أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - العبرة ليستْ بِطول الخدمة














المزيد.....

العبرة ليستْ بِطول الخدمة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 16:48
المحور: كتابات ساخرة
    


إبن عمي " شعبان " ، كان مولَعاً بشيئَين : لعبة الطاولي ، وتبادل المقالب وتدبير المواقف المحرجة والمُضحِكة ، مع أصدقاءهِ الكُثُر .. وفي الحقيقة ، كان العديد من ناس الأجيال السابقة ، يتمتعون بروح النُكتة والمرح ، والبساطة في التعامل ، بعيداً عن تعقيدات الحياة الحالية . ومن الصفات الاخرى التي طبعتْ البعض من أفراد تلك الأجيال ، هو ضعف إلتزامها بالشعائر الدينية ، مثل الصلاة والصوم والحج ، ولا سيما في مركز مدينة العمادية ... والمرحوم شعبان ، كان من ضمن هؤلاء البعض ، الذين لايأخذون الأمر بكثيرٍ من الجدِية ... فحين يضغط عليه جدهُ ، كان يُصّلي ويصوم في بعض الايام ، وحين يَخف الضغط ، يترك ! . أما عندما يلعب الطاولي في المقهى ، فأن المتفرجين كانوا يتزاحمون ، لمُشاهدة المباراة الحماسية ، التي يتخللها عادةً ، الصخب والتعليقات والضحكات والمَشادات البريئة ... غير ان شعبان ، في سنواتهِ الاخيرة ، وبعد ان تجاوزَ الخامسة والسبعين من العمر ، قّررَ ان يُصلي يومياً ويذهب الى الجامع أيام الجمعة ... وفي تلك الفترة ، سُمِعَ أحدهم في المسجد وهو يُناجي الله بصوتٍ عالٍ : " يا رّبي يا إلهي .. كما تعرف انا الان في الثمانين من عُمري ، ومنذ سبعين سنة وانا اُصّلي يومياً في هذا المسجد .. أما صديقي شعبان ، فلقد بدأ منذ اسبوعَين فقط ! .. واُخاطبك الآن ، للتذكير وحتى لايكون حسابي وحسابهُ واحداً ! " .... طبعاً هذهِ المُناجاة ، لاتعدو كونها نوعاً من المُداعبة ، حيث لايستطيع أحد ، أن يجزم ، بكيفية الحساب في الدُنيا الاخرى ، ولا المعايير التي سيجري وفْقَها الحساب !.
...........................................
قُبَيل الانتخابات الاخيرة ، في اقليم كردستان .. نشطَ أحد الشُبان العاطلين عن العمل ، في الدعوة الى " حركة التغيير أي كوران " وبدأ في كسب العديد من الشباب ، الذين وعدوا ، بالتصويت الى القائمة ، فأرسَلَ أحد المسؤولين ، مرسالاً اليه ، ليتحرى عن غايتهِ ... فأخبرهُ صراحةً ، انه عاطل ، ولقد مّلَ وتعب من البحث عن أي عمل ، فإضطرَ أخيراً ، الى اللجوء الى هذهِ الحركة الجديدة ، لعّلَ أموره تتعّدَل ! .. فإقترحَ عليهِ المرسال " بعدَ ان إتصَلَ بالمسؤول هاتفياً " ، ان يجدوا له عملاً مريحاً وبراتبٍ معقول ، ويترك هذهِ " الترهات " ،" طبعاً بعد بعض التهديدات المُبَطنة إذا أصّرَ على نهجهِ " ... فوافقَ صاحبنا على الفور ... وفعلاً باشرَ في اليوم التالي في عمله الجديد !...
المُشكلة هي ، ان الكثير من الناس ، المنضوين الى حزب المسؤول أعلاه ، ومن الذين أمضوا سنواتٍ طويلة ، في خدمة هذا الحزب ، وانهم بصورةٍ تقليدية من جماهيره واتباعه ... سبقَ وان حاولوا الحصول على نفس العمل ، لكن المسؤول ، كان دوماً ، يجد الحجج لعدم الموافقة ، والأعذار المانعة ، والصعوبات التي تُعرقل الأمر ! ... بينما وجدَ على الفور ، عملاً جيداً ، لصاحبنا الشاب الذي أوشك ان يصبح عضواً في حركة التغيير المُعارضة ... لكنه هنا أيضاً ، أي المسؤول ، يُبّرِر ذلك ، بأنه ، إنما يخدم حزبه وحكومته بفعلته ، وذلك بمنعه الشاب إعلاه ، من الإنجرار ، وراء أفكارٍ مُعادية وتوجهات هّدامة ! .
إذن ... ليس طول مُدة الخدمة ، هو الأهم دائماً ، في الحصول على مكاسب أو إمتيازات، بل هنالك معايير اُخرى ، ومقاييس مُختلفة ... على ضوئها يتُم تقرير ذلك .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان
- الطالباني والقفز من فوق المخّدة !
- من ستوكهولم الى أربيل
- الزَوجات الأربعة
- الحكومة .. وترقيم النكات !
- قوى أمنية ومُمارسات قمعية
- ألسفارة .. رمز السيادة المُنتهَكة
- بماذا تُفّكِر في هذهِ اللحظة ؟
- الإنتخابات التركية ..ملاحظات أولية
- عندما يخطأ الكِبار
- علاوي والمالكي ينشرونَ الغسيل القَذِر
- مُظاهرات الجُمعة في العراق
- - عملية تَجميل - للرئيس اليمني
- العراق واُفق المُستقبل
- تقييم المئة يوم
- الحاج - ش - أفضل من المالكي
- الرياضة بين الهِواية والإحتراف
- العجوز المسيحي الذي أصبح مُسلماً
- سُخرِية
- شّرُ البَلِيةِ ما يُضحِك


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - العبرة ليستْ بِطول الخدمة