أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - اليمن في غرفة الوصاية المركزة














المزيد.....

اليمن في غرفة الوصاية المركزة


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 14:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لا يمكن لليمن أن تكون في أسوء حالا مما هي عليه الآن ، وذلك لسبب بسيط وهو أن من ظل يحكمها خلال الثلاثون عاما الماضية عمل جاهدا على تجويفها وتفريغها من كل أسس ومرتكزات الدولة الحديثة وتم تهميش وإقصاء كل بوادر الدولة القائمة على المؤسسات الدستورية، فصار الدستور كتيب لا معنى له أمام الكم الهائل من الفوضى الممنهجة.

واليمن وبعد أن أصيب علي صالح دخل في مرحلة مظلمة وتبين لنا حجم الضرر الذي ورغم تقديرنا له لم نستطيع أن نتوقعه بهذا الحجم، فحالة ألا دولة القائمة الآن تدل وبشكل واضح على أن الرئيس المخلوع سعي إليها بكل جهد حيث أنه إما يكون على سدة الحكم أو أن يدخل اليمن وشعبه إلى معترك خطير ، فهاهو نائبه أضعف من أن يتخذ قرار دستوري واضح، وها هي المؤسسات مصابه بحالة شبه غيبوبة، لم تتبقى إلا بعض المؤسسات العسكرية والإعلامية الدستورية التي تدين بالولاء لشخص علي عبدالله صالح و التي رهنت مصيرها بمصيره الغامض وباتت تتعلق بتلك القشة التي تعتقد أنها ستنقذها من الغرق، وهذه تصرفات تحتاج إلى إعادة نظر في سلامة أدمغتهم ومدى مقدرتهم على استقصاء المستقبل!

كان من المهين أن لا نجد مستشفى واحد يستطيع أن يستقبل المصابين في مسجد النهدين، فهاهي كل الحكومة مع رئيسها ورئيس الدولة محتجزون هنالك في الرياض وبقرار ملكي تم منع معرفة أي أخبار عن وضعهم الصحي،وبذلك دخلت اليمن كلها في غرفة الوصاية وصارت كالعمياء تتلمس طريقها دون جدوى لتعطي المجال للآخرين بوضع ورسم خطواتهم بشكل قد لا ينسجم كثيرا مع تطلعات الشعب الذي خرج ثائرا منذ أربعة أشهر يطالب بحياة أفضل ومستقبل أجمل.

من البديهي أن تكون معرفة الحالة الصحية لعلي صالح تتعلق مباشرة بتحديد مصير خمسة وعشرون مليون يمني، وحجب المعلومة عن هذا الشعب أمر ليس من حق أحد، فهو في أمس الحاجة لمعرفتها حتى يبدأ بالتخطيط لأيامه القادمة بطمأنينة وتروي، ومن البديهي أيضا بأن هذا الحجز ألقسري لأية معلومة عن رأس الدولة ينبئ عن حالة وصاية منفرة على الشعب اليمني الذي عانى الأمرين من أن يكون قراره دائما بيد غيره.

في كل الأحوال اليمن لم يكن يتمتع بسيادة كاملة منذ قيام الثورة ضد الحكم الأمامي، فهو دخل في الوصاية المصرية ثم أنتقل إلى الوصاية السعودية،واليمن وفي الفترة الأخيرة كان بقبائله ونظامه وثلاثة أرباع الأحزاب المعارضة تحج وتطوف في الرياض، وتشكلت طبقة رخوة بعيدة كل البعد عن المعاناة الحقيقية للشعب اليمني لتنعم برفاهية غير معقولة ونفوذ مدعم مع إبقاء اليمن في حاجة ماسة وعدم مقدرتها على الوقوف على قدميها.

وهذه الوصاية هي في أقوى حضورها الآن والتعامل معها أمر واقع لا بد منه، وخاصة أن الحضور السعودي القوي يمتلك الأوراق العالمية بالشأن اليمني، وان كنا نضع اللوم عليه حيث أنه منع اتخاذ أية إجراءات أممية بحق هذا ا لنظام المجرم، إلا أننا نعتقد أنه مازالت هنالك مساحة كبيرة للتفاهم فيما يعود بالمصلحة للبلدين، فالسعودية واليمن وجدا جغرافيا بجوار بعضهما والسعودية تمتلك مفاتيح لسنا بغنى عنها واليمن تعتبر صمام إستراتيجي للأمن السعودي، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نتواصل بحيث يحافظ كل طرف على مصالح الآخر على أمل أن يساهم هذا في مساعدة اليمن على تجاوز محنتها، وهذا بالتأكيد في البداية والنهاية لن يتم إلا برجال وطنيين يضعون مصلحة اليمن أولا وقبل كل شيء.

الوصاية أمر غير مرغوب،والدول التي تتمتع بالسيادة تعيش أزهى عصورها ويعيش المواطن فيها برقي وتحترمه الشعوب الأخرى، لذا لتكن أحد أهم أهداف ثورتنا الحالية هي السيادة المطلقة على ارض وسماء وشعب هذا الوطن من خلال الانكفاء على الداخل والاستغراق في البناء السياسي المتين والاقتصادي القائم على محورية الإنسان اليمني والأمني القانوني الصارم حيث لا احد فوق القانون، فأن نجحنا بهذه الأمور لن تستطيع أية دولة مهما كانت سطوتها بفرض إرادتها على الشعب اليمني من جديد.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أوسخه
- أنسنة علي صالح ...واللجوء إلى المجتمع الدولي
- الجندي ...هل هو مواطن يمني ؟
- احتلال عدن مرة ثانية
- ماذا تعلم ساركوزي من الرئيس اليمني !
- عمر البشير والرئيس اليمني ....قواسم شتى .
- ماذا تفعل القاعدة في مدن جنوب اليمن .
- مسلسل همي همك ، لماذا أغضب السلطة ؟
- إرهاب دولة .
- فهل نكن بشرا ..لمرة واحدة فقط .
- ماذا تبقى من الحزب الحزب الإشتراكي اليمني
- العرب ما بين الساسان وآل عثمان
- وتمزقت اعضائها التناسلية
- المانحون لا يثقون بالحكومة اليمنية
- يمن ما بعد الحوثية
- العالم يكتشف اليمن في اسوء صوره
- أسلمة الجدار الفولاذي مع غزة
- لماذا اعلنت الحرب على القاعدة في اليمن ؟
- شيء فيك يشبهني
- سحب ورقة التوت السعودية عن نظام صنعاء


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - اليمن في غرفة الوصاية المركزة