أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - لا وقت للوقت














المزيد.....

لا وقت للوقت


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 12:11
المحور: الادب والفن
    


...لا وقت للوقت
لم يقل شيئاً غيرها و أمسك
كنت سأبكي من الضجر ، ودائماً لا وقت عندي للبكاء
ولا وقت عندي للفرح غير أني لأوّل مرّة
أشعر أنه لا وقت عندي للوقت نفسه
وكما يهرب الشعراء الصغار من الحكمة
والعصافير من القطط ، والمذنبون من القرآن
كنت حتى هذه اللحظة أهرب من الحديث عن الوقت
لكنه يحتضر أو يتورّم في مكاني ويريد أن يفتح فمه
الوقت المريض لا وقت له ، لكنه لم يتكلّم من قبل
فكيف سأفهم ما يقول و أكتبه لكم ، للوقت مشاعر مبهمة
لا يستطيع ترجمتها إلّا بغموض لا مفرّ منه
أحفر حفرةً في الوقت وأنتظر ما سيخرج منها
الزمن هو الروح ، فكلاهما لا وقت له
الوقت لا بداية له ولا يشيخ
لكي أقف خارج الوقت و أتفحصه لكم عليّ بكتم أنفاسي
وإغلاق عينيّ ، لأن الصورة زمن وكذلك الهواء
الوقت هو أيضاً دقات قلبي وهذه هي المشكلة
لكنّ لماذا يطفح الوقت هذا المساء بلا نهاية
أعتقد أنه الملل ، الملل زمن فاسد يجب الخلاص منه
ربما الوقت يحيض بين فترة وأخرى
و ربما لأنني لا أخدع قارئي لم أتحدث عن الزمن أبداً
إلا أنه لا وقت للوقت
هذا ما يحدث لي الآن
ربما لأنني أنهيت شيئاً مهماً يستحق الإحتفال
وهو إفساد حياتي بشكل لا يُمكن إصلاحه
أو لأنّ الزّمن نفسه قد بدأ يشعر بالملل من وجوده في داخلي
هكذا يخرج الزمن مني لأنني أصبحت مملاً
وإلا كيف يكون لا وقت للوقت ، وكيف للغة أن تصف الزمن
وكلها أفعال وظروف و أحوال ، ربما يمكنني استخدام الأسماء
لكن هذا يتبدل وينقلب أيضاً من زمن إلى زمن أيضاً
وسوف يسبب ذلك الكثير من الغموض .
الوقت لم يعد لديه وقت لي أم لنفسه
أعتقد أن الموت مستبعد لأنه آنقطاع للزمن
ما أشعر به شيء آخر ، إنه خروج الزمن مني
وهذا لا يتحقق بفقدان البصر بل بالجنون فقط
الجنون زمن غاضب و سكران
لم أقل لآمرأة أن تمسك يدي وأنا أمشي
ولم أصنع في هذه الدنيا أعظم مما تصنعه نملة
ثم أنني كنت دائما أنتظر ، وأستمتع بالإنتظار
الإنتظار هو زمن يتبوّل ، لكن زمني في إدرارٍ دائم
هكذا نحن الحشرات التي تحولت إلى بشر
ننتظر إلى أن نموت ونتحول مرة أخرى إلى ديدان
ربما لهذا نحب الأثرياء والنجوم والديكتاتور
رجل ك صدام حسين يحتاج إلى ثلاثة وثلاثين دولة
ليعلموه مرارة الإنتظار ، أما نحن فلا نحتاج لأكثر من الطرد من العمل
أو الطلاق من زوجاتنا أو محطة الباص لنشرب هذه المرارة
الزمن يبول دائما علينا ونتناول الكثير من الخمر والصلاة و المهدئات
بسبب الحروق التي تصيبنا بسبب ذلك .
لا وقت للوقت هذا كل ما همس به الشيطان هذا المساء
وترك للشياطين الصغار مهمة كتابة الهوامش والتأويل
إلا أنني أتحدى كل هذه الشياطين و أنام في الكهف
وأحلم بفتاة سألتني عن اللون الذي أفضل
وبأخرى أوجعت روحي بشهوتها
أتحدى الوقت بالحب وبصلة الرحم
الرحم خلقه الله عكس الزمن
الزمن يصنع القديم ، والرحم يصنع الجديد
أحبّ أن يعثر الوقت على وقته خارج لغتي
لأنني أتألم على كل شيء إلا الزمن
وهل الشاعر إلا ندم يلبس قناع الوقت
في مثل هذا اليوم بعد عدة قصائد
مات أسعد البصري
~~~~~~~~
أريدُ من زمنيْ ذا أنْ يُبلّغنيْ
ما ليسَ يَبْلُغُهُ مِنْ نَفْسهِ الزَّمَنُ
المتنبّي
http://youtu.be/-onRX6eAK8Y



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العجز
- ألحاج تركي
- التأويل
- أنكيدو
- أسكبُ كلامي في قلبكِ المفطور
- كأنّ بنيهم عالمون بأنّني
- الكاتب من عزلته
- نساء البصرة
- حسن العلوي وأشياء أخرى -ألسعودية 3
- العراق الأمريكي لن يثور ولن يصبح عراقياً
- حسن العلوي و أشياء أخرى - 2
- حسن العلوي وأشياء أخرى
- دعاء خبيث
- فجر أوديسة و أفول الشرق
- أحمد عبد الحسين
- قرار مجلس الأمن ضد ليبيا ١٩٧٣
- قضاء الكتابة وقدرنا
- قراءة تحاور قراءة تمارة فريد لنجيب محفوظ
- ألندم
- سجالات


المزيد.....




- التمثيل السياسي للشباب في كردستان.. طموح يصطدم بعقبات مختلفة ...
- رشاد أبو شاور.. رحيل رائد بارز في سرديات الالتزام وأدب المقا ...
- فيلم -وحشتيني-.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
- قهوة مجانية على رصيف الحمراء.. لبنانيون نازحون يجتمعون في بي ...
- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...
- قسم الإعلام التطبيقي بكليات التقنية العليا الإماراتية والمدر ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - لا وقت للوقت