أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - تراث العنف














المزيد.....

تراث العنف


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 19:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحضارات تراكم ثقافة العنف والسلم كدلك,ففي تاريخ الشعوب والدول,أحداث اعتبرت لأهميتها,محطات فاصلة,أو مؤسسة لدولة دات خيارات محددة,غيرت مجرى تلك الحضارة بأكمله,وليست الحروب بين الدول وحدها,ولا الثورات ما يتأسس عليه هدا التراث,بل هناك تصفيات جسدية بين رجالات الحكم وحتى نسائه,بل وأسرهم وقد ينتقل دلك إلى الأحفاد,ممتدا للأتباع,تصير هده المواجهات الخفية وسيلة لاختيار الأتباع والأشياع ومدى إخلاصهم وقدرتهم على التضحية بكل شيء إخلاصا للحكام ودوي النفود في مربعات السلطة,لكن تغير الولاءات وارد,وهناك ردود عليه بوجود فئة خاصة للتأديب والمفاوضة وحتى الحوار,قبل اللجوء إلى العمليات والإجراءات الإستئصالية,أي التعنيف والنفي خارج البلد,بهده الصراعات تتجدد النخب الضيقة في محيط الحكم مند القدم,هده الآلية لاتسمح للتاريخ بالإقتراب منها,فهي محرمة على كل النخب,السياسية والثقافية وحتى المهتمة بالتاريخ وغيره من العلوم المنقبة عن الحقائق,والمسائلة للظواهر السياسية والثقافية وحتى العرقية,لكن المجتمعات التي انخرطت في الحداثة تخلصت من هده الشوائب,
ولم تعد التصفيات واردة في الصراعات السياسية حول السلطة والمكانة,بل وضعت قواعد اللعب,وخضع الكل لها,بعد أ، داق الجميع كارثة غياب القواعد وماجرته على أروبا من ويلات الحروب,وقد عاشتها من قبل,وكانت عائقا لتقدمها ونموها,فما أن بزغ نور العقل,وتراجعت أساطير السيطرة وأدرك الحكام أن مجدهم لايمكنه أن يرتكز على السحرة والمنجمين,الدين يوهمون الحكام بقدرتهم على معرفة الآتي,ويكون دلك مدخلا ليصير الساسة لعبة في يد قراء المستقبل من مشعودين وكهنة,وهنا تنشط آليات المؤامرات بين الأسر الحاكمة أو الطامحة للحكم,فتبدأ عملية بناء ثقافة العنف,الدي يصير وسيلة ناجعة لإثبات الولاء والدفاع ع، أولياء النعم من الحكام,الدين يختبرون أتباعم بالأوامر التي تفرض التخلص من أقرب المقربين لهم كدليل على إخلاصهم وصدق نواياهم السياسية,وهنا يكون تراث العنف آخدا في التشكل,والتطور في خفاء,إلى أن ينفجر عاصفا بالحكام,وهي صيغة غريبة لسقوط أنظمة الحكم بدون أن يتحرك الشارع,الدي يرث طقوس العنف من حكامه,ويستمريها لسنين,ثم يعبر عنها في لحظة ما,فتبدو الثورات كصيغ انتقام قد لا تحدث أي تغيرات مجتمعية اللهم التخلص ممن زرعوا بدرة العنف وتراثه في فكر الناس,مثقفين ومواطنين,وهنا تحدث أكثر الأزمات عمقا وطولا,فقد قال لينيت يوما,ما من قوة كقوة العادة,وهده قاعدة تنطبق على العارف والجاهل,ولا يمكن التخلص منها فقط بالوعي بها,لأنها أعمق في الوعي الجمعي,وحتى التاريخي منه,فإدا كان المواطن العادي,يستفز كل قواه العاطفية في الرفض,والتحامل والدعوة للإنتقام,فالمثقف أيضا يستحضر مخزونه من الكره ويعبر عنه
بلغة العارف والمدرك لما يجب فعله لتنتصر الثورات وتحقق المراد منها وغاياتها,التي سطرها في مسوداته بطلاسمه وحبره السري,إلى أن ينادى عليه,من طرف المتصارعين الكبار,ليعمل في مختبرات العنف اللفظي وربما التوجيهي لما هو جسدي,وينخرط في ثقافة العنف الخفي بعد أن كان في المعلن,داعما أو مناقضا,إن العنف ليس حكرا على الجهال بل هو القاسم المشترك بينهم والعارفين,وهو المشترك أيضا بين الحكام والمحكومين,إنه ثراث أو موروث يتسرب إليه خلسة,يعيه الحكام ممارسة والمحكومون ردا وتمردا في وجوه الكل,وهي اللحظة التي يتحول العنف من موروث إلى تراث فاعل,انتظر اللحظة المناسبة ليعلن حضوره,وانتقاله من كواليس السلط إلى قاع المجتمعات التقليدية,ولدلك كانت الحداثة قضاء على كل أسباب العنف,في الفكر والعرف والسياسة,والدين وكل الطقوس المدلة للغير لفظا أو إشارة.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي
- نقد المثقف
- الرواية والكشف
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي
- العنف في العالم العربي
- الحداثة والعنف
- مال السلطة في العالم العربي
- سلطة الحداثة
- سلطة السلطة السياسية
- السلطة والفكر
- التنسيقيات واليسار المغاربي
- الشباب والتغيير
- الملك والملكية
- الإصحات الإستباقية في العالم العربي
- اليسار العربي والشباب
- الثورات والتحولات


المزيد.....




- الملكة رانيا تعايد الأميرة إيمان والأمير الحسين يعايدها بصور ...
- رصدها -صائد أعاصير-.. شاهد منازل تطفو بعيدًا في مياه جراء عا ...
- تفجير -البيجر- في لبنان.. مسؤولون يكشفون التفاصيل: إسرائيل ز ...
- مصر.. ضجة وغضب بسبب فيديو لأطباء يتحرشون بفتيات مريضات والدا ...
- هجوم صاروخي وبالمسيرات: روسيا تستهدف مدينة إزميل الأوكرانية ...
- سوريا تتحول إلى ملاذ للفرار من الحرب!
- شاهد.. تفاعل كبير مع فيديو لهاريس تبدو في -حالة سكر-.. فما ...
- قائد الحرس الثوري الإيراني: لو اجتمع كل شياطين العالم لما تم ...
- صواريخ الخنجر الروسية دمرت طائرات F-16 الأمريكية وماذا أيضًا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 4 بلدات جديدة في دونيتسك والقضاء ع ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - تراث العنف