أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرعي ابازيد - حرب العطش وصراع الأجيال















المزيد.....

حرب العطش وصراع الأجيال


مرعي ابازيد

الحوار المتمدن-العدد: 1014 - 2004 / 11 / 11 - 08:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المتوقع ان يزيد عدد سكان الكرة الأرضية بعد نصف قرن إلى أكثر من اربعة مليارات نسمة ، مما سيؤدي الى قلة وندرة في الكثير من الاشياء ، وسوف تكون مشكلة المياه هي المشكلة الرئيسية والحادة والتي سوف تكون واضحة بشكل ملموس . اذا نظرنا نظرة تاريخية الى مراحل الحياة البشرية في العصر الحديث لرأينا : أنه مات الناس في القرن التاسع عشر من اجل المعادن وفي القرن العشرين من اجل النفط وأن قرننا الحالي سيكون قرن الحروب من اجل المياه .
ستشتعل "حرب العطش " اولا في الشرق الأوسط . هذا التوقع المحزن والمؤسف جاء في كلمة الأمين العام للامم المتحدة السابق السيد بطرس غالي . واذا نظرنا الى منطقة الشرق الاوسط لراينا ان هناك عدة انهار تجري هنا وهناك اهمها أنهار دجلة والفرات ونهر الاردن . هذه الانهار تغذي عدة بلدان بالمياه العذبة في المنطقة الممتدة من الابيض المتوسط غربا الى الخليج العربي شرقا . إذ كانت الثروة المائية ومنذ القدم اساس لبناء عدة حضارات تعاقبت على هذه المنطقة ، كاحضارة البابلية التي لازالت آثارها حتى الآن ، والدولة الفارسية ثم دولة الخلافة الإسلامية وفي النهاية الامبراطورية العثمانية .
ولايمكن ومن غير المعقول التكلم عن الإستقلال التام في الشرق الأوسط بدون ان يكون هناك مصادر ذاتية مستقلة للمياه .
وإذا نظرنا الى الخارطة السياسية في المنطقة فإننا نلاحظ انه ليس مجرد صدفة تم الاستيلاء على نهر الأردن من قبل العدو الإسرائيلي بحلول اول فرصة كانت مواتية والتي كانت اسرائيل تنتظرها منذ فترة طويلة أصلا . اذ ان هذا النهر هو النهر الرئيسي بالنسبة الى الاردن وفلسطين . وهكذا يظهر سؤال واقعي بالنسبة لكل انسان له نظرة مستقبلية وشمولية للأمور ، السؤال هو :
لماذا قام العدو الإسرائيلي في سنة 1967 في حرب الأيام الستة بتدمير قواعد السد الذي كان مزمع بناؤه بالإتفاق بين سوريا والأردن ؟ ولماذا قامت اسرائيل باحتلال هضبة الجولان والضفة الغربية ؟
الجواب هو : ان هذه المناطق غنية باحتياطيها من المياه الجوفية . وهذا ما أثبته موشي دايان بتصريحه بعد الحرب مباشرة ، بأن دولته خاضت هذه الحرب فقط نتيجة الخوف من ان تصبح دولة مقطوعة عن الثروة المائية في المنطقه والذي سيؤثر سلبا على استمراريتها . إذ قال ان دولته لايمكن ان تكون آمنة إلا بإعادة ترسيم الخارطة السياسية للشرق الأوسط بما يتجاوب مع خارطة الجغرافيا المائية لهذه المنطقة . وهذا مافعلته اسرائيل بالفعل اذ انه منذ ذلك الوقت والإسرائيليين يتصرفون بمياه نهر الأردن . واتخذت اجراءات صارمه ضد الفلسطينيين وأهالي الجولان المحتل بالنسبة لاستهلاك المياه وحفر الآبار لري المزروعات ، وكل ذلك بتصاريح خاصة خاضعة للمراقبة ومن الصعب الحصول عليها . وأصبح الأردن مقطوع عن مصادر المياه مما اضطره للإستيراد من الخارج . أما في فلسطين ، فانهم يسقون كل شجرة برتقال اوموز اونخيل او أي مساحة خضراء عشبية بطريقة اصطناعية حسب السياسة المائية للحكومة الإسرائيلية .
تضخ حكومة العدو الإسرائيلي سنويا من بحيرة طبريا وهي البحيرة الأكبر في المنطقة المحتويه على المياه الحلوه حوالي 400 مليون متر مكعب من المياه . اذ يتم جرها الى شمالي فلسطين الى مرتفعات الجليل التي تفتقر للمياه والتي تحولت الى منطقة مزدهرة بعد ذلك . الأنابيب المستعملة لجر هذه المياه ممدودة عبر حفر افقية في الأرض مغطاة بطبقة قوية لحمايتها من أي هجوم او أي عمل ارهابي ( حسب مزاعم حكومة العدو الاسرائيلي ) . هنا تجدر الإشارة الى ان المياه اهم من النفط وتعتبر مادة استراتيجية بالنسبة لهم . هنا يوجد ملاحظة : يصرف المواطن الاسرائيلي حوالي 300 ليتر من المياه يوميا ، أما حصة المواطن الفلسطيني لاتتجاوز الثلاثين ليترا يوميا .
الذراع الطرية تحرك السياسات الدولية .
تتصف الحكومة التركية بالبخل نوعا ما ، كاليهود ، وخصوصا عندما يبدأ الحديث عن المياه . إن المياه ليست دما بشريا ، ( فلذلك لايمكن ان تترك تسيل سدى ) . وهكذا منذ حوالي عشرة سنوات والأتراك يبنون سدا في أعالي نهر الفرات ، والآن يريدوا أن يسدوا نهر دجلة ، بما يتفق مع مشروع " انطاليا العظيم " . ستبني الحكومة التركية حوالي عشرون سدا على اراضيها لري مساحات واسعة تقدر بحوالي 1700000 هيكتار ، وهذا سيؤدي الى نقص في جريان الأنهار في الأراضي السورية والعراقية أقل بمرتين من المعتاد .
شيدت تركيا " سد اتاتورك " في عام 1990 بارتفاع يصل الى 184 مترا ، وبدأت بتعبأته . فوقفت المنطقة كلها على كف عفريت حيث اصبح شبح الحرب واضحا وأصبحت بداية الحرب بين ليلة وضحاها . وبقي السوريون بدون ماء لعدة أشهر . وكانت ردة الفعل لدى الحكومة التركية باردة لامبالية بالنسبة لاحتجاجات الحكومة السورية ، اللهم سوى تصريح واحد من قبل تركيا ، ألا وهو : " لماذا يجب أن نتقاسم مياهنا معهم ! ؟ " ( أي العرب ) ، " إنهم لايتقاسمون نفطهم معنا " . هذا كلام لامنطقي طبعا وبلا شك . بعد محادثات مطولة بين سوريا وتركيا وافقت الحكومة التركية على تمرير كمية محدودة من المياه الى جارتها الجنوبية سوريا ، وهددت سوريا بقصف " كل السدود التركية " .
ازدادت مخططات انقرة حقدا ، مما زاد الحقد لدى الدول المجاورة تجاهها ، وخصوصا عندما قرر وزراء تركيا مناقشة مخطط يهدف الى مد انابيب ليست للنفط طبعا بل لتوصيل المياه الى عدوة العرب اسرائيل ، حيث العلاقات بينهما وصلت في الفترة الأخيرة الى حد الوحدة في كثير من الأمور .
النفايات وتعكير المياه الصافية .
ان عدد الأنهار والبحيرات التي تعتبر مشتركة بين اكثر من دولتين في العالم هو 214 نهرا ، ومن ضمن هذا العدد حوالي 66 نهرا مشتركا بين اكثر من اربعة دول . فمثلا بهر النيل يعتبر اطول انهار العالم اذ انه يجري عبر الدول التالية : تنزانيا ، زائير ، اوغندا ، اثيوبيا ، السودان ، مصر ، وان الحاجة الى المياه في هذه البلدان تزيد يوما بعد يوم بسبب زيادة عدد السكان المستمر .
