أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكرياء الفاضل - شفق أم غروب؟














المزيد.....

شفق أم غروب؟


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 22:55
المحور: الادب والفن
    


وقف الربع على شط شاحب، كالمحتضر، في انتظار الربيع الموعود وقد أدمعت عينهم المحملقة في الأفق الغاطس في حمرة قد تكون إيذانا بالشفق وقد تكون إعلانا عن الغروب.. فلا الشتاء رحل ولا الربيع حلّ، إنها المنطقة الحدودية بين فصلين ماردين كل منهما متمسك بحقه في البقاء.
صاح مناد: يا الربع، أقول لكم إنه الشفق!
وناد آخر: بل الغروب.. فذاك لون دم الشمس الجريحة!
لم يستقر الربع على قرار وتعالت الأصوات في فوضى جردت صدى الأصوات من كل دلالة وأقبرت تفسيرات ابن جني..
إنه مسرح العبث اختلط فيه الدرامي بالتراجيدي بالكوميدي لتتمخض الخشبة عن مشهد سوريالي: أفق دامي الحمرة.. شاطئ شاحب كالموت.. ومياه البحر.. آه.. أين هي المياه؟! يا لهول ما أرى..! المياه تبخرت ولم يعد لها أثر.. المسافة بين الأفق الدامي والشاطئ الشاحب مجرد هوة.. إذا الربيع لن يستطيع الإبحار إلى شاطئ ربعنا.. أ يكون الأفق أدمع دما لهذا؟ أ يكون الوقت غروبا ونحن توهمناه شفقا؟؟! أ تكون الدببة، عبثا، استيقظت من سباتها؟! أ تكون الغريزة قد خدعتها؟! ولما لا؟ فعصر العولمة غيّر المناخ ورفع درجة الحرارة، لذلك ذاب الثلج قبل موعده.. لكن الدببة قد استيقظت ولن تعود لنومها بعد اليوم، وجوعها الشديد سيدفعها لافتراس كل ما تصادفه بطريقها.. إنها الكارثة..
فتح المذياع فاخترق سمعه خبر، شبيه بقصة أهل الكهف المذكورة في الكتب السماوية، ناد به صوت جهوري رصين: لازال الربع معتصما بالشاطئ في انتظار شفق الربيع.. ولم يستطيعوا حتى الآن، رغم مرور أكثر من نصف قرن على وقفتهم، الوصول إلى قرار بشأن حمرة الأفق الدامي: أشفق هو أم غروب؟
حامت الخفافيش في سماء الظلمة ناشرة خبر الفوز العظيم، بعدما عيّن القاضي تاريخ عيد النصر..
- عيد! عيد من؟..
- يا لك من غبي! عيد الخفافيش طبعا.
- أ للخفافيش عيد؟!
- إنك لست غبي فحسب بل وأمي جاهل.. إنّ الخفافيش جعلت من خطبة صلاة الجمعة عيدا..
- لماذا؟
- لأن الخطبة، يا غبي، كانت بمثابة الإعلان عن تمديد ساعات الليل.. إنها ستنعم بامتصاص دم البقرة لساعات أطول من الليالي السابقة.. أفهمت يا ثقيل الفهم؟
- لكنه الربيع..
- أي ربيع يا هذا؟ الربيع عندهم.. أما في ديرتنا فشتاء إلى أجل غير مسمى.. إنها خدعة الطبيعة.. إنّ ثمرنا ما نضج..
نزل دمع السماء حسرة على ربيع ما شق طريقه نحو الشط.. ربيع اختزل مسافته واكتفى بقرطاجة ووادي الملوك.. وربما قد يحلّ بحضرموت.. لم يقرر بعد..
من على قمة الجبل المجاور نادت حسناء بصوت باك مصحوب بنغمات وتر رويشة الحزينة.. اخترق حصار الخفافيش ونفذ إلى وعي الربع فأيقظ حسهم بهستيرية الخفافيش من حولهم.. فما تراهم فاعلون..؟
قد يتوجه الربع للعرّاف.. وقد يستشيروا أرواح الشهداء.. لا أحد يدري ما هم فاعلون.. المؤكد أنّ وقفتهم الانتظارية لم تأتي بفاكهة تؤكل.. ومددت فترة الشتاء المظلم إلى أجل غير مسمى.. أما الربيع فعزف عنهم في انتظار نضج ثمرهم..
ملاحظة هامة:
القصة من وحي الخيال، وأي تشابه مع أي مجتمع هو من قبل الصدفة.. وربما لا.. العلم عند القضاة.. على أي مسرح العبث يتحمل كل شيء..



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادة حليمة إلى عادتها القديمة
- اتحاد الملوك ضد الشعوب
- حرية الصحافة بين الكر والفر والبلطجية تنشد ثورية القصر
- قتل بن لادن
- الكلمة المتقاطعة أركان
- الزيارات الليبية للمغرب والسر الدفين
- العفو الملكي
- المغرب: خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الخلف
- أساند أو لا أساند؟
- لمن لم يفهم ما نريده
- النظام يريد إسقاط 20 مارس
- 13 مارس ذاك الخطاب الموجه للشعب المغربي
- مرة أخرى حول الخطاب الملكي
- لماذا نعارض خطاب عاهل المغرب
- الملك ما فهمناش
- أريده عيدا لها
- يس و.. حركة 20 فبراير
- هل ثورات الشعوب العربية من وحي سيناريو أجنبي؟
- كل شيء في أوانه
- أضعف الإيمان


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكرياء الفاضل - شفق أم غروب؟