|
حركة عشرين فبراير والربيع المغربي... ما العمل الآن؟
ريتشارد كريمان
الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 21:35
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
حركة عشرين فبراير والربيع المغربي... ما العمل الآن؟ ريتشارد كريمان مناضل أممي Richard Greeman ترجمة عبد الصمد عياش ----------------------------------------------------------------------------
لا يمكننا أن نزور المغرب دون أن تتملكنا أحاسيس الحماس والتفاؤل من زحف هذا الربيع الثوري الجميل. لقد تحمسنا لرؤية الجيل الجديد يتخلى عن انتطوائيته ويأسه ولامبالاته إلى المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية، وليؤكد إيمانه بإمكانية بناء مستقبل أفضل. حراك ينخرط فيه حتى الساسة الذين نجوا من سنوات الرصاص وهم يقتبسون العبارة المشهورة في عز ثورة تونس: "لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية" . 1- انطباعات عامة أعتقد من الناحية السياسية، أن الانجاز العظيم الذي حققته حركة 20 فبراير بالمغرب، فور التحاقها بموجة ربيع الثورات العربية، يتجلى في توسيع هامش الحريات العامة، من يمكنه غير 20 فبرايرأن يطور الحركة الثورية الديمقراطية وينظمها ويوجهها ضد السلطة؟ إذ يجب عليها النضال من أجل حرية التعبير بشكل متواصل وتوسيع هامشها أكثر والصراع من أجل تجاوز جدار الحدود المفروضة، فالشعب بحاجة إلى هذه المساحة السياسية و الإعلامية من أجل المطالبة بحقوقه، فلن يحققها إلا، بفضل تنامي الضغط الاتي من القاعدة الشعبية. الضامن الأساسي للمحافظة على المكتسبات والوسيلة الوحيدة للمطالبة بحريات أكبر. إن عنف القوى العمومية مؤخرا لم ينجح في ترهيب الحركة التي باتت تتقدم في تعميق قاعدتها الثورية وتوسيعها في الأحياء والقرى. وهذا هو الاتجاه الذي يجب على الحركة أن تتبناه راهنا، باقتحام أوساط جديدة من المجتمع وخلق نوع من المقاومة الجديدة في جميع المناطق والفئات - الفلاحين الفقراء، الرحل، الأطباء ... -، إن الشعب المغربي ينتهز هذه الظرفية ليعبئ و ينظم نفسه في جمعيات المجتمع المدني، ويعبر عن مطالبه الخاصة والإقليمية والمهنية. ويناضل الناشطون في منظمات حقوق الإنسان واليسار الماركسي، دوما، منتهزين هذه الفرصة ليشتغلوا دخل الأوساط الشعبية. يطمحون إلى تعبئة المواطنين للتعبيرعن مطالبهم وتنظيم أنفسهم في شبكات نسائية وعمالية وشبابية وتنظيمات الأقليات إلخ... . هذه هي أفضل وسيلة لمتراكمة النضج الثوري في الأوساط الشعبية؟ إن هؤلاء الشباب يساهمون في تنامي نضالات الربيع الثوري العربي على أرض المغرب. لأنهم يتأصلون داخل الشعب، يعززون أيضا علاقاتهم الدولية، من أجل تقوية صفوف حركة 20 فبراير . 2- واقع الحال أي إستراتيجية، وأي تكتيك سديد يوافق الوضعية السياسية المغربية في السياق الدولي؟ على المستوى الوطني، تصارع الحركة الديمقراطية عدوا ماكرا، خلافا للنظام التونسي، والمصري، مازال يستخدم الشرعية التاريخية. كيف يمكننا مواجهة التحدي الذي يطرحه خطاب 9 مارس والذي عبر عن تنازلات ذكية لصالح مجموعة من الفاعلين عن طرق إصلاح فوقي يهدف إلى سحب البساط من تحث أقدام حركة 20 في فبراير؟ فأي تكتيك سياسي فعال يجيب عن ذلك؟ انتهى المناضلون إلى تدبير نواقص تكتيكات المسيرات الوطنية الكبرى التي خاضتها الحركة أولا، والتي تتجه بشكل متزايد إلى الانتشار وترسيخ مبادئها الثورية في مناطق جغرافية و اجتماعية جديدة. إننا نخاطر أيضا في الوقوع في فخ أسلوب "النتيجة" (أي تعداد تزايد عدد المتظاهرين، وكأن الثورة تعتبر مقابلة في كرة القدم)، في المقابل، إن المظاهرات، بالرغم من التهديدات الحكومية، تتخصب بتنوع الشعارات والمطالب التي رفعتها "المكونات" الجديدة للحركة. ولكن هذا المزيج من الشعارات والمطالب لا يعتبر برنامجا سياسيا، ولأجل تطوير أساليب النضال، يجب على المغاربة امتلاك بديل جدري و شعيبي للإصلاح (الجد محدود) الذي تقترحه السلطة رغبة منها في تفادي زحف الربيع العربي بأقل تكلفة. بخصوص الرهان الدستوري، فهم شباب حركة 20 فبراير أن عملية تعديل الدستور - لجنة مختارة من قبل الحكم للتشاور سريا في المسألة الدستورية واقتراح دستور جاهز للاستفتاء دون إحداث أدنى تنقيحات عملية- تغيب أية إمكانية للمشاركة الشعبية الديمقراطية في اختيار الدستور، ولذا فإن لها كامل الحق في أن تنسحب من هذه المهزلة "الدستورية"، وترفض -لخطورة تهميشها- المشاركة في إضفاء الشرعية على الدستور. أما بالنسبة "للنقاش" الذي طرح حول الاستفتاء قبل أسبوعين، سجلنا أن المناصرين ل "نعم" (الأحزاب السياسية الموالية لنظام الحكم الملكي) سيكون لهم الاحتكار الفعلي لوسائل الإعلام الرسمية. بالتالي فإن المناضلين الديمقراطيين لهم الحق في المطالبة بالتكافؤ عملية التعبئة بين نعم و لا (التساوي الذي لا يمكن للسلطة أن تضمنه أبدا). 3- الاستفتاء سلاح السلطة ما هي الإجابات الصحيحة التي يمكن تقديمها لتحدي لغم الاستفتاء؟ إنه حسب مؤرخو الثورات كان الاستفتاء- من نابليون الثالث لشارل ديغول- دائما سلاح السلطة ضد الديمقراطية، واليوم أيضا، في ديكتاتوريات الحزب الواحد (أو على غرار ذلك) من روسيا إلى سوريا، جميع الانتخابات المتعلقة بالاستفتاء تبرمج لتقوية وإضفاء الشرعية على الحكم، إذ يعاد إنتاج نفس الواقع حتى داخل الأنظمة الانتخابية النزيهة،عموما يكون متوقعا أن المولين ل "نعم" سيحسمون الفوز، لأن السلطة هي التي ساهمت في الدعاية وأعدت كل ايجابيات المبادرة، ولها القدرة على اختيار يوم الاقتراع وطرح الإشكال بشكل يفرق ويقزم الخصوم إلى صور كاريكاتورية . فما هي الأساليب التي يمكن من خلالها تفادي فخ الثورة المضادة؟ في مسلسل الصراع من أجل حسم الرأي العام، أحسن وسيلة للدفاع هو استعادة زمام المبادرة وطرح بديل ايجابي ينخرط فيه المواطنون. من خلال تنظيم، على سبيل المثال، "المشاورة الشعبية الدستورية من تحت" باعتبارها عملية ديمقراطية يمكن للجماهير من خلالها تقديم شكاويهم، وصياغة مطالبهم واقتراح الحلول عبر جمعياتهم، أحيائهم وقراهم. وقد يعقب هذا "التشاور الشعبي" تشكيل "جمعية وطنية تأسيسية" شفافة ودعائية، يتم من خلالها وضع "دستور شعبي بديل" على مكاتب الحكومة. 4- المشهد الفرجوي الديمقراطي انطلاقا من القاعدة الشعبية هذا النوع من "المسرح السياسي" يعتبر تكتيكا ثوريا دسما، يمكنه إعاقة عمل السلطة دون إثارة حفيظتها لاستعمال القوة اتجاه الحركة، فإذ منعت هذه "العملية التشاورية البديلة من تحت"، ستفقد مصداقيتها، وتصبح الجماهير غير مستعدة للتصفيق على هذه الألعوبة السياسية، المصاغة من فوق التي اقترحها المعادون للديمقراطية، في المقابل إذا نجحنا في تنظيم هذا الحدث دون تدخل السلطة، سنستغل أسبوعين من النقاش لإنجاح مشهدنا الفرجوي للديمقراطية من تحت. ونطرح هنا أحد السيناريوهات الممكنة: بداية يجب اقتراح مشروع الجمعية التأسيسية في كافة الجهات لبلورة تصور أرضية للمطالب و الإشكالات المختلفة، هذه الفكرة، المستوحاة من "دفتر الشكاوي للثورة الفرنسية"، كانت منتشرة في الأحياء والقرى سابقا، يتم فيها استدعاء الجماهير الشعبية للتعبير عن مشكلاتهم ومطالبهم، اعتبارا الى أن المواطنين أكثر دراية بمشاكلهم، بالرغم من ضعف التعليم وغياب التثيقف المدرسي، من هنا فالمسؤولية الملقاة على الطلبة و المثقفين، تتمثل في الانفتاح على هذه الشريحة للاستماع لها و مساعدتها على التعبير وربطها بوسائل الإعلام التي يتقنونها (من الأحسن البدء بالكتابة)، و يجب أ تنشر كل نتائج الجموعات العامة على الانترنيت (تقارير/شريط...) يمكن لهذه المجالس إرسال منتدبين للجموعات الجهوية، أو الإقليمية أو ربما الوطنية إذا استدعت الضرورة، بهدف تجميع كل المطالب ضمن برنامج شعبي. إن تنظيم شبكة لهذه الجموعات من لخلق جمعية تأسيسية، سيكون في حد ذاته خطوة كبيرة إلى الأمام. في مرحلة النقاش، يمكن لجميع الفاعلين الالتقاء في العاصمة واقتراح دستور شعبي بديل. وحتى لو كنا نستثنى من الناقشات التي تطرحها الأحزاب السياسية المختلفة في وسائل الإعلام الرسمية، فإن قناة الجزيرة والأخبار لا يمكنها تجاهل الحدث وسنستمر في الانتصار في معركة وسائل الإعلام. وإذ استقطب هذا البديل التشاوري تغطية إعلامية، فسيتوافد المواطنون إلى مشهدنا الفرجوي بأعداد كبيرة، و تصبح أكثر تمثيلا. إن عملية إعداد "الجمعية التأسيسية من تحت" هو في نفس الوقت إنشاء شبكات شعبية مستقلة عن الأحزاب السياسية والنقابات العمالية المرتبطة بالسلطة حاليا. إذا كانت اللجان الشعبية تشتغل بشكل دائم، فإنها فيما ستأخذ شكلا تشاوريا يستطيع توحيد "المعارضة وتعزيز النضال المتواصل. 5- تكتيك المقاطعة الإيجابية في التكتيك الذي يعقب يوم الاستفتاء المنظم من طرف السلطة، نقترح استطلاعا حول موقف مقاطعة الاستفتاء عبر مشاروة تنشر في الانترنيت. استشارة تحترم كل المقومات الديمقراطية يمكن للمواطنين من خلالها الاختيار بكل حرية بين الدستورين (الشعبي والممنوح). بالنسبة للاقتراع، أعتقد أنه لن يكون مجديا بل ضارا، الوقوع في الفخ الذي نصبته السلطة، من خلال التعبير عن موقفنا التصويت ب"لا" التي لا محالة ستزرع الشقاق في صفوفنا. بضع ألاف من الرافضين (لا) ستبين ضعف حركتنا، عوض أن تظهر قوة المعارضة. الى جانب ذلك، لماذا سنقول هذه "اللاء" الغير مؤدبة لبعض الإصلاحات القليلة التي تقترحها السلطة، في حين يوافق عليها المواطنون البسطاء "الطيبون". إن مقاطعة التصويت يعتبر السلاح التقليدي للجماهير الخاضعة للنظام الاستفتائي، لأنه حتى في الأنظمة الدكتاتورية، إذا لم يتمكن الحزب الحاكم من جمع أكثر من 50 ٪ من الأصوات، فإن النظام يفقد شرعيته. في المغرب، تطرح المشاركة المنخفضة نسبيا في الاستفتاء خطرا حقيقيا للسلطة. إذا كان الكثير من المغاربة يرغبون في مقاطعة صناديق الاقتراع يوم الاستفتاء، سوف يتموقع نشاطنا الديمقراطي في الواجهة، وسنحسم معركة الرأي العام من دون طرح مخاطر الفشل. سننظم تظاهرة على شكل مشهد فرجوي سياسي (بالمعنى الحرفي)، وفي جميع الأحوال تعتبر الحركة ناجحة حتى لو فشلت - لأنه لا أحد يتوقع، بطبيعة الحال، أن تنجح الجمعية التأسيسية البديلة في الواقع- لكن بالقابل ستصبح شبكات اللجان الشعبية، التي أنشئت في عملية التشاور على الدستور الصادر، بمثابة الهيكل التنظيمي والبرنامجي للنضالات المستقبلية. 6- المهام الأساسية للمرأة سأسمح لنفسي هنا أن أطرح نقطة أساسية، في جدولة مسار ثوري حاولت أن أحدد فيه الهدف من الجمعية التأسيسية الممثل الحقيقي للشعب المغربي: ما يتعلق بالدور المحوري الذي تلعبه المرأة المغربية. فهذه الجمعية التأسيسية لن تبلغ أهدفها دون انخراط المرأة (على حد تعبير الرفيق لينين). إن حركة نسائية كبيرة مستقلة مكونة من جميع الفئات تصبح قوة ديمقراطية لا تهزم. فالمرأة تشكل الغالبية العظمى من المواطنين، والعمال ( بشكل عام غير المأجورة) لدى وجب على المرأة المغربية الانخراط بشكل كبير في هذه الجمعية الديمقراطية (وصلت إلى ما لا يقل عن ثلث المقاعد سنة 1789 ). بدأ هذا التنظيم الذاتي بالفعل لدى النساء (بينهم فقط) في القرى والأحياء الحضرية التي تجمع "دفاتر تظلماتهم" لكن هذه الحلقة من النساء اللاتي يجتمعن حول بعض المطالب يصعب عبرها تشكل خلايا حركة نسائية قوية (مثقفات، عاملات)، قادرة على صياغة مطالب خاصة بهن، والتعبئة للدفاع عنهم؟ من هذه الزاوية يتحدد الدور الثوري للمرأة المتعلمة التي تتوفر حركتنا على الكثير منهن، واللاتي يمكنهن الاشتغال بشكل فردي أو جماعي مع هذه الفئة من الشعب، (مثل ما قامت به الطالبات الروسيات سنة 1870) لمساعدتهن للتحكم في وسائل الإعلام وضمان التواصل بينهن. إن انطباعات شخص غريب عن هذا الوسط تكون سطحية ضرورة، ولكن يبدو لي أنه في ظل الظروف الحالية للمجتمع ينبغي أن تظل هذه الخلايا حكرا على النساء فقط، قائمة على احترام عادات وتقاليد المجتكع الاسلامي. إذا كنا نتوخى مشاركة واسعة من النساء، وعلاوة على ذلك، فإن التأثير الذي تمارسه الرجعية الإسلامية -القائمة على اضطهاد المرأة- سوف يتم اختزالها تدريجيا من خلال قوة استقلالية وإنضاج الوعي التقدمي لدى النساء، في المقابل، إن الإسلام الروحي والديمقراطي- دين التضامن والسلام والتسامح – سوف يحقيق الذات للمرأة المغربية. هل السلفية تنتهي خلال طرح نظرية المساواة؟ سوف يكون من الخطأ أن تحارب السلفية في الميدان الإيديولوجي، لأنها تمنح أهمية كبيرة لمذاهب سخيفة. يجب مقارعة السلفيين في نقط ضعفهم، خاصة المستوى الجنسي(النوع)، والدخول إلى معتركهم بتقديم بديل روحي واجتماعي لنسائهم. خلال النقاش الذي جمعني مع الماركسيين المغاربة، أدركت أنهم تجاوزو المراحل التي كان فيها "اليسار-الذكوري- يطرح "قضايا المرأة" على مستوى الصراع الطبقي بوصفه مسألة تحل بعد الثورة. يعتقدون أن المرأة لعبت دورا حاسما في كل الثورات الكبرى من سنة 1789 (مسيرة إلى قصر فرساي نتج عنها سجن ملك وملكة فرنسا) إلى الثورة الروسية 1917، ( بدأت في 8 مارس، اليوم الأميمي للمرأة، وقادت إلى إضراب عام من طرف النساء اللواتي عرضن على الرجال للانضمام إليهن)، واليوم، في ساحة طاهر في اليمن، تم تسجيل مشاركة كبيرة فاعلة للنساء. وفي المغرب هناك حركة كبيرة مستقلة من النساء المغربيات متحالفات مع الطبقة العاملة ستغدو قوة هائلة. لا يمكننا أن نفكر في نجاح ثورة اجتماعية حقيقية دون انخراط هذه القوة البشرية. 7- إطلالة تاريخية من خلال التفكير في سيناريو الجموعات الشعبية، استلهمت، بطبيعة الحال، بعض الأفكار من دروس الثورة الفرنسية العظيمة، بالإضافة إلى واقعتين من تاريخ الثورة الأمريكية يعتبران أقل شهرة:حدثت الأولى في القرن الثامن عشر و الثانية في القرن العشرين، كنت في سن الثلاثين سنة 1970 عندما نظم ما يسمى ب "الفهود السود" "الاتفاقية الدستورية الشعبية الثورية" في فيلادلفيا (مهد دستور الولايات المتحدة في القرن 18)، على الرغم من القمع الشديد الذي تمت به مواجهة ذلك من طرف الشرطة، إلا أنه شارك أكثر من 10 ألاف شخص منحدرين من جميع المناطق بتشكيلة واسعة من الحركات الشعبية يحملون ملفا مطلبيا كان متقدما على تلك المرحلة، خلفوا لدي تأثيرا كبيرا.
لقد صيغ دستور1787 للولايات المتحدة، بفضل حراك شعبي قوي، فاز خلاله الشعب الأميركي فوزا ثمينا بالحريات السياسية الواردة في مشروع القانون الشهير للحقوق(الإعلان عن الحقوق). كان الوضع في الولايات المتحدة سنة 1786 يشبه بشكل غريب بلد المغرب حاليا. حصلت الولايات المتحدة على الاستقلال خلال بضع سنوات، فهرع المضاربين وكبار ملاك العقاريين الى احتكار السلطة والاستيلاء على ثورة 1776، في حين كان الحرفيون والفلاحون الفقراء، وقدامى المقاومين المتطوعين الذين شاركوا في حرب الاستقلال، يعيشون في ظروف اجتماعية عصيبة، بالإضافة إلى ذلك، أراد المصرفيون جعلهم يدفعون ديون الحرب. سنه 1786، قام النقيب شايز، أحد قدماء المقاومين، بقيادة انتفاضة شايز لفرض العدالة الاجتماعية بالسلاح. الخطير، أن "المؤسسين" للولايات المتحدة كانو يلتقون سرا في فيلادلفيا لصياغة الدستور المحافظ الذي سيعرض للاستفتاء في ثلاث عشرة دولة في الولايات المتحدة الأميركية. على الرغم من الدعاية المبالغة في الذكاء بقيادة الفدراليين" ماديسون وهاملتون"، رفض المواطنون التصويت لصالح هذا الدستور، حتى تتم الموافقة على إضافة "عشر تعديلات أساسية (ما يسمى ب Bill of Rights) الضامنة لحرية التعبير والصحافة والتظاهر، وحرمة المسكن والحق في الدفاع عن النفس والدفاع القانوني، وعلنية المحاكمة أمام هيئة محلفين، وما إلى ذلك (من الحقوق التي تواصل حكومة أوباما الحالية انتهاكها باسم مكافحة الإرهاب). 8- الأفاق الدولية آفاق حركة 20 فبراير تعتمد إلى حد كبير على قوة الحركة الديمقراطية الثورية "القومية" العربية، الذي يعاد صياغتها بالمغرب. على غرار الثورات الديمقراطية في عموم أوروبا بين 1848 و 1989 التي عرفت انتفاضات ضد الشمولية في أوروبا الشرقية، تعتبر الثورات الدول العربية سنة 2011 متشابكة ومترابطة. لكل منها طابعها الخاص ، وخصوبة إبداع تكتيكات ثورية جديدة وأشكال التنظيم ضد الضلم و الاستبداد. في معظم الحالات، ترفض الجماهير الشعبية تكتيكات الثورة المسلحة لصالح النضال السلمي. ورأينا في اليمن وسوريا، أن بعض الجنود يرفضون إطلاق النار على المتظاهرين، ويسعون لحماية التظاهرات السلمية، بل يحمون المتمردين. تعتبر الثورات المسلحة المسلحة سلطوية وتراتبية بالضرورة، في حين تعزز تكتيكات الثورات السلمية اللاعنفية، المتمثلة في الإضرابات العامة، واحتلال الشوارع، التضامن وثقافة اتخاذ القرار الديمقراطي. خلال الربيع العربي المليء بالإبداع، شاهدنا أن ساحة طاهر القاهرة (وغيرها) تحولت إلى مكان للمحافل و المنتديات والتجمعات الدائمة حيث يمكن للجميع أن يدلو برأيه، حيث يتم احترام المرأة، وحيث بتنظيم الشعب بشكل عفوي للحفاظ على الأمن والصحة والغذاء ( بالإضافة إلى أن الديمقراطيون العرب ل2011 قاموا عفويا بإعادة إبداع تكتيكات الثوار الروس لسنة 1905)،إذ شاهدنا سكان الأحياء يتنظمون بشكل عفوي في لجان شعبية سلمية "لليقظة" قصد مواجهة الشرطة المسخرة من طرف النظام لارتكاب جرائم ضد الديمقراطيين في مصر، إذ بدأت هذه اللجان المحلية في تنظيم أنفسها في فدراليات وشرعت في مراقبة عمل السلطة، وهذا نموذج جديد من النقابات المستقلة. أما في تونس، فقد انطلق نقاش واسع على الشكل المستقبلي للدستور، مليء بالدروس للحركات الأخرى. إن مصير المغرب يرتبط ارتباطا وثيقا بمصير الثورات في مصر وتونس وسوريا ومناطق أخرى. لذا ينصح أن تعزز حركة 20 فبراير ومكوناتها علاقاتها بشكل وثيق مع الأشقاء في الحركات التونسية والجزائرية والمصرية، الفلسطينية والسورية واليمنية وغيرها لمعرفة المزيد عن نضالاتهم والسعي لتعزيز التضامن الدولي، ويستحسن استغلال هامش الحرية النسبي الذي يتمتع به المغرب،لاستضافة منتدى دولي في أواخر سبتمبر/أيلول في الرباط حول موضوع "الربيع العربي 2011" الذي من شأنه أن يفتح النقاش بين ممثلي الحركات الديمقراطية ووسائل الإعلام الجديدة في كل بلد في البلدان الثائرة وتنظيمهم. عندما يمر الربيع العربي بصيفه الأول ، فإن الحركة المغربية ستكون في الواجهة الدولية وسيتم تعزيز ظروفها الوطنية. وتجدر الإشارة إلى أن مركز ابن رشد للدراسات والتواصل في الرباط، بدعم من مؤسسة فيكتور سيرج، مستعدة لتنظيم هذا اللقاء. ------------------------------------------------------
Richard Greeman, né à New York en 1939, milite au Collectif de soutien aux révolutions du monde arabe de Montpellier (France). Ancien professeur de Columbia University, participant depuis un demi-siècle aux mouvements des droits humains aux Etats-unis et ailleurs, Richard est secrétaire de la Fondation Victor Serge (Montpellier, FR) et co-fondateur du Centre Praxis (Moscou, Russie – http://www.praxiscenter.ru) consacré à l’étude et la diffusion du socialisme anti-totalitaire. Lire ses blogues en anglais et français à http://www.zcommunications.org/zspace/rgreeman
#ريتشارد_كريمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|