ان الحكومة المصرية تريد ان تبني بالقرب من حدود السودان قناة بطول (60 ) كيلومتر وسوف تحول هذه القناة حوالي ( 220000 ) هيكتارا من الأراضي الصحراوية الى اراض خصبة صالحة للزراعة . ومن مخططات الحكومة الإثيوبية المستقبلية بانها سوف تتصرف بحوالي ( 16 % ) من مياه النيل الأزرق ( وهو أغزر روافد نهر النيل ) من أجل تطوير القطاع الزراعي . ان تقاسم الأنهار في شرق القارة الإفريقية سوف يسبب الحروب العرقية ، اذ انه عندما عقدت الحكومة الإثيوبية العزم على بناء سد على نهر النيل ، اعترضت الحكومة المصرية على ذلك فورا وبشدة ، وبسبب هذا الإعتراض امتنع البنك الإفريقي للتنمية اعطاء اثيوبيا التمويل اللازم لبناء هذا المشروع . وقال في حينها الرئيس الراحل أنور السادات : " من يريد أن يلعب بمياه النيل ، انما يعلن الحرب على مصر " . ومن الممكن هنا ان نذكر دولتين جارتين ، الهند وبنغلاديش . ان سبب الخلافات بينهما هو مياه نهر " الغانغا " . اذ انه منذ سنة ( 1973 ) والحكومة الهندية تجر القسم الأكبر من مياه هذا النهر لتغطية حاجات مقاطعاتها من المياه ، مثلا مقاطعة " كالكوتا " . في النهاية ونتيجة لذلك أصبحت بنغلاديش تعيش حالة مأساوية من الجوع والعطش وقلة المحصول الزراعي . ويزيد من حدة المشكلة عدم كفاية مياه الشرب وأصبح اكثر من (40 ) مليون شخص من سكان بنغلاديش في شهر اوكتوبر سنة ( 1995 ) يعانون من الجوع والعطش ، فقط لأن الهند اغلقت مجرى المياه لنهر " الغانغا " .
في المستقبل القريب ستكون مشكلة المياه عبارة عن مشكلة عامة وعالية . حسب معلومات منظمة الأمم المتحدة الآن ، مايقارب من مليار ونصف المليار نسمة محرومين من شرب المياه الصالحة للشرب . وكل عام يموت في أنحاء العالم حوالي ثلاثة ملايين نسمة من جراء مرض ( الكوليرا و التيفوئيد ) ، والسبب الرئيسي لهذه الأمراض هو شرب المياه الغير صالحة للشرب .
في الوقت الحاضر يعاني حوالي ( 336 ) مليون شخص يعيشون في ( 29 ) بلدا من قلة المياه كليا او نسبيا ، وبحلول عام ( 2025 ) ، سيقطن اكثر من ( 40% ) من سكان العالم المناطق التي سوف يكون فيها الماء شيء نادر ، وستصدم بعض دول اوروبا أكثر فاكثر مع الجفاف وخصوصا اسبانيا وايطاليا – ويتكلم بعض الجغرافيين الآن عن زحف الصحراء الى هذه المناطق . وحسب رأي بعض الخبراء ايضا ، أنه بعد نصف قرن سيكون حوالي ( 7,7 ) مليار نسمة ( هذا الرقم سيشكل حوالي ثلثي سكان الكرة الأرضية ) مضطرون لشرب مياه قذرة هكذا بالتحديد كما هي مياه قذرة بدون أي معالجة او تصفية .
في ظل الجفاف . البرك الإصطناعية باتجاه التقدم .
ثلثي مساحة كوكبنا مغطاة بالمياه ، أي القسم الأكبر وهكذا ليس مجرد صدفة يسمون كوكب الأرض الكوكب الأزرق . فلماذا اذا قلة المياه ؟ الجواب بسيط ، ان ( 2,5 % ) فقط نسبة المياه الصالحه للشرب ولري الأراضي ، والمسبة الباقية هي مياه سيئة ومالحة . في الوقت الحاضر في الكثير من المدن الكبرى يستعملون مياه الشرب المجلوب من الينابيع والسدود الواقعة على بعد مئات الكيلومترات عن هذه المدن . فمثلا شبكة المياه التي تغذي كاليفورنيا ، ممدودة من مسافة اكثر من ( عشرين الف ) كيلومتر . وايضا هناك ( 174 ) محطة ضخ ، حيث تضخ الطوبة الثمينة الى احواض السباحة في الأكواخ وحقول العنب وحقول القطن . ان الإستهلاك اليومي للمياه في هذه الولاية الأمريكية وصل الى حد عالي جدا هو ( 1055 ) ليتر للشخص الواحد . للمقارنة هناك عدة امثلة ، فمثلا في المانيا استهلاك المياه يتراوح بين ( 100 – 127 ) ليتر للشخص الواحد .
ان للتقنية تاثير هام في وقتنا الحاضر ومن الممكن القيام بأي شيء بمساعدة التقنية ، على كوكبنا مبني حوالي ( 40000 ) سدا للمياه وهناك ( 7000 ) محطة تحلية لمياه البحر . والتأثير لهذه التقنية واضح جدا ، إذ انه في جزر الكناري حيث الأرض محروقة من شدة حرارة الشمس ، حيث يستطيع الشخص هناك الإستحمام في اليوم عشر مرات . وفي بلد الصحاري ، العربية السعودية ، أصبحت من أكبر الدول المصدرة للحبوب في منطقة الخليج العربي ، وفي كاليفورنيا الجافة يبنون مزارع العنب الذي يحتاج الى المياه بكثرة .
