أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - صفحة من التاريخ: المهرجان الوطني للأدب الفلسطيني في المناطق المحتلة














المزيد.....

صفحة من التاريخ: المهرجان الوطني للأدب الفلسطيني في المناطق المحتلة


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 22:55
المحور: الادب والفن
    


لا يختلف اثنان على أهمية وضرورة المهرجانات الأدبية والثقافية في حياة الشعوب المناضلة الطامحة الى الحرية والاستقلال. فهذه المهرجانات تعزز العمل الجماعي، وتقوي الحراك والفعل الثقافي ،وتنشّط الحركة الادبية وتعمل على رفع مستواها، وتشجع الكتاب والأدباء على مواصلة الابداع ، وتخلق حوار وسجال أدبي هادف ورفيع بين حملة القلم وأصحاب الكلمة والمهتمين بالثقافة والأدب.
وانطلاقاً من ذلك ، وتنفيذاً للفكرة التي راودت الكثير من كتاب وأدباء ومثقفي المناطق الفلسطينية الواقعة تحت حراب الاحتلال ، بادر الملتقى الفكري الفلسطيني الى اقامة المهرجان الوطني الأول للأدب الفلسطيني على مدار أربعة أيام متتالية ، في الفترة الممتدة بين15ـ 18 آب سنة 1981.
وكان هذا المهرجان حدثاً وطنياً وثقافياً وأدبياً ، ومن أبرز الأحداث الوطنية في الروزنامة الثقافية الفلسطينية وتاريخ الوطن، وجاء ليجسد التحام المثقف الفلسطيني الثوري بقضيته الوطنية وارتباطه بقضايا الجماهير العربية ، وانحيازه الكامل الى كل ما هو ثوري وحضاري وديمقراطي.
وقد تضمنت الأمسية الافتتاحية يومها كلمات وتحيات من الشعراء والكتاب: علي الخليلي وابراهيم الدقاق وسميح القاسم والمرحوم اميل حبيبي وابراهيم العلم ، بينما خصصت الأمسية الثانية للقراءات الشعرية وتقييم النقاد لها ، وخصص اليوم الثالث لكتاب القصة وتعقيبات وانطباعات النقاد والمتخصصين عليها . واختتم المهرجان بأمسية فنية غنائية وتقديم مسرحية ، واصدار بيان ختامي .
وفي اعقاب اختتام المهرجان توالت ردود الفعل حوله ، وكتب الشاعر والباحث علي الخليلي في "الفجر الأدبي" الذي كان يشرف عليه :" ان هذا المهرجان أكد قدرة حركتنا الأدبية المحلية على العمل الجماعي المثمر ، وهي ظاهرة غير موسمية على أية حال ، ولكنها سوف تستمر لتصبح قاعدة وجودنا الأدبي ووجهنا الحضاري ".
في حين كتبت صحيفة "الطليعة" المقدسية في ملحقها الثقافي : "كان حلمنا دائماً أن نجد واقعاً معيناً يجمع شتات الأدباء ويوحد طموحاتهم .. فتحقق الحلم وتجاوزه سريعاً الى العمل فكان لقاء الأدباء مع جماهير الأرض المحتلة مثالاً على تحول الحلم الى حقيقة حية متحركة تستلهم نبض الجماهير وتتحسس فجرها".
وقد شكلّ هذا المهرجان علامة بارزة في تاريخ الحركة الأدبية والثقافية الفلسطينية تحت نير الاحتلال ، التي عانت من الممارسات الاحتلالية التنكيلية، ومحاولات قمع الكلمة وخنق الصوت الوطني الفلسطيني ، والزج بالكتاب والأدباء والمفكرين الفلسطينيين في غياهب المعتقلات والسجون والزنازين.
