|
الصحفي الفلسطيني المناضل محمد علي الطاهر ...
أبو زيد حموضة
الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 00:40
المحور:
الصحافة والاعلام
نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير ) بنابلس جلسة ثقافية تناولت حياة أهم مؤرخ وصحفي عربي للقرن الذي مضى، بعنوان ( المناضل والصحافي محمد علي الطاهر )، الذي يّعد من الشخصيات الفكرية الجدلية الفلسطينية الهامة التي ُطمر تاريخها، بقصد أو بغير قصد، تحدث فيها الكاتب والمربي علي خليل حمد، وأدار الجلسة الاعلامي بشار دراغمة. قدم دراغمة نبذة عن حياة المناضل الطاهر، الذي انتقل وهو صغير السن من نابلس، مسقط راسه، الى القاهرة لممارسة عمله في الصحافة حيث اسس جريدة " الشورى " هناك، وكانت دار الشورى التي امتلكها هناك ملتقى السياسيين والمناضلين العرب من جميع أقطارهم. وأضاف دراغمة: عند الدخول إلى الموقع الخاص بالإعلامي محمد علي الطاهر على شبكة الإنترنت تجد عبارة على صدر الصفحة الرئيسية تخبرك: " أن الشمس لا تغيب عن شيئين؛ " الإمبراطورية البريطانية والصحيفة التي يحررها محمد علي الطاهر" وإن دلت هذه العبارة على شيء فأن أكثر ما تدل عليه هو مدى القوة الإعلامية التي كان يتمتع بها الطاهر، وأن لا حدود للحرية بالنسبة له، وهي الحرية التي دفع ثمنها عدة مرات ". ثم أردف الاعلامي دراغمة: بالصدفة وأنا أطالع أحد المواقع على الانترنت، وجدت مقالا لكاتب تونسي وكان عنوان مقاله " محمد علي الطاهر نصير القضية التونسية " وللصدفة اتضح لي من المقال أن أحد الشوارع التونسية سميت على اسم محمد علي الطاهر، في وقت يجهل فيه الكثيرون هنا أي تفاصيل أو معلومات عن هذه الشخصية، وإذا كتبت مقالات عن الطاهر في تونس في هذا العصر، فأن مقالات أخرى كتبت عن دوره في مصر ولبنان ومختلف الأقطار العربية. وأضاف المتحدث أن ما يُسجل للمنتدى التنويري هنا، هو دوره المميز والمستمر في إعادة إحياء الذاكرة للحديث عن شخصيات فلسطينية، سقطت من ذاكرة الكثيرين، وتجذرت في ذاكرة قلة قليلة، والأمل أن تكون مثل هذه الندوات هي بمثابة إنعاش للذاكرة ورسمها في ذاكرة جيل جديد لم يعرف الكثير عنها وعن نضالاتها بالصوت والكلمة من أجل فلسطين، ومقارعتها للاستعمار البريطاني فيها وفي مصر، وأن ذلك كلف الطاهر غاليا بالاضطهاد والسجن والتعذيب والمطاردة. وأوجز ضراغمة أن الشمس غابت عن الامبرطورية البريطانية لكنها لم تغب عن التراث الخالد للطاهر الذي خلفه لشعبنا وامتنا بين دفات كتبه ومتون صحفه التي تركها لنا ككتابه " ظلام السجن " الذي يربو عدد صفحاته عن 800 صفحة والذي كتبه في معتقل هاكستب في القاهرة . المربي علي خليل حمد ( كأركيولجست ثقافي )، أو كعالم أثار ثقافي، تقفى بكل صبر وأناة، أثار الكثير من الشخصيات والمدارس المطمورة في تاريخ فلسطين والامة، والتي قرأ عنها مئات، بل آلاف الصفحات ليبرز دورها الفكري والنضالي، وليس آخرها الصحفي المناضل محمد علي الطاهر، بادءا حديثه بالسؤال لماذا لم يُشهر محمد علي الطاهر وعلى أهميته كمؤرخ وصحفي، كالشاعر ابراهيم طوقان مثلا ؟ وعلّق على ذلك بقوله إن حياة الطاهر، لأهميتها، جديرة بأن تكون فلما يُمثل تحدي الانسان الفلسطيني لجبروت الاستعمار ومكائده. وأستهل المربي حمد حديثه عن السياسات التي مارسها الانتداب البريطاني لتحقيق وعد بلفور في فلسطين، كما بيّنها محمد علي الطاهر، وأهمها تسهيل هجرة آلاف اليهود وتسهيل استحواذهم على الاراضي وذلك بشرائها من الاقطاعيين غير الفلسطينيين مع منع الشركات العربية من شرائها، وكذلك من خلال فرض الضرائب الباهظة على الأراضي المجاورة للمستعمرات اليهودية ليضطر مالكوها للتخلي عنها، ومن ثم انتقالها الى أيدي اليهود. وأوضح الكاتب حمد الجانب الاقتصادي لهذه السياسات في منح الانتداب امتيازات المشاريع الاستثمارية الكبرى لليهود، ومنها امتياز البحر الميت، وامتياز شركة الكهرباء، كما أنه فرض الجمارك العالية لحماية الصناعات اليهودية، مثل: الكبريت، والاسمنت؛ وفي الوقت نفسه اختصّوا باستيراد المواد الضرورية التي لا بدّ من شرائها. أما في الجانب العسكري فقد أبرز الطاهر دور الاستعمار في منع الفلسطينيين من اقتناء السّلاح