ومن قال أن الرجل + المرأة = مستحيل !!

حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)

الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 21 - 12:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

شهد عالمنا العربي زلازل ثقافيه وثورات اجتماعيه غيرت شكل المجتمع ، أهمها الغزو الكبير للمرأة في مجال العمل في السنوات الأخيره حتى كادت أن تصبح المرأة غير العاملة ظاهره غير معتاده وفي العمل هي واقع لا مفر من التعامل معه ..
وكما هنالك فروق بين الرجل والمرأة في الذكاء والحب فلابد هناك من فروق في العمل أيضا، فمن حيث الذكاء يتفوق الرجل في العلوم التحليليه كالرياضيات بينما تتفوق النساء في العلوم البديهية كاللغه.
أما في الحب فيجيد الرجل استخدام العاطفه كوسيله فيما هي غاية بالنسبة الى شريكته المرأة ..
لكن ماذا عن العمل ؟
بعيدا عن الفروق الفردية أو الشخصية التي تميز موظف عن الآخر ، فإن الدراسات باتت تؤكد مؤخرا أن هناك فروقا يجب وضعها في الاعتبار لتفهم قدرات كل من الرجل والمرأة في مجال العمل تحديدا.
يمكن ايجاز هذه الفروق في مجموعة نصائح ثمينة تبدو مناسبة للأخذ بها في إدارة الصراع ما بين طبيعة كل منهما،
واذا لم نشأ العمل بها فقد نتذكرها من باب (الشىء بالشىء يذكر)..
ففي المكتب أطلبي ما تريدينه سيدتي بوضوح في مقابل أن تصغي سيدي الى ما تقوله زميلتك لأن ذلك يحسن علاقتكما كزميلين في مكان عمل واحد..مثلا : عندما تقول زميلتك " فرغت آلة تصوير المستندات من الورق " فهي عبارة صحيحة لغويا لكنها تقصد بلغتها هي أن تقول "من فضلك ، أيمكنك أن تضع أوراقا في آلة التصوير"
على المرأة أن تكون اكثر مباشره حين تتعامل مع زميلها الرجل لانها بطبيعتها كإمرأة لا تميل الى الوضوح والمباشره !
في المقابل على الرجل أن يتخلى عن تقديم الحلول اذا كانت محدثته هي زميلته المرأة تنقل له خبرا أو معلومه وتريده أن يشاركها بها فقط لا أكثر!

علينا أن نتذكر أن الرجل في المنزل يكون شخصا لطيفا اذا كانت الأمور تسير على ما يرام في عمله ، أما المرأة فتكون فعًاله في عملها اذا كانت الأمور في المنزل على ما يرام ، يساعدنا هذا الأمر على تفسير الأشخاص المحيطين بنا رجالا ونساء في العمل .
علينا أن نتذكر أن المرأة اكثر قدرة على العمل في أكثر من مجال أو موضوع دون خسائر كبيرة لكن بشكل أضعف وبقدرة أقل على التركيز من الرجل الذي لا يجد مفرا من التركيز على أمر واحد فقط وانجازه فإذا لم يتوقف الرجل عن اتمام ما يفعل لكي يجيب عن سؤآل ملح طرحته عليه زميلة له ، فهو لا يتجاهلها بدافع اللامبالاة أو الازدراء انما حجته طبيعته الفطريه التي لا يمكنه السيطرة عليها لانجاز العمل الذي يقوم به قبل الانتقال الى عمل لآخر،أما النساء فمن الأفضل أن يعلم زملائهن أنهن يملن بطبيعتهن الى القيام بعدة مهام في وقت واحد وما لم يفهم الرجل طبيعة المرأة هذه فقد يتهمها بأنها مشتتة الذهن أو أنها طامعة في الاستئثار بالاعجاب لنفسها لذا ترفض توزيع المهام على العاملين معها .

علينا أن نتذكر أيضا نقطة الانفتاح مقابل الانغلاق ، فالرجل ينغلق على ذاته بينما تنفتح المرأة على الآخرين وتظهر هاتان الميزتان في الاطار المهني أيضا وبوضوح..
ومن هذا المنطلق تحتاج المرأة الى الحوار والحديث من أجل احراز التقدم بينما يحتاج الرجل الى عزلة للتفكير ..
قد يفسر هذا أننا كثيرا ما نرى أبواب الرجال موصده بينما تشرع النساء أبواب مكاتبهن ولا يغلقنها إلا للاتصال بالمنزل !

علينا أن نتذكر أن الحديث الذكوري موضوعي (يروي الحقائق) فالرجل لا يمانع أن يتكلم في الاجتماع مثلا ويسمعه الآخرون ،أما المرأة في العمل فترحب بالكلام لكن لا للحديث وحدها أمام جمع فهي تعشق الثرثرة والكلام إلا أنها تفضل الحوار والحديث متعدد الأطراف ، ثم هناك حقيقة أخرى متناقضه في الظاهر مع صفات الرجل فنرى النساء قادرات على إنهاء نقاش ما في الساعة السادسة والنصف مثلا بعد أن ينتهي الوقت في حين لا يتذكر أو يتردد الرجل في النظر الى ساعتة ويفضل أن يرى الصبح ينبلج على أن ينهي النقاش قبل التوصل الى نتيجة !

أخيرا علينا أن نتذكر أن الرجال يطبقون ما يعرفونه بينما النساء يسعين الى التغيير فيميل الرجال الى الثبات في الخيارات وهو الأمر الذي تعتبره بعض النساء عنادا ، ألم نألف العبارة القائله " لا أحد يغير رهانه على حصان رابح" في حين تفكر النساء في ما يشبه الخبث البريء " ولم لا ؟"
لذا لا يبدو غريبا أن نرى بعض رؤساء العمل يشترون عدة قمصان وربطات عنق من الطراز نفسه واللون نفسه ، في حين نجد المرأة واقفه أمام خزانة ملابسها في حالة تأهب لاتخاذ القرار!
أوافقكم الرأي هي فروقات ليست جوهرية لكننا اذا لم ندركها قد نقع في فخ الشعور بالعدائية الواحد حيال الآخر ، لذا علينا أن ننتبه الى هذه الفروقات اذا شئنا القضاء على الخلافات المحتمله والعيش في سلام .
هل قلت سلام.. لم لا
ومن قال أن الرجل + المرأة = مستحيل !!

#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات