أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي الادريسي - سوريا في ضيافه الهمجيه.














المزيد.....


سوريا في ضيافه الهمجيه.


المهدي الادريسي

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لسان العرب يصف الهمج بأنه «ذباب صغير يسقط على وجوه الغنم والحمر وأعينها» ، وربما كان بعوضا. ويقول اللسان بأن الهمج من «أراذل الناس». واستغربت من حكمة العرب التي تربط الهمجية بالرذيلة وانعدام الأخلاق، على وجه العموم. وكيف أن الهمجية تبلغ زباها في حال حوادث العنف والحروب الأهلية، حيث يفجر الواحد نفسه في الأسواق العاجة بالناس لتقتل بذلك الصغير والكبير والمدني وغير المدني. ويفجر الواحد منهم البشر في أماكن العبادة والناس قانتين لربهم، مبتهلين إلى رضوانه. وحتى إذا لم نتفق مع طقوس تلك الأديان والمذاهب، فإن ذلك لا يخول لنا أن نقوم بالعنف ضد المصلين، أيا كانت ديانتهم أو ملتهم.
هل أصبح العالم العربي يقود حروبه عبر طرق همجية وبربرية، لا قدر فيها أو قيمة لحياة بشرية أو لأماكن دينية كالمساجد وأماكن العبادة، وغيرها من المقدسات. تساءلت في نفس هذا الأسبوع حين رأيت المساجد تستهدف في صلوات الجمعة في العراق، وفي اليمن. وتأملت في خاطري كيف يمكن استهداف البشر الذين يؤدون صلواتهم، حتى لو كانوا غير مسلمين، فكيف بهم وهم مسلمون؟ كلما ازدادت همجية المجتمعات، كلما اختزلت تاريخها ومستقبلها، ولنا في المغول والتتار وهمجماتهم التاريخية ضد بغداد وغيرها من الحواضر الإسلامية خير مثال حيث كانوا يستخدمون العنف والهمجية كهدف في حد ذاته، ولم يكن لهم برنامج سياسي، أو نهج أخلاقي. لذلك فقد اندثرت تلك الهجمات على المشرق العربي حين وصلت إلى مرحلة الإنهاك الذاتي، ولكن للأسف ليس قبل أن تقضي على الدولة العباسية وحضارتها الزاهرة.
على قدمٍ وساق، يسعى نظام الرئيس السوري بشار الأسد تجاه إبادة شعبه، وكأنه بذلك يرغب في أن يحكم هو بمفرده، يظلّ على كرسيه، فلا يجد من حوله، سوى حاشية تسمع له وتطيع، تأتمر بأمره، ولا تعترض على نواهيه.

أقلّ ما يوصف بما يفعله الأسد وزبانيته من الأجهزة الأمنيَّة في جسر الشغور بأنها حرب إبادة بكل المقاييس، يرتكبها هذا النظام الذي لا يعرف للإنسان حقوقًا، أو يدرك للحياة معاني، أو أن حرمة دم المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة المشرفة.

ما يفعله النظام السوري بحق شعبه، وما يرتكبه من همجيَّة، يعيدنا إلى القرون الوسطى، والأخرى التي قبلها، عندما كانت تُهدر كرامة الإنسان، وفق ما كان يتبعه سابقاه الساقط زين العابدين بن علي، والمخلوع حسني مبارك، وكأن الأسد لم يستفدْ منهما، فمارس الإجرام بحق شعبه على نطاقٍ واسع، ولم يستفد من تجارب من سبقه.

ما يفعله نظام الأسد الهمجي اليوم في جسر الشغور وحماة ودرعا، وغيرها من المدن السورية الأبيَّة، يعيد إلى الأذهان ما فعله سلفه، وهو والده حافظ الأسد، ومعه ابنه الراحل باسل الأسد في حملة إبادة جماعيَّة، بحق أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، عندما أبادهم في مدينة حماة، فحفر لهم الخنادق في الطرقات، ثم وارى على أجسادهم الطاهرة الثرى، ليقيم المباني والمنشآت فوقها، حتى أصبحت حماة لا يخلو منها أثاث بيت، أو موقع أو مبنى منشأة، إلا وهي تضم رفات شباب طاهر عفيف، كل جريمته أنه قاوَمَ النظام، واستمسك بشرع الله الحنيف.

لم يكن يومها لأحد أن يتكلم أو يعترض على حملة الإبادة التي كان يمارسها حافظ الأسد ومعه ابنه باسل، فمن خلال ماكينة الإعلام الزائف كعادتها دائمًا في بلادنا العربيَّة، لا تعرف سوى العزف على قينان الفسق والفجور، تردِّد الأباطيل، ولا تستنكر الأراجيف، تكذب ليل نهار، تدعي حقوق الإنسان، وتروِّج للاستبداد، فلا تعرف الحقيقة لديها مكانًا، سواء كان ذلك عبر شاشة أو مذياع.
ومع صمود الشعب سقط منه شهداء وإصابات بالآلاف، وهو صابر محتسب، يتحرك لإسقاط نظامه بطرق سلميَّة، ولا سيَّما وأنه التحرك الفريد من نوعه، على الرغم من حملات الاستبداد التي كانت تُمارَس بحقه على مدى العقود الماضية، وتتواصل أكثر إلى يومنا، ولكن يبدو أن الشعب السوري فَاضَ به الكيل، ولم يعد يطيق بشار أو نظامه، وحتمًا سيبلغ هذا الشعب مراده، كما بلغه التونسيون وبعدهم المصريون، ويلحق بهم حاليًا اليمنيون، وينتظر الليبيون على قارعة الطريق.
المهدي الادريسي



#المهدي_الادريسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب والمطلق
- المثقف و براديغم النقذ .


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي الادريسي - سوريا في ضيافه الهمجيه.