ان ( 40% ) من ناتج المحاصيل الزراعية في العالم ، يزرع في حقول تروى بالري الإصطناعي . فمثلا كي نحصل على كيلو غرام من العنب يجب ان نصرف متر مكعب من المياه ، و لإنتاج كيلو غرام من التمر ، يجب ان نصرف ( 2,5 ) متر مكعب من المياه ، أما كيلو غرام من القمح يحتاج الى ( 2000 ) ليتر من المياه .
ان ايصال المياه الى الحقل عملية غالية التكاليف ، وبدون مساعدة الحكومات لايمكن للفلاح ان يستمر ويتحمل المصاريف الباهظة . ان سياسة الإعانة المالية الحكومية للفلاحين تحمل منطق بسيط للغاية ، ألا وهو ، اذا كان الموسم جيدا في أي بلد من بلدان العالم هذا يعني ان مواطنين هذا البلد سوف يتغذون بشكل جيد ويبقى فائض في الإنتاج أيضا ، وهذا الفائض سيصدر الى الخارج وستدخل عملة صعبة الى البلد مقابل ذلك التصدير ، إذ ان هذه العملة هي مادة ضرورية لأي بلد كان للشعور بالإستقلالية في السوق العالمية . وهكذا فان أي شبر من الأرض المروية يعكس الثقة بالنفس على اسس الدولة ، هذا يعني ان الري الإصطناعي يعتبر خطا للحماية من الفقر والجوع .
عوامل الحت وتفتت المصير .
يحمل لنا المستقبل صورة قاتمة جدا اذا سار استهلاك المياه بهذه الخطى كما هو الآن ، ان الزراعة تستهلك ثلثي مياه الشرب وهذا سوف يؤثر سلبا على المياه الجوفية ، أي سينقص مستواها وستجف الوديان والسواقي والبحيرات ، وسيحل الذبول في دلتا الأنهار .
ستجف المياه الجوفية في الأعوام القريبة في العربية السعودية وكاليفورنيا ، وفي المناطق الساحلية القريبة من شواطيء البحار كما في فلسطين ، ان المياه في الآبار العادية والآبار الإرتوازية الآن أصبح طعمها مالحا في بعض المناطق . وإن الفلاحين واصحاب المزارع في سوريا ومصر وكاليفورنيا يتركون الأرض والحقول لأن هناك طبقة مالحة ذات لون ابيض بدأت بالظهور فوق التربة وأصبحت الأرض قليلة العطاء . فمثل هذه الظاهرة تسمى " الري التآكلي " . ينبه المعهد العالي للتنبؤات في واشنطن والشهير بتحليلاته العلمية ، بأنه سوف تصبح مشكلة الحصول على الماد الغذائية واضحة مع مرور الزمن إذ أن السعر سوف يكون من أغلى الى أغلى ، وإن انتاج القطاع الزراعي من محصول القمح مثلا سوف يطعم أشخاص اكثر من أي وقت . إذ أن مشكلة المساحة ستلعب دورا رئيسيا ، إذا كان في عام ( 1965 ) لكل شخص ( 4000 ) متر مربع يقابله الآن ( 2700 ) متر مربع للشخص ، وفي عام ( 2020 ) مع ازدياد سكان العالم سيبقى لكل شخص فقط ( 1600 ) متر مربع . لتفادي مأساة الجوع المتوقع يجب أن يرفع الإنتاج بنسبة ( 2,4% ) . ولكن لازال الى الآن نموالإنتاج لايشكل أكثر من ( 1,5% ) ، وهذه الزيادة هي عبارة عن انتاج محاصيل زراعية من أنواع جديدة وأنواع عالية الانتاجية من البذار المنتجه بطريقة الهندسة الوراثية .
نتيجة الحسابات هي كالآتي : في سنة ( 2020 ) فقط في آسيـا أكثر من نصف السكـان أي ( 55% ) سيعيشون في بلدان ستكون مضطرة لاستيراد الحبوب . فمثلا الصين الآن أصبحت دولة مشترية للارز ، وفي سنة ( 2030 ) ستكون الهند أيضا مضطرة لشراء الأرز ، والتي من المتوقع بحلول تلك العام أن تصيح اكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان .
