أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رحيم الساعدي - الرجل الميساني وحقوق نظرية الفوضى الخلاقة














المزيد.....

الرجل الميساني وحقوق نظرية الفوضى الخلاقة


رحيم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 17:26
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الرجل الميساني وحقوق نظرية الفوضى الخلاقة
د.رحيم الساعدي
تتشابه غرائز الإنسان لان مشغلاته واحدة ، فالحسد والحقد ولغرائز واحدة ولهذا تتشابه في كثير من المواقف ردود الفعل البسيطة والمعقدة بين فرد وآخر أو بين دولة وأخرى أو امة ومثيلتها . و يمكننا من هذا القياس تبني استهجانا واحدا ثابتا يعتمد على نبذ أي سلوك أو فعل يتسم بالخطأ لرجل حضري أو ريفي في الشرق او الغرب ، في أوربا أو أمريكا أم في اسيا وغيرها وفي أي مكان في الأرض .
ومناسبة الحديث المتعلق بالغرائز والحاجات الواحدة هو نظرية سياسية أخذت مديات فكرية وتطبيقية في الساحة العالمية تلك المتعلقة بالفوضى الخلاقة التي ولدت من رحم الحاجة الغربية وتداعيات السيطرة والاستغلال ، ولا غرابة انها ولدت قبل ذلك من رحم الحاجة الجنوبية في ميسان جنوب العراق ، فيحكى بهذا الصدد ان رجلا استدان مبلغا من المال وعجز عن رده لأصحابه ، وإذ سأله احد اقربائة عن استراتيجيته في سداد الدين الكبير اجاب وهو الذي لم يطلع على ماهية العلوم المستقبلية او المناورات السياسية ولم يعرف المناهج التي ترتبط بشكل مباشر بأصحاب التمويه والتدليس ، قائلا وملوحا بأمنياته بان تحدث كارثة ما ، والدلالة هنا تشير الى توقعه بحدوث حرب بين القبائل او يحاول تصنيعها – لان تفكيره السلبي يقود الى تلك الحقيقة – عندها سيختلط الحابل بالنابل وسيؤدي ذلك إلى جملة من الخيرات التي ستتوفر منها موت الذين استدان منهم أو إمكانية النهب لبعض الأموال والسداد أو ربما يعفى من الدين لسبب أو آخر . إنها غرائز بدائية لرجل بسيط وفقير ومحتاج ، ادخر بعض العذر له ولحاجته ولقلة حيلته ، ولكنه صاحب نظرية على أي حال فهو صاحب نظرية الفوضى الخلاقة أو الفوضى المثمرة والتي نسبت إلى أمريكا وتبجحت بها كوندليزا رايس طويلا !!!.
والفرق بين الايديلوجيتين ان أمريكا الغنية تطبق هذه النظرية من اجل العبث وجعل شعوب الأرض بمثابة حقل تجارب تستعيض بها عن جرذانها التي اعترض على آلامها منظمات حقوق الإنسان في أمريكا وأوربا في حين ان الحاجة والسذاجة هي ما دعت ذلك الرجل الجنوبي البسيط إلى هذا التبني الموغل في الغرائزية والاعتماد على الفعل المستقبلي الممكن ، على ان هذا الرجل لا يقوم مطلقا برسم سيناريو تداخلي يمثل فخا للشعوب أو انه وضع للإحداث القادمة المؤدية إلى الخراب خططا منهجية ، بل ان كل ما فعله هو الركون إلى فعل القضاء والقدر وبعض الحتميات التي تتطلع إلى الخراب ولا تستعجله وكل ذلك في قرية بسيطة ، وأنا على يقين اننا اذا ما خيرناه بسداد ديونه وهلاك مدينته أو بلده فسوف يرفض .
وهذا ما لا تجده في الدول العظمى التي تنصب الطغاة وتستعجل حصادهم ، فالولايات الأمريكية العظمى لا تتوانى عن وضع وصنع أزمة ما لجماعة ما لمسالة بسيطة فضلا عن صنع الأزمات للدول وأظن بان لديهم وزارة خفية هي وزارة الأزمات وما يحصل في العراق منذ عشرات السنين سببه أمريكا التي تستبد وتستعبد الدول بدوافع غرائزية منها العبث والتجربة والنفع ، وهي تفعل ذلك لا لسد حاجتها فتلك الحاجة كما هو معلوم لا تنتهي أبدا .
ان كل ذلك يقودنا إلى تبني فهمين لغرائز الدول ، اوالى مفردتين الأولى هي شذوذ الغريزة لدى تلك الأمم المستبدة والثانية تتمثل بتطوير غرائز تلك الدول لتتفوق على الغرائز الحيوانية بحكم تطعيمها بالأساليب العلمية الحديثة والتطور العلمي والتكنولوجي ، فينتج على هذا الأساس مزيج من السلوك والتصرف يصطبغ بالغرابة والشذوذ فهو لا يمت إلى الآدمية ولا إلى الغريزة بصلة ، وهو لا يتوافق مع التصرف الغرائزي البسيط للرجل الميساني الذي طبق تلك النظرية وله قصب السبق مع انه لم يغادر منطقته (المشرح ) طوال حياته .



#رحيم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتباه الضوء
- قصيدة صوت اناث النخيل
- على هامش الفلسفة


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رحيم الساعدي - الرجل الميساني وحقوق نظرية الفوضى الخلاقة