|
فورة الديمقراطية العولمية فصل من الدبلوماسية الامريكية
عبدالقادر بشير
الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 15:21
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
على مرآى من العالم ؛ وبفضل التقنيات الحديثة لنقل الاخبار والاحداث من خلال الفضائيات ؛ والشبكة العنكبوتية للمعلومات ظهر السيد اوباما ( الرجل الاول في امريكا ) ومن مبنى الخارجية الامريكية معلنا للملأ في آن واحد ( بالصوت والصورة ) شروط العيش الكريم ؛ واسباب الحياة المرفهه على كوكبنا ( الارض) وفق معايير ؛ وخارطة طريق تم صياغتها ورسمها من قبل الادارة الامريكية ... تارة بالتهديد والوعيد ؛ واخرى بالتبشير وفرض الامر الواقع ؛ والتعسف ؛ والتدخل في تفاصيل حياة الشعوب على اختلاف اجناسهم ومشاربهم في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا كمنطلق لأستراتيجيتهم الفوضوية طمعا معلنا بوفرة الموارد البشرية والطبيعية ؛ اضافة الى الموقع الاستراتيجي لهذه المنطقة من العالم ... بل وربط السيد اوباما بين الانتعاش الاقتصادي ؛ وبين الموارد الطبيعية من النفط والغاز اللذين اوجدا حالات من الترف والرخاء والازدهار لهذه المنطقة فلم يستطع سيادته من ان يخفي اطماعهم الاستعمارية فربط تارة اخرى ربطا جدليا بين الاقتصاد العالمي والمعرفة والابتكار وبين مايستخرج من الارض من هذه الموارد الثمينة ؛ وسر ذلك الربط بالاستراتيجية التنموية المبنية على المعرفة ؛ وعلى شبكات من رجال الاعمال باتجاه توسيع برامج التبادل في المجال الاقتصادي والتعليمي وتعزيزها لمكافحة البطالة والامراض الاجتماعية وغير مستبعد سيادته المخاطر والعقبات في سبيل تلك البرامج مع التشديد على جعل حلقاتها من مستلزمات الاصلاح السياسي والاقتصادي ؛ والتغيير الايجابي ؛ ولكن بدعم مباشر من قبل الادارة الامريكية .. انظروا الى هذا التحريف السياسي والاقتصادي الخطير لدفع شعوب المنطقة الى دوامة الفوضى الخلافة ؛ ولكن تحت مسميات التحول الى الديمقراطية بفهم وقيادة امريكية محضة ؛ وهي رسالة امريكية واضحة لجعل العنف هو السبيل للتغيير ؛ وان هذا التطرف العنيف ؛ وبأجندة تدميرية مستوردة من الخارج هو المنهج المناسب .. بل جذوة حركات التغيير في المنطقة حسب الفهم الامريكي للتغيير والاصلاح ؛ لذلك اثنى السيد اوباما على شعوب المنطقة قائلا : اخذت شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا مستقبلها ومصيرها بأيديها واصفا السلطات وانظمة الحكم بأنها كانت تحرم مواطنيها من الكرامة والعيش الكريم متناسيا سيادته حال شعوب افغانستان والعراق والصومال والسودان ومصيرهم بعد الغزو الامريكي المباشر ؛ وغير المباشر لتلك البلدان... ونسأل السيد اوباما هل طبقتم انتم تلك اللوائح المقدسة برأيكم وعصارة افكاركم الخارقة في ولاياتكم كما ترونها لنا كقاعدة للانتعاش الاقتصادي والعيش الكريم؟؟؟ اما نحن وبكل شجاعة ؛ وبروحية رياضية عالية نقر ونعترف بأن منطقتنا التي ضمت قبائل وشعوب وطوائف دينية متعددة فيها مشاكل وشكاوي حال بقية شعوب العالم ؛ ولكن ووفق المنظور العقلاني لاترقى الى درجات الانفلات الامني والاجتماعي والسياسي بالقدر الذي لاحظناه بعد ( الربيع العربي ) كما حلا لكم تسميتها لأنكم استطعتم وبأمتياز استغلال تلك الثغرات وجعلها بؤر قمع لتحويل الانظار عن واقع ولاياتكم في الداخل وعن سياساتكم واجنداتكم الشيطانية في الخارج وتحديدا منطقتنا؛ ومررتم لصالحكم تفويض اممي لتحريك رؤوساء الانظمة في منطقتنا وامرتموهم بالتنحي تلو الاخر ؛ وتهديد من يخالفكم بالغزو العسكري او بضربة عن بعد من خلال قوات حلف الشمال الاطلسي ( الناتو) كأن المنطقة ولاية من ولايات الادارة الامريكية... رغم ذلك ؛ وبكل برود لم ينكر السيد اوباما ان بقاء فلسطين مرتبط