هناك حيث ينتهي مبدأ سياسة اقتصاد السوق .
لتلافي المأساة الحاصلة لامحالة ، يجب التصرف وبسرعة ، إذ تقترح علينا الهيدرولوجيا سياسة عميقة للإدارة المائية ، وهي برنامج خاص للترشيد في الصرف . وهنا ليس من الصعب حتى على الإنسان العادي ادراك المعنى : وهو يجب اختصار استهلاك الماء بشكل حاد ، الإقلال من شرب الماء في البيت وفي العمل ! وأيضا التقليل من صب الماء ( ذو القيمة العالية ) .
بتقييم المعهد العالي للتنبؤات ، الآن ممكن الإقلال من صرف الماء في المنازل الخاصة والفردية الى الثلث ، وفي القطاع الزراعي الى النصف ، وفي الصناعة الى مانسبته ( 90%) ، اذا مااستعملنا ما لدينا من تكنولوجيا . ويجب ايضا اصلاح الأنابيب القديمة المثقوبة والتي تسرب كميات هائلة من المياه واستعمال طريقة الري بالتنقيط في الحقول والمزارع ، وبناء وحدات تصفية في كل مكان لتدوير المياه للاستعمال مرة اخرى في الإنتاج وعدم رمي المخلفات في البحيرات النقية . إن النصائح في مثل هذه الحالات لايكفي ، فمن الضروري وضع سياسة ضريبية على استهلاك الماء – فهنا سوف يضطر الناس للإقتصاد في الصرف ، فقط مثل هذا الإجراء يجعل المياه دائما بكميات كافية وزيادة ، ماذا لو ان كل مصنع بدلا من ان يصرف مائة ليتر من المياه ، يصرف عشرة ليترات فقط ، ستصبح الزيادة في الماء كبيرة . فقط بهذه الطريقة من الممكن ان تحل المشكلة ، أي باستعمال مبادىء اقتصاد السوق .
لو أخذنا فرضا مكان ما في العالم ، مثلا تركيا أو كاليفورنيا واستطاعت هذه الإدارات الإقتصاد في استهلاك الماء ، فإن كمية الماء المقتصد ستبقى في هذه المناطق . واذا اخذنا الجداول المائية المقتصدة من جراء ترشيد الإستهلاك في البيت الأمريكي أو أي بيت آخر في الأرض ، للاحظنا ان هناك عدد هائل من الجداول المائية المقتصدة وستكون تيارا مائيا ضخما اذا اجتمعت وستروي عطش أهل السودان واثيوبيا والصومال وجيبوتي …… الخ .
هل من الممكن تقسيم المياه كي يحصل عليها الجميع بالتساوي ؟ وكيف ؟ .
طبعا لايوجد أي مقاييس ديموقراطية من الممكن ان تساوي في حقوق الإنسان ! فمثلا المولود على ضفاف الميسيسيبي ، والقاطن في مرتفعات التيبت الجافة ، مقسوم لأحدهم أن يموت من الجوع والجفاف والآخر يصفق في احدى الحفلات المقامة لمساندة شعب الصومال او شعب آخر . من ناحية أخرى لإنقاذ الناس من شبح العطش في البلدان كثيرة السكان في آسيا وافريقيا ، يتطلب منا اللجوء لإقتصاديات السوق مع مرور الوقت ، باسلوب الضغط على الدول المجاورة التي صرحت وبكل وقاحة وثقة بالنفس : " لماذا نحن ملزمون اعطائهم من مياهنا " على الرغم من انها مياه مشتركة وليست مياههم لوحدهم .
ان لمبادىء اقتصاديات السوق حدود يجب عدم تجاوزها . كما ان هناك في بعض الحالات الأنهار ترسم حدود الدول ، وإذا نظرنا الى هذه الأنهر سنرى انه ستقع خلافات في المستقبل لامحالة . طبعا اذا لم تكفي المياه المنسابة لسقاية شعوب العالم الثالث العاطشة والمتذمرة في الغد ، فسيأتي بعد غد لتجد ملايين المهاجرين الى العالم الغربي .
في نهاية المطاف " كل انسان يملك حق شرب المياه النقية " . هذه العبارة ، مبدأ قانوني من مبادىء الأمم المتحدة ، اعتمدتها هيئة الأمم المتحدة في اجتماعاتها منذ تأسيسها..



#مرعي_ابازيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستعمرات القرن الحادي و العشرين


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرعي ابازيد - حرب العطش وصراع الأجيال