وتكررت تجربة هذا المهرجان في العام التالي (1982) حيث انعقد المهرجان الأدبي الثاني في خضم العدوان الوحشي على لبنان ومعركة الصمود في بيروت ، وفي التاريخ نفسه الذي انعقد فيه المهرجان السابق . وانعقد المهرجان تحت شعار "الأدب في المعركة" وذلك تأكيداً على طليعية المثقف الفلسطيني ودوره في المعركة الوطنية والثقافية ، التي تخوضها النخب المثقفة الفلسطينية الواعية . وجاء في البيان الختامي الصادر عن المهرجان: "في هذا الوقت الذي تتوهج فيه نجوم آلاف الشهداء من شعبنا الفلسطيني ومن الحركة الوطنية اللبنانية وتقوم الطائرات الاسرائيلية ، امريكية الصنع وأمريكية الذخيرة والموت، بتدمير المخيمات الفلسطينية في لبنان وتشريد مليون فلسطيني ولبناني ، وتجويع وتعطيش مئات الألوف من الأطفال والنساء والشيوخ في بيروت الغربية المحاصرة ، حيث يتحول الصمت العربي الرسمي الى لطخة عار ضخمة في التاريخ.
في هذا الوقت بالذات ، تتحول الكلمة الوطنية الواعية الملتزمة في وطننا المحتل ، وهي تواجه في الأساس قبضة الاحتلال الحديدية، الى فعل صدامي يومي، ضد العدوان ، وضد الابادة، وضد الصمت، حتى تتوهج الشعلة ، فتضيء الأفق كله".
وانتهى المهرجان على أمل اللقاء في المهرجان الادبي الثالث ، الذي لم يعقد نتيجة عوامل ذاتية وموضوعي لا أريد الخوض في تفاصيلها الآن .
ومنذ ذلك الحين تعثرت المسيرة وتعطلت مهرجانات الادب في الارض المحتلة ، وجرت مياه كثيرة في النهر الفلسطيني بدءاً بالانشقاق في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين مروراً بالانتفاضة الشعبية الفلسطينية ثم اتفاق اوسلو وعودة الكوادر الفلسطينية من تونس الى أرض الوطن ، وما تركه هذا الاتفاق من أثر على المسيرة الوطنية التحررية ومجمل النشاط الثقافي . اضافة الى انخراط المثقفين والمبدعين الفلسطينيين في مؤسسات السلطة الفلسطينية وانتهاء دورهم كمثقفين عضويين ، وما أعقب ذلك من مظاهر شرذمة وانقسام في الشارع السياسي الفلسطيني،عدا الأوضاع والظروف السياسية،التي كان لها بالغ الأثر على التراجع الثقافي والانحسار الأدبي والاهتمام الشعبي بالأدب والثقافة . هذا وتبقى مهرجانات الادب الفلسطيني ذكرى من الزمن الجميل.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بضع كلمات على قبر مجنون فلسطين الشاعر يوسف الخطيب
- من وحي الذاكرة مهرجان الثقافة الفلسطينية الاول في اسرائيل
- عن شعر الحب وغزل سليمان جبران في شبوبيته..!
- تجربة صحيفة -الطليعة - المقدسية ودورها السياسي والثقافي
- الشعر الشعبي الفلسطيني في المواجهة
- صورة من الماضي
- صدور عدد حزيران من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- الكاتب العراقي مصطفى عبود .. مسيرة مضيئة
- سعود الأسدي وفدوى طوقان وسلة الزهر ..!
- حال الثقافة الفلسطينية بعد معركة بيروت
- هل يصبح احمد رفيق عوض وزيراً للثقافة..؟!
- الصحافة الأدبية الفلسطينية تحت الاحتلال .. هم البدايات!
- تراثيات أمير الشعر الشعبي الفلسطيني سعود الأسدي
- بيروت القصيدة والملحمة الخالدة..!
- أثر النكبة في الشعر الفلسطيني
- ما قاله الشعراء في رثاء القائد والمناضل الفلسطيني كريم خلف
- نصف قرن على صدور مجلة (الأفق الجديد)
- الارهاصات الأولى للثقافة الفلسطينية في الداخل
- أيها الغائب الجميل / الى روح الشاعر محمد حمزة غنايم
- أين الابداع الفلسطيني المقاتل..؟!


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - صفحة من التاريخ: المهرجان الوطني للأدب الفلسطيني في المناطق المحتلة