نادر غانم
الحوار المتمدن-العدد: 3409 - 2011 / 6 / 27 - 17:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لمْ يتوقع أحد هبوب رياح الثورة في مصر التي أدّت إلى تنحّي مبارك. تلك خطوة هائلة بحد ذاتها, لكن مسيرة الثورة المصريّة تطول.. فرغم زوال الديكتاتور ما زالت أسس البلادة السياسيّة قائمة. أضف إلى ذلك بأن الجميع ركب (وما زال) موجة الثورة – المتسلقين ومنتهزي الفرص والطفيليين وغيرهم كثر تلحّفوا بغطائها.
هناك خطر يُحدّق بالثورة قد يفقدها مكاسبها ويوقف سعيها نحو التغيير, فينتهي بها المطاف إلى زوال القالب مع بقاء الجوهر العفن. ﻻ نستغرب ذلك فثقافة الديكتاتوريّة بما يتبعه من برلمان صُوَري ودستور مُحرّف وإعلام منافق, راسخة وﻻ يمكن محوها في ليلةٍ وضحاها.
مصر تعيش -إن أمكن الوصف- حالة “مخاض ما بعد الثورة”, تترنح في الوقت الراهن انعكاساً لواقع عربي ضعيف وغير مساند. مصر تحتاج إلى مَن يثق بها وبدورها التاريخي, تحتاج إلى استعادة شعور القوّة كي تتحمل مسؤوليّتها في قيادة الأمّة.
بالمقابل فالثورة السوريّة ما زال أمامها شوط ليس بالقصير إلى حين التخلص من النظام.
حين تحين لحظة خروج سوريا من مأزق الديكتاتوريّة -ولو أوّلياً- سوف تتنفس مصر الصعداء وتستعيد انتفاضتها زخمها اللازم للوصول إلى تغيير جذري ﻻ شكلي يقوّي عودها داخلياً لتبدأ باستعادة دورها في المحيط العربي.
مصر تنتظر سندها في المشرق – سوريا, حتى تستشعر وزنها في العالم العربي وتحيي دورها الضروري جنباً إلى جنب مع الأخيرة.
أما نجاح الثورة السوريّة فيتبعه كذلك؛ أفق أوسع لـ“ربيع العرب” ينطلق به من جديد.
ولكل حادثٍ حديث.
#نادر_غانم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