أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل الياسري - تعددية المذاهب والتيارات والاساليب المسرحية في النص المسرحي العراقي المعاصر














المزيد.....

تعددية المذاهب والتيارات والاساليب المسرحية في النص المسرحي العراقي المعاصر


اسماعيل الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 18:55
المحور: الادب والفن
    


برزت ظاهرة التعددية في المسرح العراقي بعد الخمسينات من القرن المنصرم ، وقد كانت أكثر وضوحا منها في المسرح العالمي ، وذلك لأن الكاتب العراقي، لم يعرف المذاهب الأدبية ، منذ نشأتها الأولى ، وتعاقبها ، و تطورها التدريجي،وظهور كتّاب ونقّاد ومفكرين لكل مذهب ، إنما اطلع عليها كلها في فترة زمنية واحدة ،وذلك عن طريق،ترجمة الكثير من الكتب النقدية ،والنصوص المسرحية ،التي تنتمي الى عصور،ومراحل ، ومدارس مختلفة ، فتأثره بها جميعا، إذ أن الكاتب العراقي قد تأثر بالمسرح اليوناني، وبمسرح شكسبير، وبالكلاسيكية ،والرومانسية، والواقعية ، وبمسرح ابسن، وتشيخوف،وبرانديللو ، دون أن يعيش في زمن هذه المدارس ،أو ينتمي إلى أية أمة من أُمم هؤلاء الكتاب ، كذلك تأثر بتيارات القرن العشرين من مسرح ملحمي ، ومسرح تسجيلي ، ومسرح عبث ولامعقول ، ولأن الكاتب المسرحي العراقي لا جذور له في هذا الفن تعصمه من الانبهار، فقد تتراكم في نص واحد من نصوصه تأثيرات مختلفة متعددة متناقضة. فإذا تذكرنا أن كل كاتب من هؤلاء الكتّاب الأجانب ،الذين تأثر بهم الكاتب المسرحي العراقي ، ينتمون إلى مذاهب شتى ، وأساليب مسرحية مختلفة ،أدركنا مدى الاختلاطات ،التي كانت تتم عند كل واحد من كتّاب المسرح العربي ، وتلك هي المشكلة التي وجد الكاتب العربي نفسه فيها ، هي تعدد المذاهب في أغلب النصوص التي يكتبها ، وأصبح الكاتب العراقي الذي تأثر بمختلف المذاهب والتيارات المسرحية الأجنبية -القديمة والحديثة - ،مضطراً أن يصوغ من مجمل ماتأثر به من هذه المذاهب المختلفة التي اطلع عليها والمسرحيات المختلفة التي قرأها، أسلوبا فنيا خاصا به ، مقنعا لعصره ، ومتناسبا مع الواقع الذي يعيشه . لذا برزت ظاهرة التعددية في كثير من النصوص،التي حاول كُتّابُها أن يُعالجوا من خلالها قضايا اجتماعية ،وسياسية مختلفة،إذ يمكن أن تلاحظ بذور هذه التعددية في كتابات رواد المسرح العراقي ، بدء من يوسف العاني وطه سالم وعادل كاظم ومحي الدين زنكنه وجليل القيسي وغيرهم من الكتاب،اذا يمكن ان تلاحظ اكثر من مذهب وتيار مسرحي في النص الواحد حيث تختلط هذه المذاهب والتيارات والاساليب لتكون نص مسرحيا قد يكون احيانا جيدا ومتماسكا واحيانا اخر رديئا، وذلك حسب قدرة المؤلف على فهم واستيعاب هذه الاساليب والمذاهب ومعرفة اسسها ومبادئها .فمثلا استطاع العاني في نص مسرحية والمفتاح والتي تتناص في فكرتها مع مسرحية الطائر الازرق لميترلنك ان يخلط عدد من هذه الاساليب بدء من المذهب الرمزي الذي ينتمي اليه النص ثم المسرح التسجيلي والمسرح الملحمي ،عملية الخلط هذه ادت الى تكوين نص به بعض الهفوات والمشاهد الفائضه والتي ادت الى الاطاله و ترهل النص والتي ربما سببها عدم معرفة العاني التامه واطلاعه الواسع على اسس ومبادى تلك المذاهب والتيارات والاساليب ، كذلك فعل الشي نفسه في مسرحية الخرابة والتي تتناص في فكرتها مع مسرحية انشودة انغولا لبينر فايس وقد اختلطت في نص العاني عدة مذاهب واساليب بدء من المسرح الملحمي والمسرح التسجيلي والمسرح الرمزي والحال نفسه يقال عن طه سالم اذ يمكن ان نلاحظ ظهور التعددية في يعض نصوصه المسرحية مثل مسرحية الطنطل و مسرحية مدينة تحت الجذر التكعيبي والتي خلط بهما مذاهب وتيارات مختلفة من رمزية ولامعقول ومسرح ملحمي وتسجيلي اذا يمكن ان نلاحظ الخلط احيانا حتى في المشهد الواحد وهذا ادى الى ترهل هذه النصوص والسبب هو قلة معرفة ودراية سالم بكثير من اسس ومبادى المذاهب والتيارات مما جعلها تختلط دون ان يستطيع فرزها فيما تمكن كتاب اخرون من الاستفادة من اطلاعهم على كثير من المذاهب والتيارات والاساليب الحديثة من كتابة نصوص رائعة متماسكة مثال على ذلك مسرحية الباب ليوسف الصائع والتي خلط بها مابين التعبيرية والرمزية والعبث واللامعقول في نص واحد ،ان بروز هذه الظاهرة بالنصوص المسرحية العراقية يمكن ان تؤدي الى ولادة نصوص رائعة وقوية اذا كان الكاتب المسرحي العراقي ذو وعي وثقافة تامة بالمذاهب والاساليب المسرحية الحديثة والعكس يمكن ان يقال فيما اذا كان الكاتب قليل الخبرة والدراية بالمذاهب والاساليب المسرحية الحديثة

اسماعيل الياسري



#اسماعيل_الياسري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات رجل عاشق


المزيد.....




- بين الأدب والسياسة.. ماريو فارغاس يوسا آخر أدباء أميركا اللا ...
- -هوماي- ظاهرة موسيقية تعيد إحياء التراث الباشكيري على الخريط ...
- السعودية تطلق مشروع -السياسات اللغوية في العالم-
- فنان يثني الملاعق والشوك لصنع تماثيل مبهرة في قطر.. شاهد كيف ...
- أيقونة الأدب اللاتيني.. وفاة أديب نوبل البيروفي ماريو فارغاس ...
- أفلام رعب طول اليوم .. جهز فشارك واستنى الفيلم الجديد على تر ...
- متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. ملحن يؤلف الموسيقى حتى بعد وفاته!
- مغن أمريكي شهير يتعرض لموقف محرج خلال أول أداء له في مهرجان ...
- لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل الياسري - تعددية المذاهب والتيارات والاساليب المسرحية في النص المسرحي العراقي المعاصر