حتى سقط مَغشِياً عليه ... حملوه الى المستشفى حيث إستفاق ، وسألَ عن ال " تنكة " فوراً ... وكانتْ المفاجأة المُذهِلة ، ان التنكة العتيدة ، كان فيها كمية محترمة من النقود ! . وعن طريق المُصادفة ، إنكَشفتْ ثروة الملا " سين " .. ودارَ هذا القول وأصبحَ مَثَلاً ، يُرّدَد ، حين ينزاح السِتار عن أمرٍ كانَ مستوراً .. فيُقال ( إنكشفتْ نقود المَلا "سين " ) ! .
الحالة عندنا ، هنا ، شبيهة بحالة الملا "هيم" أعلاه ... ففي التسعينيات ، كانتْ جماهير أقليم كردستان ، تشفق على الحكومة ، وتتعجب من تَحّمُلها كُل هذه الأعباء ، وكيفية تدبير الموارد التي تكفي لتمشية الأمور ! .. وبعد 2003 ، إزدادتْ مسؤوليات الحكومة ، ومشاكلها ، من خلال المناطق المتنازع عليها ، الشاسعة مساحة والمكتظة سكاناً ... وكانتْ الحكومة بأحزابها الحاكمة ، تستدرُ عطف الشعب ، وتُذّكِر الناس على الدوام ، بالمصاريف الجسيمة المُلقاة على عاتق الحكومة ، مُقابل الموارد الضئيلة التي تحصل عليها !! ... الى أن ذكر الإعلام في بغداد ، تفاصيل كثيرة عن ، حصة الاقليم من الميزانية العامة ... ثم تَوالتْ المعلومات عن الموارد الضخمة التي كان الحزبان يحصلان عليها ، طيلة التسعينيات ، من خلال النقاط الحدودية وغيرها وتجارة المشتقات النفطية .. الى ان وصلتْ في السنوات الاخيرة ، الى إلاستثمار في آبار النفط الجديدة ... وظهرَ ان ميزانية الاقليم ، تُعادل ميزانية دُول مهمة في المنطقة ونفوسها أضعاف نفوس الاقليم .. وتبَيَنَ ، ان الذي كان في الحقيقة ، يستحق الشفقة ، هو الشعب ، وليسَ الحكومة !!.
المرحوم الملا " سين " ، كان كما يبدو بخيلاً ، ولا يَدَع فلوسه ترى النور ، ولا يصرف على نفسه ولا على عائلتهِ .. ووّلدَ إنطباعاً لدى الناس ، انه في غاية الفُقر ... انه آذى بتصرفه هذا ، نفسه وعائلته فقط .. إلا ان حكومتنا ، بحزبَيها الحاكِمَين ، ليسا مثل الملا "سين" ، فالحكومة تصرفُ ببذخٍ شديد ، على نفسها ، اي على القيادات والمسؤولين والمحيطين بهم ... وتقتر وتبخل ، على الشعب ولا سيما الطبقات الفقيرة والمسحوقة ومن ذوي الدخل المحدود .. فهنالك أزمة سكن وبطالة واُمية وغلاءٍ فاحش في كُل المجالات .. هنالك فوارق شاسعة ، بين فئات المجتمع ، فالغنيُ يزدادُ غنىً والفقير يزداد فُقْرا ... وتلك ظاهرة خطيرة ، نتائجها وخيمة إذا إستفحلَتْ .
إنكشفتْ نقود الملا "سين" وأصبحتْ مَثَلاً وحِكاية ... ومُؤخَراً .. إنكشفتْ ، بل إنفضَحَتْ ، الموارد المليارية التي تحصل عليها حكومة الاقليم ، سواءً من بغداد أو من الموارد المحلية ... والأمر لن يقتصر على ان يكون طُرفة أو نادِرة ... بل أقل ما يمكن ان يطلبه الشعب ، في المرحلة الراهنة : هو الشفافية الكاملة في أوجُه صرف الميزانية .. وبأثرٍ رجعي .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائدنا .. زعيمنا المُفّدى
- العبرة ليستْ بِطول الخدمة
- انتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان
- الطالباني والقفز من فوق المخّدة !
- من ستوكهولم الى أربيل
- الزَوجات الأربعة
- الحكومة .. وترقيم النكات !
- قوى أمنية ومُمارسات قمعية
- ألسفارة .. رمز السيادة المُنتهَكة
- بماذا تُفّكِر في هذهِ اللحظة ؟
- الإنتخابات التركية ..ملاحظات أولية
- عندما يخطأ الكِبار
- علاوي والمالكي ينشرونَ الغسيل القَذِر
- مُظاهرات الجُمعة في العراق
- - عملية تَجميل - للرئيس اليمني
- العراق واُفق المُستقبل
- تقييم المئة يوم
- الحاج - ش - أفضل من المالكي
- الرياضة بين الهِواية والإحتراف
- العجوز المسيحي الذي أصبح مُسلماً


المزيد.....




- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الحكومة ونقود الملا - سين -