يهود العراق الطائف التي اظاعت في ظروف العتمه

كريم الدهلكي

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يهود العراق الطائفه التي ضاعت في دروب العتمه
في السابع من حزيران 2011 احتضن الاتحاد العام للادباء في ديالى امسيه ثقافيه ذات مضامين
تاريخيه اعدها الباحث والكاتب عبد الحكيم الدهلكي تحت عنوان يهود العراق خارج اسوار الصمت
تميزت بالطرح التنويري المتمدن والحس الانساني والاخلا قي الرفيع هيئت الاجواء للحديث بعنفوان
الكلمه التي تنبض بالشجن والوجدانيه0
وبمهاد فوتوغرافي ولقطات سينمائيه بالصوره والصوت وثقت حياة ومزار ات تلك الطائفه فضلا
عن مقاطع غنائيه جميله للجالغي البغدادي صدحت بالحب والحميميه في باحة اتحاد الادباء
اجواء مفعمه بالحيويه الرائعه والاستلهام التاريخي0
كان مشهدا غايه في البهاءفي كل تفاصيله وبحضور شغوف من النخب الكبيره مثلت الواقع
الثقافي البعقوبي المتنوع المصادر ( ادباء/ اكاديميون/ شعراء ومثقفون باحثون واعلاميون
ومعنيون بالشان الثقافي حضورا متميز ومشاركه فاعله اسهمت في رسم الصوره التاريخيه المترفعه
عن الصمت والمسكوت عنه0
تجليات ديموغرافيه وانثروبولوجيه واستعراض تاريخي بمذاقات شجيه وسرد مبدع عبر وجدانيه
مستفيضه مثلت انموذجا للروحيه العراقيه الاصيله التي سمت على الانانيه والاقصاء والتهميش
فوقدت الاحساس بالحق والحقوق واسست لتنمية روح المواطنه الصحيحه والقائمه على الدفء
الانساني والتعاطي الوطني المكتمل اسمعنا الباحث قول التاريخ وانين محنة المهاجرين 0
نبش الماضي السحيق للطائفه واطلعنا على التابوات المنسيه والمدونات والمواريث التاريخيه
والعقد الجغرافيه التي اريد لها ان تظل ساكنه لخريطه رسمت بالخوف 0
قدم اغلب اليهود الى ارض الرافدين قبل اكثر من ثلاثة الاف عام بعمليات تهجير جماعيه
عرفت تاريخيا بالسبي الاشوري والاسر البابلي الاول والثاني 0
وقبل اكثر من نصف قرن رحلوا عن العراق بعمليات تهجير جماعيه ايضا ليتركوا دهرا
لايقاس بزمن انه (السبي الاسرائيلي) في موامره خسيسه لم يكن الكيان الصهيوني بعيدا
عنها لكنهم تشبثوا بالبقاء على عراقيتهم وعروبتهم فكانت ارض السواد احب اليهم من ارض
الميعاد وحتى اللذين انطلت عليهم الخديعه والدعايه الصهيونيه سرعان ما كشفوا زيفها وبطلانها
ولم ينصهروا في رذائلها فغادر معظمهم الى الشتات في بلدان اور با لكنهم فضلوا الموت
على ارض بغداد على الحياة في الجنه الموعوده 0
طويت صفحه من تاريخ هذه الطائفه المنتجه والتي كانت لها اسهامات كبيره في صنع
الحضاره العراقيه نقل لنا الباحث الدهلكي عن سالم الالوسي عضو اتحاد المورخيين العرب
وعميد معهد الوثائقيين قوله بان الشعب اليهودي كان جزءا من الفسيسفاء العراقي الملون
يعتز بوطنيته وعروبته وان اختلفت عقيدتهم الدينيه 0
وقد برز من تلك الطائـفه شخصيات كبيره اثرت في تطور البلد في جميع المجالات منهم
الاقتصادي العراقي الشهير ساسون حسقيل وهو من مواليد بغداد 1921 تسلم حقيبة وزارة
الماليه في حكومة عبد الرحمن النقيب فاسهم في انعاش الاقتصاد العراقي وتاسيس هيكله
وادخلت اسرة الخواصجي انماط الزراعه الحديثه في محافظة الديوانيه وكان لهم الدور
الكبير في اغناء الحياة الادبيه والثقافيه والفنيه وقد برز الاديب مير خضوري (القائل ساظل
ذلك السموال في الوفاء اسعدت في بغداد ام لم اسعدا)وشموئيل موريه الاديب العراقي
العالمي اللذي لايعرف الكتابه الا بالعربيه والحميميه العراقيه وكذلك نسيم سوسه الذي
اسلم وغير اسمه الى احمد سوسه ومن اللذين برزو في مجال الفن والغناء ( حيث لم يكن
فن الغناء يمارس من قبل المسلمين) فاختص اليهود بالمقام العراقي فاجادوه اجاده تامه
منهم سليمه مراد ومنيره الهوزوز وصالح واخيه داود الكويتي اللذين ارسو دعائم الفن
والنغم والانس العراقي (لايشيخ موال شجنهم)
بحث الدهلكي ندوه وامسيه تطويريه للخطاب الانساني المخلص والساعي لادامة الحريه
والعقلانيه والتسامح وتحطيم لكل تابوات القهر والتخلف والورى القاصره 0
كانت تعاطي رائع للصوره الانسانيه التي اكتملت بالنضج تاركه للاخرين الاستغراق
في تامل الصوره ولسان حال تلك الطائفه يقول (لم يبقى عندي ما يبتزه الالم- حسبي
من الموحشات الهم والهرم)

نوري الدجيلي

#كريم_الدهلكي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات