|
إنه نظام طنطاوي ، و الأدق نظام طنطاوي - سليمان
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3410 - 2011 / 6 / 28 - 14:46
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لا يصح أن تكون وظائف البعض ، أو خلفياتهم التعليمية ، أو الوظيفية ، بمثابة رداء حصانة يقيهم سهام النقد المحايد المتوازن . فمثلما ننتقد رجال الدين الذين يسيئون إلى وظائفهم ، و يميتون ضمائرهم ، طمعاً ، فنشهر بهم ، و نطلق عليهم : فقهاء السلطان ، و فقهاء الدينار ، و حديثاً : فقهاء الدولار ، فإن لنا أن ننتقد أعضاء السلطة ، و رجال القانون ، بما فيهم القضاة . الأستاذ الدكتور يحيى الجمل ، الفقيه القانوني المعروف ، و الذي يكاد أن يكون قد تلون بكل لون سياسي ، و الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة المجلس العسكري الحاكم ، واحد من هؤلاء الفقهاء القانونيين الذين أماتوا ضمائرهم ، أو باعوها ، ثمناً للمنصب . الدكتور الجمل ، و كما نُشر في جريدة الأهرام - لسان الأنظمة الحاكمة منذ عهد هيكل و لليوم - في موقعها على الإنترنت في الثامن و العشرين من يونيو 2011 ، أضفى على المجلس العسكري الحاكم صفة الشرعية الشعبية الثورية ، و إعتبره إنه يحكم بناء على إختيار الشعب . الدكتور الجمل تعامل مع التاريخ ، الذي لم يمض عليه بعد مائة و خمسون يوماً ، بنفس إسلوب كل منافقي السلاطين ، فغالط التاريخ الذي يعرفه كل مصري وطني ، التاريخ الذي يقول : أن المجلس العسكري الحاكم حالياً لم يأت بناء على شرعية شعبية ثورية ، فلم يهتف الشعب مطالباً به ، بل إنه جاء بناء على قرار من مبارك ، و عمر سليمان ، و لو رجع الدكتور يحيى الجمل للتاريخ لعرف أن عمر سليمان ، في الأيام الأخيرة من حكم مبارك ، وضع الشعب المصري بين خيارين كلاهما مر مذاقه كطعم العلقم ، و هما : القبول بحكم مبارك ، أو بإنقلاب عسكري . المجلس العسكري الحاكم يا دكتور هو ذلك الإنقلاب الذي هدد به عمر سليمان الشعب المصري . الشعب عندما هتف في مساء جمعة الغضب الحاسمة ، لم يهتف للمجلس العسكري الذي لم يكن أتى بعد للسلطة ، بل للجيش المصري ، و لزوال عهد إستبداد الشرطة الدموي القذر ، و عندما إبتهج في مساء الحادي عشر من فبراير فإنه إبتهج فرحاً بسقوط مبارك ، و ليس لقدوم المجلس العسكري ، فلا تخلط الحقائق يا دكتور يحيى ، أم إنهم لقدرتك على قلب الحقائق إختاروك ؟؟؟ المجلس العسكري هو صنيعة مبارك ، و سليمان ، فهما اللذين إختارا أعضائه ، و هما اللذان سلماه السلطة التي يمسك بها للآن ، و يستعملها في البطش بخصومه - أي بأنصار الثورة - و كل الدلائل المستقاة من سلوكيات المجلس العسكري الحاكم في أكثر من أربعة أشهر مرت منذ حكم مصر تدل فعلاً على إنه موالي لمبارك ، و لعمر سليمان ، و ليس للشعب ، الذي إدعيت يا دكتور يحيى إنه هو الذي أتى به . يكفي أن نتذكر أن المجلس العسكري الحاكم لم يقرر تقديم مبارك للمحاكمة إلا بعد ضغط شعبي ، و يكفي أن نلاحظ التدليل الذي يعامل به مبارك منذ سقط و لليوم ، و أن نقارن ذلك بالمعاملة القاسية التي يعامل بها المجلس العسكري أنصار الديمقراطية ، و العدالة ، و يمكن في هذا الشأن مراجعة تسجيل صوتي لكاتب هذا المقال بعنوان : حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة ، و يوجد في قناة حزب كل مصر في يوتيوب : allegyptparty . مبارك في مستشفى في شرم الشيخ ، و ذلك بعد ضغط شعبي هائل ، بعد أن كان يقيم في قصر في نفس المنتجع و تأتيه أطعمته المفضلة من أوروبا بالطائرة ، و حالياً التقارير تتدفق عن خطورة حالته الصحية ، للتمهيد للعفو عنه ، فأغسطس يقترب ، و الحمار لم ينفق بعد ، و الشعب لم ينس حقه في القصاص ، و في مقابل المعاملة الحنونة التي يعامل بها مبارك فإن المحاكم العسكرية تقام لأنصار الديمقراطية ، و العدالة ، و قانون الطوارئ لازال مسلط على رقاب الشعب ، و لا ننسى جريمة الكشف عن عذرية الفتيات المعتقلات ، و التي تذكرنا بأساليب عهد مبارك القذر . المجلس العسكري لا يستند على أية شرعية شعبية ، سواء حين أتى للسلطة ، أو للآن ، و هو يدرك ذلك جيداً ، لذلك نراه يتمسح ، و يتشبث ، بالصفة العسكرية ، ليلصق نفسه بالجيش ، كما حاول مبارك في أيامه الأخيرة في السلطة ، متجاهلاً إنه بمجرد تسلمه السلطة من مبارك ، و سليمان ، سقطت عنه صفته العسكرية ، و غدا كيان سياسي ، و قد أوضحت ذلك في مقال سابق هو : إننا ننتقد سياسات كيان أصبح سياسي ، و يوجد المقال كتسجيل صوتي في قناة حزب كل مصر في يوتيوب بنفس العنوان . الآن يجب أن نسمي السلطة بمسماها الحقيقي ، فلا يكفي الشرح السياسي . الآن يجب أن نفصل في التسميات التي نستعملها بين النظام الحاكم حالياً ، بكل جرائمه التي إرتكبها بحق الشعب المصري ، و التي سيرتكبها في المستقبل ، و بين جيش مصر الباسل ، الذي هو مؤسسة وطنية راسخة نابعة من الشعب . إنه نظام طنطاوي ، أو بقول أكثر دقة : نظام طنطاوي - سليمان . طنطاوي لا يمثل نفسه فقط ، بل إنه يمثل أيضا المجلس العسكري ، و لكن بالطبع لا يمثل هو ، و لا المجلس العسكري بكامل هيئته ، الجيش المصري ، أما سليمان فإنه بالإضافة لشخصه يمثل أيضاًَ المخابرات السليمانية ، و التي لا تستحق أن نطلق عليها المخابرات العامة المصرية . طنطاوي ، و رفاقه ، في الصورة ، يرتدون الحلل العسكرية في محاولة لإضفاء الشرعية على نظامهم الإستبدادي ، و من وراء الستار عمر سليمان ، و مخابراته ، يخططون للإلتفاف على الثورة ، و قصة المجلس العسكري ، أو طنطاوي و رفاقه ، جزء من ذلك المخطط ، مثلما البرادعي ككمثل إجباري للمعارضة غير الإخوانية ، و مثلما عمرو موسى كرئيس محتمل ، و مثلما التحالف مع الإخوان ، أجزاء من ذلك المخطط الخبيث . من الآن يجب أن نتوقف عن إستعمال مصطلح المجلس العسكري ، و أن نستخدم بدلاً منه المسمى الصحيح : نظام طنطاوي ، و الأدق نظام طنطاوي - سليمان . من الآن يجب أن نسقط عنهم كل وصف قد يضفي عليهم أية شرعية ، خاصة لو كان الوصف ، أو المسمى ، زائف ، و مضلل . طنطاوي و رفاقه ، لا يمثلون الجيش ، بل هم جزء من مخطط الإلتفاف على الثورة . من الآن يجب أن نستعمل المسميات الصحيحة حتى لا نضفي حصانة زائفة على نظام إستبدادي .
ملاحظة تعد جزء من المقال : بالنسبة لمقال : إنه إسفين بين الشعب و جيشه ، فقد نشر في السابع و العشرين من مارس 2007 . رسالة لأعضاء حزب كل مصر ، و مؤيديه ، تعد هي الأخرى جزء من المقال : سيأتي الوقت الذي تسمع فيه الجماهير صوت حزب كل مصر ، فالتكميم ، و التعتيم ، الإعلامي الممارس بحقنا منذ سنوات ، و إلى اليوم ، ستكتب له نهاية ، نعمل أن تكون قريبة بإذن الله .
المنفى القسري ، و القمعي : بوخارست ، رومانيا 28-06-2011
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تسييس القضاء العسكري خيانة
-
جهاز المخابرات يجب أن يبتعد عن السياسة و أن يخضع للرقابة
-
في قضية التدخل الإسرائيلي ننتظر حكم القضاء المدني النزيه
-
إنها محاولة يائسة ، بائسة ، لإنقاذ مبارك من حبل المشنقة
-
التعاون مع آل سعود إهانة للثورة و شهدائها
-
نصف بالقائمة و نصف بالفردي ، لن نساوم
-
المجلس العسكري الحاكم دمر سمعته بنفسه
-
لماذا كل هذا الصبر على مجرمي جهاز الشرطة ؟
-
السلفي الحر ، و السلفي الحكومي
-
إستبداد الوصاية يحتاج فتنة طائفية
-
لماذا لا يُحاكم هؤلاء عسكرياً أيضاً ؟
-
لماذا لا يحاكموا عسكرياً هم أيضاً ؟
-
الديمقراطية في مصر هي لصالح أهالي غزة
-
إنتخاب قيادات الحكم المحلي أفضل للأقباط
-
من الخليج أعلن شرف نتيجة الإنتخابات القادمة
-
التهديدات مستمرة ، و التمثيلية لازالت تُعرض
-
حتى لا نسمع بجمعة الشكر ، أو بثلاثاء العرفان
-
أوباما ، ضاع منك السلام ، فلا تضع الديمقراطية ، و حقوق الإنس
...
-
عمر سليمان إختار لمصر النموذج العسكري التركي الأتاتوركي
-
إننا ننتقد سياسات كيان أصبح سياسي
المزيد.....
-
سوريا.. فيديو حراسة موكب أمير قطر بدمشق ولقطة مع أحمد الشرع
...
-
-سيفعلان ذلك-.. تصريح جديد لترامب عن مصر والأردن وخطة استقبا
...
-
الحوثيون على قائمة الإرهاب: ماذا يعني ذلك لليمن؟
-
بعد الدمار.. نازحون فلسطينيون يعودون إلى شمال غزة وينصبون خ
...
-
تحذير لمكاتب الكونغرس الأمريكي بعدم استخدام تطبيق -ديب سيك-
...
-
اليونان.. قرار بإزالة طوابق فندقية مخالفة قرب معبد الأكروبول
...
-
الصليب الأحمر يدعو إلى عمليات نقل -آمنة وكريمة- للرهائن
-
قنبلة نووية في متناول اليد!
-
السعودية.. فيديو يشعل تفاعلا لشخص وما فعله بمكان عام والأمن
...
-
-بلومبيرغ-: شركات العملات المشفرة تبرعت بملايين الدولارات لح
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|