إلى حد تعرض من يمتلك بندقية أو رصاصة للتعذيب، وإلى عقوبة الاعدام، في حين كانت بريطانيا تسمح لليهود بالتدريب على استعمال الأسلحة، وكانت تقدمها لهم في هيئة هبات أو بأسعار رمزية، ومنها الدبابات والمدافع والطائرات. وفي المستوى الاداري كانت المراكز العليا ذات الشأن في حكومة الاستعمار حكرا على الانجليز واليهود، خلافا للعرب الذين كانوا يشغلون الوظائف الدنيا التي كانت الطاهر يسميها " شّرابة الخرج ". أما في مجال التربية والتعليم فكشف الطاهر عن حقائق مرّوعة في سياسة التجهيل التي مارستها حكومة الاستعمار البريطاني ضد الفلسطينيين، وضرب أمثلة لها، منها منع العرب في اقامة مدرسة لتعليم البنات في حيفا، وأن ثلثي الطلاب في يافا لم يكن لهم مكان في المدارس، كما أن المناصب التربوية العليا كانت خالية تماما من العرب بخلاف الانجليز واليهود. وكذلك أشار الكاتب حمد الى الاهتمام الخاص الذي أولاه الطاهر للحديث عن بلده نابلس، وسياسات الانتداب الخبيثة لتدمير اقتصادها، بفرض أثمان عالية لبيع منتوجاتها لمنع رواجها، مما أدى الى اقفار مصانعها، وخراب أسواقها التي كانت مزدهرة قبل الاستعمار البريطاني، عدى عن حوادث الانتقام الوحشي الذي مارسه الانتداب ضّدها، ولا سيما في ثورة 1936، حيث قتل بدم بارد عدداً من أبنائها دون تفريق بين طفل – ابن الدكتور نديم صلاح – وكبير السّن – حسني حمّاد والد المترجم المعروف خيري حمّاد. كما أشار المربي حمد الى راي محمد علي الطاهر في أسباب نكبة عام 1948، فبالاضافة الى الدورين الرئيسيين لبريطانيا وأمريكا، أنحى الطاهر باللائمة على دور جامعة الدول العربية التخديري في وقوع النكبة، بدلاً من تزويد الفلسطينيين بالسلاح اللازم، والذي كان سيكون كفيلاً بالنصر لهم ، مع ايمانهم بحقهم في أرضهم، ودفاعهم عن حرماتهم، كما فعلوا في ثورة العام 1936. وفي ختام الجلسة، دعا الحضور الى تشكيل جلسة مشتركة بين مجلس بلدية نابلس وجامعة النجاح الوطنية وبعض المؤسسات والشخصيات المعنية، لنشر تراث الطاهر الفكري، والحفاظ على مؤلفاته ومؤلفات أمثاله من المناضلين والمفكرين من أبناء نابلس الذين يتعرض تراثهم الفكري والنضالي للاهمال والضياع. وليس أخيرا .. ننقل ما كُتب على بعض الرسائل الواردة للطاهر، والموقعة من صديقه عبد الرزاق بدران فيها : تقودني الحرية نحو عرينها .. تُظلني رايتي ... ويُحفزني الامل .... أهدي هذا الرسم الرمزي الذي رسمته العام 1927 م لحضرة المجاهد العربي الكريم السيد محمد علي الطاهر صاحب الشورى ( الشباب ) لجرأته للحق وعشقه للحرية.
#أبو_زيد_حموضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا تعرف عن حركة التضامن الدولي ؟ ( ISM ) ...
-
الحراك الشعبي والمسار الفلسطيني .. جلسة ثقافية نظّمها المنتد
...
-
حتى لا ننسى .. النكبة في الفكر الصهيوني واحياء ثقافة حق العو
...
-
تحرير الاسرى طريقنا للحرية .. محمود زيادة.. مسعود زعيتر .. ت
...
-
في الاول من ايار، المنتدى التنويري يسلط الضوء على دور النقاب
...
-
الكنيسة الانجيلية الاسقفية العربية والمنتدى التنويري يحتفيا
...
-
من صور التطهير العرقي اليومي في فلسطين ... شاهدو الفيديو
-
الحجة سبتية ( اُم الاسرى) وحكايتها مع السجن والسجان ..... مي
...
-
المنتدى التنويري يحتفي في الذكرى 75 لميلاد أديب الثورة غسان
...
-
تداعيات الثورات العربية على المشهد الفلسطيني .. زكريا محمد .
...
-
لا اريد لهذي القصيدة أن تنتهي ... اُمسية شعرية في نابلس في ي
...
-
الثورة الشعبية المصرية الواقع والآفاق جلسة ثقافية للاستاذ عم
...
-
لطفك يا نزار- وبقينا دببا قطبية- ... د. يوسف عبدالحق
-
المنتدى التنويري في نابلس نظم جلسة ثقافية حول الثورة الشعبية
...
-
التنوير طريق التنمية والحرية
-
المنتدى التنويري في نابلس يعرض فلم تشي جيفارا
-
الثقافة والهوية والتربية ... المربي علي خليل حمد
-
لقاء بين مؤسسة ابن رشد للفكر الحر ورموز الفكر التنويري في نا
...
-
دور مؤسسة إبن رشد في دعم الفكر الحر والديمقراطية في العالم ا
...
-
ورشة عمل حول دور المجتمع المدني في الحملة الدولية لمقاطعة (
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|