بلا حدود

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 10:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

لقد تعودنا على الحدود رغم اننا نكره الحدود على الاقل الجغرافية و الدينية و السياسية منها و نقرأ في القرآن في سورة البقرة (تلك حدود الله فلا تقربوها) فالحدود تأتي على اشكال و الوان اخلاقية ادبية علمية اجتماعية ... و لذلك نجد في الانجليزية كلمتين كلمة جغرافية border و اخرى استعارية boundary و يقال كلما توجهنا الى شمال الكرة الارضية تبتعد الحدود و تزداد المسافة الشخصية personal space فمثلا تسمى الثقافة الاسكندنافية بمنطقة finger tip zone اي انك تحتاج مسافة بطول ذراعك و يديك الى نهاية اطراف اصابعك لتبتعد عن الناس عند التكلم معها و تشعر بالراحة و عدم المضايقة بينما دول اوربا الغربية تحتاج مسافة اقل بقليل وتسمى wrist zone منطقة المعصم اما اوربا الجنوبية و الشرق الاوسط فهي منطقة elbow zone اي انها لا تترك لك مسافة كافية فهي تتقرب الى مرفقك كالعاشق الولهان.

رغم ان الحدود الجغرافية لا تزال باقية باستثناء منطقة الاتحاد الاوربي فان حدود العملة فيها سقطت باحلال اليورو و لكننا اليوم و في عصر الانترنيت و العولمة و الفضائيات نتعرض الى تلاشي و زوال الحدود بشكل رهيب فمثلا تحول العالم الى 24/7 اي ليس هناك هدوء 24 ساعة طول الاسبوع بفضل العمل و الموبايل و ليس هناك فرق بين الليل و النهار و الفطور و العشاء و المكتب و البيت و السبت و الاثنين فبدأت الناس تنجز اعمالها على الهاتف النقال بغض النظر عن الزمان و المكان. لاول مرة تتلاشى حدود الزمان و المكان فيمكنك ايضا ان تشاهد التلفزيون دون انقطاع في عالم لا يهدأ الى الموت كقلب الانسان.

و الاخطر من هذا كله هو زوال الحدود بين السلم و الحرب رغم اننا عشناه في سنوات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي السابق و لكن اليوم و في عصر cyber war الحرب المعلوماتية الرقمية تتلاشى الحدود بشكل مخيف بحيث انك سوف لن تتعرف على هوية عدوك و سوف لن تعرف من اين و من هو مصدر الجريمة لان الحدود بدأت تفقد اثاراها فبين الاحباب كما تعلم تسقط الاداب.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات