محيي المسعودي
الحوار المتمدن-العدد: 3410 - 2011 / 6 / 28 - 13:54
المحور:
الادب والفن
تــَـمَيّـــز
شعر - محيي المسعودي
رجل متميّز
في ستِ حواسٍ ..
كان يُفاخر فيها مبتهجا
وعلى الاتراب تسنّم
متذوق أطعمة , فوق العادة
لكنْ !
في مأدبة كُبرى
فقدَ الذوقَ المتميزَ قبل القضم ...
واضاع السيّدَ في الفمُّ
فتساوى الشهد مع العلقمْ
..............
في جنة آدمْ
فقد الانفُ الشمَّ
لا عطر الزهرِ يشمُّ,
ولا ما تبعثه جيف الدمْ
.................................
في ذات الجنّة
صُمّت اذناه صمْ
الصمت يحاصره ,
امسى بعد السمع المتميز
جدُّ اصم
ما عاد البلبل يطربه
ان غرّد – مسرورا – وترنّمْ
ما عاد نهيقُ يزعجه
لو ان حمار اطلقه
الصوت غدا شيئا مبهم ْ
..............................
فقأتْ عيناه الانجم
فاحيط بليل معتم
لا تدركه شمسِ
او جرم
فتوحدت الالوان بلون اسودْ .
اللوحة , فن تشكيلي ...
تجريدي .
الشكل مع المضمون توحد ْ
صارت كعويل في مأتم
صعب جدا فيها الفصم
بانامله ما عاد يحس بناعمة الجسم
وحرارتها ولهاث الفم
الرعشة غابت خلف ركام الهدم
لا الثلج ولا النار تبلغه
ترويحا ...
او يتألم
صار الرجل الاحكم ..
من بعد هلاك رعيته
يحيى مثل صنم
لا توجعه فأس
بترت كفا وقدم
بل لا يدري
ماذا يجري
لكن...!
يستحضر صورة يوم مفعم
بحياة لا تُعدم
فيها اشغال رعيته والدم
...................
النار تحاصره
تنهار اواصره
بلسان النار وفكيها يتهشم
في معدتها يهضم
والدهشة باقية .............. لكن ,
في وجه آخر !
فوق العرش منعّم
عيناه تمطر راقصة بالشهوة والدم
وعلى الايقاع وعطر فرنسا والتفاحة
قام وهَمْهَم
وانامله تتسلل نحو الدفء .
برعشتها
تتلمس ثوب حرير فوق حرير ...
اسفلها الانعم
والسيف يخضب ارض الدفء بدمٍ
دمٍ
مٍ
مٍ
#محيي_المسعودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