سيناريوهات متوقعة لزوال بشار الاسد عن الحكم

سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أوشك المخاض السوري للثورة أن ينبلج بمولود الحرية ، وبات خلع الرئيس السوري وشيكاً ، وتنحيه عن الحكم ، مسافة بضع أيام معدودة ، وفق تقارير دولية متواكبة في التأكيد على هذه المصير المرتقب لنظام بشار الأسد ، الذي فقد شرعيته دولياً ، وأصبح بشهادات حقوقية دولية ثلة عصابات أجرام دموية ، تصول وتجول في ارتكاب جرائم حرب ، رامية بعرض الحائط بكل المواثيق الدولية في احترام حقوق الإنسان ، وحريته في التعبير .

وقد أكدت التقارير الدولية على فقدان بشار الأسد سلطته فعليا على الأرض السورية ، وعدم مصداقيته دولياً ، وقيامه بجرائم حرب ضد الإنسانية ، وتهديده للجوار التركي بمخالفة المعاهدات الدولية في احترام الأرض المنزوعة السلاح الحدودية بين تركيا وسوريا ، وقد تبين للغرب فعلياً عدم صلاحيته للقيام بعملية الإصلاح ، وأنها محض مسرحية ساخرة ، بغض النظر هنا إن الغرب يدرك ذلك مسبقا ؛ اوأنه يتجاهل ذلك لمقتضيات الدبلوماسية السياسية ، وقد بدت بشكل سافر على ساحة الأحداث السياسية المتعاقبة بسخونة شديدة ، الأطماع الإيرانية في سوريا ، من خلال الاستماتة في الدفاع عن بشار الأسد وثلته الفاسدة الدموية ، للحفاظ على أطماعها في البحر المتوسط ، وبقاء الطريق إلى لبنان وتسليحه متاحاً لا يمنعه مانع ، وبات واضحاً حث الغرب" وفي مقدمته أمريكا " الدول العربية لخروجها عن الصمت ، وإعطائها الخط الأخضر لعزل النظام السوري ، ومواجهة مصيره في التنحي ، وستبدو معالم ذلك بارزة في الأيام القادمة .

والمتتبع للواقع السوري ، ومنظومة الأحداث الجارية هناك ، وتتابع حراك الانشقاقات العسكرية ، وحركة اللجوء إلى الأراضي التركية ، والدور التركي في التأثير إيجاباً على الثورة السورية ، ومسلسل الإجرام اليومي الذي بات الان يركز بتمادي فج سافر على القتل الوحشي المتعمد للأطفال ، وممارسة جرائم الاغتصاب بشكل أثار استفزاز العالم اجمع ، فضلا عن الحراك الحلبي الذي بات يتمرد على صمته شيئاَ فشيئاً كل تلك المعطيات التي تعطي مؤشرات لتعجيل إسقاط الرئيس بشار وتنحيه عن الحكم ، لتقف سوريا في مصاف دول الحرية وتداول السلطة وميلاد الديمقراطية مع مصر وتونس ، ويمكن تحديد تلك السيناريوهات المتوقعة لسقوط بشار الأسد وتنحيه عن الحكم بالاتي :

- مسيرات مليونية سلمية على القصر الجمهوري لاقتحامه وهروبه من سوريا وهو السيناريو المرجح بين تلك السيناريوهات واقوي تلك السيناريوهات .
- انقلاب عسكري على الرئيس المخلوع قريبا .
- سيناريوهات دولية حقوقية لإلغاء شرعيته وجلبه كمجرم حرب .
- استخدام سياسية العصيان العام توطئة لاسقاطه عن الحكم .
- تورطه في حرب عسكرية مع تركيا وهروبه من سوريا .
- تدخل الناتو وهو حل مستبعد لحالة الرفض الشعبية لذلك في سوريا .

انطلاقاً مما سبق ؛ فإن الثورة السورية الان تسير في بساط زفافها الميمون للحرية والديمقراطية، وتداول السلطة والقضاء النزيه، وتحرير المعتقلين ، واحترام إنسانية الإنسان ، وتضميد الجراح ، وإيواء الشعب السوري إلى حضن الكرامة والإباء ، وعصابات الأسد المجرمة هي في حفر قبرها السياسي الأخير ، وإيران في طريق السقوط في سوريا ، وتباعا في لبنان والعراق ، والكلمة الفاصلة الان هي للشعب السوري ، وحلب قادمة للثورة السورية ، وشوارع دمشق ماضيه لميلادها الجديد .

وختاماً ستخلد صور عدسات المتظاهرين عبر الهواتف النقالة التي كانت عصب الثورة وصوتها للعالم ، وتحايا الأحرار لإعلام الثورة السورية المدعم من فضائيات متنوعة، الذي اثبت جدارته وكفاءته العالية ، من خلال برامجه التلفزيونية المتميزة التي دعمت الثورة في حراكها الشعبي ، وكل تحايا العز والفخار للشخصيات السورية الروحية والحقوقية والعشائرية والسياسية المعارضة أدلت بدلوها بكل ما لديها من طاقة وإبداع وعطاء في دعم ثورة الشعب السوري وتعليه صوت ثورته عربياً وعالمياً ، وتنويره إيمانياً وسياسيا بقيمة تلك الثورة وأهميتها على الصعيد السوري والعربي والإسلامي ، و لا يخفى ما اضطلعت به مواقع التواصل الاجتماعي من دور قيادي في الثورة السورية فهي جديرة بالتقدير والريادة ، فقد كانت نافذة الثورة إلى العالم اجمع ، ومن مزايا المشهد الثوري السوري أنه فك العقدة ، وأسدل الستار عن نظام مستبد ظالم ، وفتح النوافذ المغلقة منذ سنين مضت عن شمس الحرية لتشرق في كافة أنحاء البيت السوري الجديد الحر الأبي ، وكلها بضع أيام ويشهد العالم ميلاد الحرية الحمراء على أبواب هذا البيت السوري الأبي الشامخ ، واحيي شهداء الثورة السورية من خلال فسيفساء الحرية الخالدة التي دونتها إبداعات الشاعر إبراهيم نصر الله في تحية الشهداء وتحايا الشهداء الخالدة للأحرار .
دمُهم صباحُ الخيرْ
دمهم مساءُ الخير
دمهم تحيتُهم .. رسالتُهم إلينا
دمهم حكايتُهم .. وخوفهمُ علينا
دمهم مساجدُهم .. كنائسُهمْ
نوافذُ دورِهمْ
دمهم محبتُهم وغضبتُهم
دمهمْ عتابٌ جارحٌ
دمهم فضاءٌ فاضحٌ
دمهم حكايةُ أمّهمْ لصغارهِا
دمهم رسالةُ وردةٍ لرحيقها
دمهم طيورُ بلادهم ورياحُها
دمهم صباحُ الخير
دمهم مساءُ الخير

#سعاد_جبر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات