أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الصلاة هي الفارق بيننا وبينهم















المزيد.....

الصلاة هي الفارق بيننا وبينهم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 18:54
المحور: كتابات ساخرة
    


يقولون :الفرق بيننا وبين إسرائيل هو الصلاة, والفرق بيننا وبين المسيحيين واليهود والأمريكان هو الصلاة, هذا ما تؤمن به جموع المصلين حتى أساتذة الجامعات في الوطن العربي سمعتهم وما زلتُ أستمع لهم وهم يقولون(بأن الصلاة هي الفارق الوحيد بيننا وبين الكفار) ولم أستمع طوال حياتي لأي أستاذ جامعي وهو يقول بأن الفرق بيننا وبين إسرائيل هو أن زعماء إسرائيل علماء ومثقفين وزعماءنا زعران وبلطجية ودجالون وكذبة ومجرمون قتلة, وقرأت ذات مرة أنه في أول خطاب للرئيس الأمريكي جون كنيدي أمام البيت الأبيض سنة 1964م بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية, قال جملة حلوة ومفيدة للمناضل المفكر الديني والناشط الحقوقي(مارتن لوثر كنج) ... في أثناء مسيرته إلى واشنطون سنة 1963م...إلخ..(أتمنى أن أرى أولادي الأربعة في وطن لا يعاملهم الناس ولا يُحكم عليهم وفق لون بشرتهم بل بما تنطوي عليه شخصياتهم) بمعنى آخر يتمنى أن تنتشر المفاهيم الجديدة عن المواطنة والحرية وحرية الرأي والدين والمعتقد.

وأتمنى أن استمع لهذه العبارة أو لمثلها من أي رئيس حكومة عربي حيث يعتبر أغلبهم أن الفرق بينه وبين الشمالي هو أنه هو من الجنوب, أو أن الفرق بين الرئيس وبين السُني هو أن الرئيس شيعي, أو بالعكس, وأتمنى أن أستمع من أي رئيس عربي عن الفرق بينه وبين الآخرين بأنه ليس دينيا أو عرقيا أو إقليميا ,وأكثر دين أو وطن لديه تمييز عنصري وفصل عنصري هو الوطن العربي الإسلامي , الذي يعاملك فيه الناس والحكومة والمخابرات وفق دينك ومذهبك وقبيلتك وإقليميتك, فإن نجحت في الاختبار الأول عن إقليميتك وتأكد منك أنك جنوبي مثله, فستسقط في الاختبار الثاني عن دينك وطائفتك حين يكتشف بأنك من نفس الإقليم ولكن مع فارق كبير بالطائفة, وإن نجحت في كل ذلك فسترسب في النهاية بالامتحان الصعب والأخير وخصوصا في الفصل بين الجنسين, وهنالك سؤال دائم يسأله الأردنيون وهو (الصلاة) فهذا السؤال أتمنى أن لا أتعرض له أينما أذهب ,وأنا أتمنى أن لا ألتقي بأي مواطن أردني دون أن يسألني (بتصلي؟) وأتمنى أن يسألني أحدهم هذا السؤال(هل كتبت شيئا جديدا عن المرأة؟) فإن أقول ,لا, فأتمنى أن يقف أحدهم ليقول لي (أنا أتبنى نشر كتابك الجديد لأن الفرق بيننا وبين الغرب هو الكِتاب) فهذا السؤال من المستحيل أن يسألنيه أي سائل , فطوال حياتي وأنا أستمع لذاك السؤال المتكرر وأتمنى أن ألتقي بأي مواطن أردني دون أن يسألني هذا السؤال الذي مللت من الإجابة عليه ومللت من سماع الرد والتعليق على إجابتي حيث كلهم يقولون لي وباستغراب شديد(الفرق بين المسلم والكافر هي الصلاة) وفي بعض الأحيان تأتيني نوبة من السُعار فأنفعل وأقول( لا, مش الصلاة اللي هي الفرق بيننا وبين الآخر, الفرق بالمصانع وبالتعليم, وبالثقافة وبنشر الكُتب , وبدعم الأبحاث العلمية, وبنشر ثقافة حقوق الإنسان, أرجو أن لا تعاملونني وفق ما أومن به من معتقدات فكرية فأنا حر باعتقاداتي وبتصوراتي..وهل تعلموا بأن إسرائيل تدفع دعما للكتب ونشرها داخل إسرائيل بما يعادل 100 ضعف ما تدفعه كل الدول العربية الأفريقية والآسيوية؟؟) .

وأتمنى أن أذهب في الأردن للعمل في أي مكان دون أن تتبعني أجهزة الأمن الأردني ودون أن تطلق ضدي إشاعات سيئة أولها أنني كافر ولا أصلي,حتى دائرة المخابرات الأردنية والتي دخلتها في حياتي أكثر من 50 مرة كنتُ أتمنى في كل مرة أدخلها دون أن يسألني هنالك أحد هذا السؤال(بتصلي يا جهاد؟) فإن قلت(لا) أو إن قلت(مش دائما ..يعني هيك وهيك) فورا يضع السائل يده أو أصابع يده تحت ذقنه ويبدأ بحك ذقنه وهو يتمتم قائلا(إمممم)..فإذا دخل أحدكم إلى دائرة المخابرات الأردنية فأول سوآل يسألونه هو (أنت بتصلي؟) فإن لم تكن من المصلين فحتما أنك ستلاقي من العذاب ما تلاقي بحيث يتوجهون إلى المجتمع المحلي من أجل تسويد سمعتك واعتبارك عدو ألله والوطن الذي يصلي دائما على جثة المواطن,والملك الذي لا يقطع فرضاً من الصلاة ,إن أكبر مبرر لدى المخابرات الأردنية في اضطهاد أي مثقف هو التأكد من أن المثقف لا يصلي, فأن تكون غير مصلي فهذا معناه أنك كافر وعميل وليس لك مبدأ ولا دين وليس عندك لا ذمة ولا ضمير ويجوز استباحة دمك وعرضك ومالك على حسب قانون المخابرات المخفي عن الناس, وهذا هو الفارق الكبير بين المسلم العربي وبين الأمريكي أو الأوروبي الذي لا يصلي ومع ذلك غير فاسد وغير مترهل إداريا, فأن تكون في الوطن العربي فاسد وجاهل وهامل وأزعر وبلطجي ومترهل إداريا وعسكريا وبنفس الوقت تصلي لله كل يوم خمسة أوقات فهذا معناه أنك مواطن نبيل وعلى خلق عالي وعلى درجة كبيرة من الخلق والأمانة والإخلاص لله وللوطن وللمليك.

وطوال حياتي وأنا أحلم بأن أتعرف على أي مواطن أو أي مثقف أردني دون أن يسألني هذا السؤال(أنت بتصلي؟) وإن قلت :لا, فسيقول لي(حرام عليك الفرق بيننا وبينهم هو الصلاة) وإذا سألته : مين هم اللي الفرق بيننا وبينهم الصلاة؟ فسيقول لي: طبعا الكفار المسيحيين واليهود الشيوعيين والعياذ بالله , وإذا غادرت أي صديق فسرعان ما يقول لك وهو يصافحك: بدنا إنشوفك اليوم في صلاة العشاء, فتقول له مستحيا منه: أكيد إنشاء ألله.