بأمن اسرائيل ؛ وان الذود عنها ( اسرائيل ) هي من اولويات السياسة الخارجية الامريكية في المنطقة متناسيا جرائم اسرائيل بحق فلسطين ودول المواجهة من سوريا والاردن ولبنان ومصر ؛ ووصف السيد اوباما العداء لاسرائيل بأنه متنفس للتعبير السياسي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ؛ ما دفع وبكل وقاحة نتنياهوو كي يتبجح امام العالم ومن مبنى ( ايباك) ويعلن ان القدس هي العاصمة الابدية لاسرائيل ؛ وان مشكلة اللاجئين يجب ان يحل خارج حدود اسارائيل ... فرغم هذا التنصل من المسؤولية تجاه شعوب المنطقة ؛ ورغم التعنت والعداء المدفون والصلف الامريكي – الاسرائيلي تجاهنا ... يطالبنا السيد اوباما بتشييد الجسور بين الاديان واحترامها على حد سواء ؛ ومن قبل الجميع متناسيا قول الحق:( ان الدين عند الله الاسلام ) ... واذا صدق القول فأن ديننا يأمرنا بالجهاد قال تعالى : ( واعدوا لهم من قوة ومن رباط الخيل .. ) وهذا خيار المسلمين مع من يدنس ارضهم ويستبيح حرماتهم ؛ ومن جهة اخرى يصف سيادته المقاومة ضد الاحتلال ( ارهابا) .. ويزيد السيد اوباما اكثر عندما يخطط الى تقسيم المنطقة الى كنتونات عرقية وطائفية منزوعة السلاح ؛ وتائهه بدون اهداف استراتيجية كي تسهل نهبها واستعمارها دون مقاومة تذكر ... ان الاصلاح الحقيقي ياسيد اوباما ؛ والتغيير الايجابي الحقيقي أنما هو الدفع الواقعي نحو سلام دائم حقيقي ينهي الصراع وبكل صفحاته في المنطقة ؛ وان التاخير والتماطل الذي لانهاية لهما لن يجعل المشكلة ان تتلاشى ... والسلام وأنهاء الصراع يبدأ بالتفاوض والحوار الكفىء ؛ ولكن كيف لنا ان نتفاوض معكم ؛ وقد اظهرتم أنفسكم وعلى الملأ بأنكم غير مستعدين للاعتراف بحقوقنا المشروعة ؛ وبكامل سيادتنا الوطنية ؛ وبموروثاتنا الثقافية والاجتماعية ؛ وبحقنا في تقرير مصيرنا ؛ وبصياغة سياساتنا الداخلية والخارجية بعقول رجالاتنا لوضع حد للازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف ببلداننا من جراء عولمتكم الشيطانية ؛ وسيناريوهاتكم الكارتونية الفارغة التي تعرقل التشريعات الصائبة في بلداننا المغلوبة على امرها... كيف نفاوضكم وقد اصبحتم العائق والمانع امام الاستثمار الامثل لمقدراتنا في مكافحة الفساد الحقيقي والبطالة والتخلف الاجتماعي بقوة اخلاقية تستمد مقوماتها من الاسلام الحنيف... نعم استثمار وتغيير واصلاح بعيد عن العنف المستورد كوسيلة للتحول الديمقراطي ... استثمار وسعي وتكاتف للطاقات الوطنية لبناء دولة مؤسسات وقانون قابلة للمسائلة والمحاسبة وصولا الى اعلى الهرم الحكومي وبلا تمييز او تحيز الا للحق والصواب .. استثمار لروحية حقوق الانسان واحترام الاقليات في المجتمع ... استثمار لطاقات النصف الثاني للمجتمع اخواتنا النساء وتمكينهن من مشاركة اخوانهن من الرجال في عمليات التغيير والاصلاح والبناء... كما واننا سيادة الرئيس بدون اجنداتكم التخريبية قادرون على كل ذلك وبأعترافكم الصريح في خطابكم عندما وصفتم طاقاتنا البشرية بأنها خزين هائل من المواهب والعقول النيرة القادرة فعلا على تسخير الموارد الطبيعية والتكنولوجيا لصالحنا ...نعم بتلك العقول النيرة سوف نقوم بصناعة غد مشرق متالق يكثر فيه مواسم الفرح والامل والخير الوفير ... وسننهض كالمارد لامحالة من الفوضى التي احدثتها الفورة الجياشة لديمقراطيتكم العولمية البغيضة والمغلفة بأفكاركارتونية فاشلة والتي هي من رشحات عقولكم ؟؟ دعونا وشأننا ان نتعافى والا نحذركم انفسنا ونعلنها كما فعلتم : اليوم وغدا ... وان الصبح لناظره قريب .. وللحديث بقية
#عبدالقادر_بشير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مثقفونا وعجلة التغيير
-
شرارة الاحتجاجات والفوضى الخلاقة
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|