|
رسالة إلى الرفيق الأكبر، عبد الحميد أمين، عضو الأمانة الوطنية للإتحاد المغربي للشغل
محمد فكاك
الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 19:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحية نضالية ، لا يسعني إلا أن أخاطبك بلغة الشاعر العظيم ،محمود درويش ، كم كنت وحدك ، يا ابن أمي ، يا ابن أكثر من أب ، كم كنت وحدك. كم كنت وحدك حين قاومت وحدك و حدة الروح الأخيرة لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة والفرار. وهنا كم يطيب لي أن أنوه وأحيي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، قواعد وقيادة في مجلسها الوطني، وقراره الشجاع والبطولي والتاريخي ،قرار مقاطعة الدستور الممنوح . وبذلك تكون الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ،قد وفت بالتزاماتها الوطنية والديمقراطية والعمالية، في انحيازها الواضح والمسؤول ،إلى صفوف الشعب في حقه في تقرير مصيره بنفسه . والسؤال المركزي المطروح علينا جميعا ،هو كيف أصبح البيروقراطيون الصفراويون التحريفيون متحكمين في الإتحاد المغربي للشغل ، هذه المنظمة الديمقراطية العمالية الكفاحية المستقلة التي أسسها جيش التحرير والمقاومة والحركة الوطنية والتقدمية لتكون الدرع الواقي من الثورة المضادة التي كان يقودها الاستعمار الجديد أو النيوكولونيالية بقيادة الحسن ولي العهد ،والملك . كيف يقدم هؤلاء الذين لا نعرف من أين جاؤوا، وكرم اللوز ،شيده أهلي وأهلك،بالأشواك والكبد؟كما عبر الشاعر الراحل محمود درويش. أقول :كيف يخونون مبادئ الإتحاد المغربي للشغل ، والشعارات والأناشيد الصادحة تخترق مخارقهم الأول، كلما وضع رجله داخل القصر العمالي بالبيضاء. وهنا اطلب من المناضلين والمناضلات، الإصغاء إلى نشيد الإتحاد المغربي للشغل،هذا النشيد الذي قد يكون من وضع شاعر مصري ثوري. كيف بهذه البساطة و هذه السهولة يتجرأ المتحكمون في الإتحاد المغربي، انطلاقا من مصالحهم الأنانية والضيقة. أن يصدروا هذا القرار ، قرار الخزي والعار الذي سيبقى يلطخ ويصفع ويلفح وجوههم وأدبارهم أحياء وأمواتا. إن هؤلاء المزدوجين الجبناء، يصدق عليهم مثل الهر الذي ينتعل جزمة " كل شيء هو للمركيز دو كرا باس." فمتى تلجأ هذه البيروقراطية إلى إشهار الورقة الحمراء ؟ عندما يصبح النظام السياسي متأزما عاجزا عن الإجابة موضوعيا على القضايا والمشكلات الكبرى التي فرضتها حركة 20 فبراير حيث كان لها الفضل الأكبر ، في إيقاظ الشعب من سباته العميق ، فترسخ لديه فكرة استحالة الاستمرار في ظل هذا النظام اللاوطني،واللاشعبي،واللاديمقراطي. إن قرار البيروقراطية المتنفذة والمتحكمة بمقاليد الأمور في الإتحاد المغربي للشغل،ليجعلها خارج التاريخ وخارج العصر وخارج الوطن والشعب. وإذا كانت القيادة البيروقراطية قد عملت كل ما من شأنه أن يحول دون اتخاذ موقف وطني ديمقراطي وفي غياب تام ،أو بالأصح في تغييب تام للقواعد وللمؤسسات، وفي مقدمتها المجلس الوطني ، فلأنها بطبيعتها متواطئة ومشاركة في المؤامرة ضد الشعب وحقه في تقرير مصيره بنفسه،لأن طبيعة المخزن تتماهى وطبيعة البيروقراطية ،ولا ننتظر منها أن تتخلص من إبط المخزن، لأن مثلها من حيث العلاقة ،كعلاقة تركيبة الماء من O2H . إذن فالبيروقراطية هي ركيزة أساسية من ركائز النظام المخزني وبالتالي أبت إلا أن تكون مع العياشة (نسبة إلى الذين يقولون عاش الملك) والحياحة للنظام. إن البيروقراطية مهمتها هو قمع العمال وإخضاعهم واستغلالهم وإستلابهم . إنها تدرك جيدا أين مصالحها فهي مشروع متكامل وتعرف حلفاءها الذين توحدهم أهداف واحدة :ألا وهي : الحيلولة دون وصول المغاربة إلى دولة ديمقراطية وعصرية ومدنية . وكذلك الوقوف بحزم دون تحقيق حتى تحسين الوضع الاجتماعي للعمال ، ومستوى عيشهم وثقافتهم ودورهم في المجتمع. وبالتالي لا تساعد على إحداث نظام سياسي واجتماعي جديد. وحتى لا يتوهم أحدنا أو يرى الماء سرابا ،فإني لأجزم :أن البيروقراطية المسيطرة ، لا يمكن أن تتخلى ولن تتخلى عن سلطتها التي لا تستمدها من العمال ،بل من المخزن دون أن نناضل كما لا يمكن التوهم بإمكانية إصلاح البيروقراطية المتعفنة والنخرة . إن الإتحاد المغربي للشغل ،يحتاج إلى إتحاد عمالي جديد الذي لا ينفصل عن مضمونه الطبقي. إن من يملك الأداة النقابية العمالية يملك السلطات ،كل السلطات . وهذه الحقيقة أدركها الحسن نفسه فسارع مبكرا إلى تحييد الطبقة العمالية المنضوية في الإتحاد المغربي للشغل. فصارت منذ ذلك الحين مجرد نقابة ذيلية للنظام . وهذا لايعني غياب المقاومة الباسلة والبطولية إلى حدود التضحيات الجسام للطبقة العمالية والأحزاب التقدمية والديمقراطية ، لمناهضة البيروقراطية واستعادة الديمقراطية المفقودة . وإزالة أثار العدوان المخزني الاستبدادي.فهل يمكن أن نستأصل هذه البيروقراطية وطردها إقصائها عن الإتحاد المغربي للشغل ، إن البيروقراطية لم تحقق لا المطلب الاجتماعي الذي رفعته تحت شعار "نقابة الخبز " متجاهلة أن ليس للرأسمالية من هدف سوى الفائدة المتزايدة للرأسمالية لأنها ترتكز على ملكية وسائل الإنتاج ولا الثورة الاجتماعية لسلطة العمال. إن الدور الدائم والأساسي للتنظيم النقابي والسبب الوحيد لوجوده، هو الدفاع عن مصالح العمال ، في جميع الظروف ، وبالتالي فالتعريف المعتمد لدى كل الاتحادات العمالية الحقيقية في العالم هو "أن نعرف النقابة بأنها منظمة طبقة، وجماهيرها المنظمة قادرة على الدفاع عن مصالحها المشتركة ولأكبر عدد منهم ،ومهما كان الحزب الذي ينتمون إليه. إن إستقلالية النقابة ،لا يعني عزلتها وانفصالها عن الأحزاب العمالية الثورية، وعدم الإهتمام بالسياسية وعدم المسؤولية . إن من مهام النقابة الديمقراطية العمالية المساهمة، في نضال مستميت ، وقوي وحقيقي لمهاجمة سيطرة الإحتكارات الرأسمالية وفرض تحولات ديمقراطية. مع العلم أن النقابة لا تقع عليها وحدها تحقيق هذه الأهداف بل يجب أن يكون شأنا عاما للأحزاب السياسية التقدمية تعمل النقابة على النضال من أجل إقامة سلطة سياسية تعبر عن مصالح الطبقة العاملة والفئات الكادحة، سلطة تضمن الديمقراطية على أوسع مدى بالشعب وللشعب . أيها البيروقراطيون لقد عهد الديكتاتورية ن وزمن الحكم باسم الشرعية الدينية ، لذلك انفض من حولكم كثير من القواعد النقابية التي ستظل وفية لمبادئ الإتحاد المغربي للشغل. ستظل يا عبد الحميد رمزا شامخا للصمود والكبرياء وستبقى حياتك أطول و أعرض من حياة الخونة والانتهازيين. فقاطع دستور العياشة ودستور الحياحة ، دستور القهرة والحكرة .
اصحى يا عامل مصر يا مجدع وافهم دورك ف الوردية مهما بتتعب مهما بتصنع تعبك رايح للحراميه جهدك عملك رزق عبالك عرقك مرقك ولا يهنا لك اصحى يا عا مل غير حالك صون المصنع واصنع مصر اصحى وكونى وعيشي يا مصر
أبو الهول إبن الزهراء حامل الألوية الحمراء محمد فكاك خريبكة في 20111
#محمد_فكاك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمين العام للأمم المتحدة ، ينخرط في المؤامرات الامبريالية
...
-
أيها المغاربة:إن مقاطعة دستور لا ديمقراطي لا شعبي لا وطني ،و
...
-
يا أحرار المغرب من نساء ورجال اتحدوا، وقاطعوا دستور الخزي وا
...
-
رسالة إلي هيأة المحامين والأحزاب السياسية والنقابات والجمعيا
...
-
المنوني وبؤس الفكر الدستوري والفلسفة الدستورية
-
حمامة السلام لا ترفرف على مملكة مخزنستان و دولة قمعستان
-
خريبكة البروليتارية: الشعب يمهل و لا يهمل
-
عندما يذهب الشهداء إلى النوم: غنوة ثورية للشباب
-
الى ام الشهيد بوعزيزي: الام التونسية العظيمة.. المراة ذات ال
...
-
مع عبد الله العروي في محبسه الترانسوندونتالي Transcendantale
...
-
المجلس العلمي الأعلى ومنهجية ذهنية التحريم وعقلية التجريم وم
...
-
في الرد الحازم على فتاوى القرضاوي الوجه الأكمل لثقافة البتر
...
-
إحياء ذكرى يوم الأرض يتطلب أخذنا إلى واقع جديد حياة ورؤى
-
كل ثورة و احنا دايما فرحانين فرحانين فرحانين
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|