وأتمنى يوماً أن أدخل أي دائرة حكومية في الأردن دون أن أجد في كل 300 متر مربع مسجدا للصلاة, وأتمنى أن أسأل عن أي موظف:وينه؟ دون أن يقال لي (هو بالصلاة) وأتمنى أن أجد مكتبا مغلقا وأن لا يكون إغلاقه بسبب إقامة إحدى الناس الصلاة بداخله , ومع ذلك ومع كثرة الصلاة يزداد الترهل الإداري ويزداد النشاط السيئ للفساد وإدارته والاستثمارات الوظيفية , فكلما ازداد الموظف دينا كلما ازداد فسادا ,وطوال حياتي وأنا أتحدث مع الناس عن الثورة الإنكليزية البيضاء وعن التحولات الاجتماعية والمصانع وما تحدثه المصانع من ثورات هائلة ليس في الصناعة والإنتاج ,وحسب ,وإنما أيضا في مجال نشر ثقافة حقوق الإنسان وحرية المرأة في العمل ومساواتها بالذكر, ودائما ما ينصدم المواطن الأردني من نهاية حديثي معه حين يسألني (أنت بتصلي؟) فإن قلت له ,لا, فيقول لي, كلامك معناته كله مردود عليك (حرام عليك الفرق بيننا وبينهم الصلاة) وإن قلت لهم مين هم؟ فسيقول لك ولي( يا رجل الآن لو أنا والناس كلهم ما بنصليش شو بنكون أو شو بنصير؟)ويجيب السائل عن هذا السؤال..(..طبعا بنصير يهود ومسيحيين كفار, مثلنا مثلهم)..وأتمنى أن أدخل أي مكان في الأردن دون أن أتعرض لهذا السؤال(أنت بتصلي؟) حتى العروس التي يأتيها أي خاطب فورا يسأل الناس والجيران والأهل عنها بهذا السؤال(البنت بتصلي؟), ودائما العريس يقول لأهله (أول شيء بدي أعلمه لزوجتي هو الصلاة) وإذا ذهب أهل العروس ليسألوا بدورهم عن العريس فورا يطرحون عنه هذا السؤال(بصلي؟ على شان الفرق بيننا وبينهم هو الصلاة) وإذا دخل بيتك أو بيتي أي رجل أو أي إنسان والتقى بأولادك أو أولادي فسرعان ما يسألهم (أبركوا بصلي؟ بروح على الجامع؟) وإذا دخل أحدكم أي متجر وسأل صاحبه عن أي شيء يطلبه فورا يحلف التاجر قائلا(على صلاتي وقيامي).

أنا لا أتعامل مع الناس بنفس الطريقة التي يتعاملون فيها معي,فأنا لا أسألهم عن صلاتهم حتى وإن طالت كثيرا أو قَصُرت كثيرا , فأنا أقول بأنهم أحرار فيما يعبدونه وفيما يصلون له, وهم لا يعتبرونني حرا في أسلوب اختياري لديني ولمذهبي, وأنا أتعرض للأذى بسبب اختلافي معهم في الرأي, والحكومة والنظام الحاكم هما من يدير المعركة ورحاها, ولا أدري هل ستبقى هذه النظرة مؤثرة حتى في الأجيال القادمة؟ بمعنى هل سيتم التعامل مع أبنائي وبناتي بنفس الطريقة التي يتعاملُ فيها الناس معي, فهل سيسألون (أنتوا بتصلوا؟) وهل ستتحقق آمالي كما تحققت لمارتن لوثر كنج؟, وهل سيأتي يوم لا يسألني فيه أحد عن ديني ومذهبي,فكل الناس تتعامل معي وفق ما يأمرهم به دينهم وعقيدتهم وهذه هي المشكلة حيث أن الدين لا يأمر بما هو ايجابي, ولا ينظر للفرق الحقيقي بيننا وبين إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية , وكل الناس يتعاملون معي وفق ما أومن به من أفكار ومن مبادئ.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنسنة الإنسان
- بعيدا عن الواقع
- وفاء سلطان,كل عام وأنت بخير
- العقيدة,القبيلة,الضرائب
- ما هي الرومانسية؟
- كلمات لم يستعملها العرب
- أفلام قديمه ومحروقه
- الاسلام على حقيقته
- ليس لدي منصب أستقيل منه
- ادارة الأزمات
- اقتراح توفيق الحكيم
- أفكار سخيفة
- عزيزي القارئ من فضلك أقلب الصفحة
- البحث عن السعادة
- أنا من عالم آخر
- صحابة شربوا الخمر
- كلابنا
- اعتصام الأطباء الأردنيين
- هل تستطيع تقييم الآخرين؟
- على قيد الطفولة, لجواهر الرفايعه


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الصلاة هي الفارق بيننا وبينهم