أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسين عبد العزيز - المعادلة التى تعيش مصر من خلالها















المزيد.....

المعادلة التى تعيش مصر من خلالها


حسين عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3398 - 2011 / 6 / 16 - 16:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


- مثل أى مشكلة تبدأ وتنتهي بين المسلم والمسيحي ولا أحد يدري لما بدأ ولما انتهت رغم كمية الدم المراقة من الطرفين وأصبحت العلاقة بينهما علاقة يشوبها الغموض والتداخل العشوائى رغم أن الحقيقة التاريخية تؤكد أن العلاقة التاريخية الموجدة بين المسلم والمسيحي هى علاقة تاريخية منذ زمن بعيد للغاية فالمصري بدأ فرعونياً ثم مسيحياً ثم مسلماً إذن لا يمكن الفصل بين الثلاثة لأن الثلاثة يكونون وطناً اسمه مصر فمن هنا نعرج عن مسيرة سرجيوس ولكن قبل أن نقرأ تلك السيرة يجب علينا أن ننظر على القوم الذين على أتم الاستعداد للتضحية بهذا الوطن بعكس آخرون ضحوا بكل شيء من أجل إيجاد وطن يلمهم ثم يجدوا قيمة من خلال هذا الوطن المغتصب والمتخيل مثل باقى الأمم. أننى هنا أتذكر أن اليهود الذين نجحوا فى أن يطوعوا كل شيء بداية من التوراة إلى تراثهم القومى (الذى احتواه كتب الحاخامات) فى أن يجدوا وطن لهم ويفعلوا كل ما هو غير أو شرعى للمحافظة على دولة اخترعوه بعكسنا نحن الذين نعمل جاهدين على إغراق السفينة التى تحملنا وتنجوا بنا من مهالك بحر الظلمات الذى يجرنا إليه نفر من أهل بلدنا – بعكس أناس عاشوا فى هذا الوطن من أجل بلدهم وأهل بلدهم إنه سرجيوس الدليل الدامغ على عشق هذا الوطن والذى هو عبارة نهر وناس ودين.
- لأنه لو لم يكن النهر فلن يكون فيه إناس ولو لم يكن هناك إناس لما وجد دين فقد عشق سرجيوس هذه المعادلة التى تتكون من نهر + ناس + دين = مصر.
- فلو كان يوجد بننا الآن سرجيوس لما وجدنا الفتنه التى يحاول الأنبا بيشوى والكنيسة لوجدنا الكل يحترم القانون ومن ثم يحترم مصر.
- سرجيوس الذى كان قسيسا .. لأب قسيسا لجد قسيسا .. وقد تعلم فى المدرسة (الاكليريكية) بالقاهرة .. وفى تلك المدرسة .. بدأ (سرجيوس) يمارس هوايته فى الدعوى للأصلاح .. حال المدرسة وقد تحمس له زملاءة الذين عقدوا اجتماعا عاما .. وقد إنتموا الى قرارات حملها سرجيوس – الى رجال المدرسة .. التى رفضت جميعا مع تأنيب شديد اللهجة لحامل المطالب سرجيوس – فعاد سرجيوس ودعى الطلبة للأضراب وهكذا يكون أول أضراب وقع فى تاريخ مصر كان فى 1902.
- .. وبعد هذا الاضراب بأقل من عام وقع اضراب عمال السجاير والذى يؤرخ به لحركات الاضراب العمالى فى مصر.
- وفى تلك الأثناء أخذ سرجيوس – يكتب مقالات وينشرها فى الصحف المصرية شارحا فيها اسباب الإضراب فى المدرسة (الاكليريكية) .. ونتيجة لهذه المقالات انهالت البرقيات على المدرسة تطالب على تحقيق مطالبنا .. ونتيجة لتلك البرقيات والاحتجاجات وسويت المسألة .. وتحقق ما كان تطالب به.
- ويتخرج سرجيوس واراد ان يعمل واعظا عاديا – لكن رجال الكنيسة رشحوه لكى يكون قسيسا وقد كان قسيسا فى ملوى وبدأت رغبة سرجيوس فى الاصلاح يجهر به .. ونظرت الكنيسة الى تلك الآراء على أنها اجتراء عليها .
- فأعتزل سرجيوس خدمة الكنيسة . وبقى واعظ عاديا.
- ومن هنا كان اى مكان يذهب الى (سرجيوس) كان يلقى تأييدا وحماسا شديدا من كل الناس. والمعارضة والسخط كانا من رجال الكنيسة ويسافر سرجيوس الى السودان ويقوم بجول فى انحاء السودان وكان سفره هذا بعد اغتيال بطرس غالى - فساءت العلاقات بين المسلمين والاقباط فى السودان.
- وكان دعى ليلقى محاضرة فى النادى المصرى الذى انقسم اعضاؤه على انفسهم بسبب مصرع بطرس غالى وتكون نادى آخر تحت اسم (المكتبة القبطية) ودعى سرجيوس ليلقى محاضرة فيها وكان عنوان المحاضرة (تفوق دانيال) ولما دخل سرجيوس القاعة ووجد ان الحضور يغلب عليه الاسلام بمعنى أن الحضور اعظمة من المسلمين فبسرعة غير سرجيوس المحاضرة الى (عيشوا بسلام) وكانت محاضرة ذات اثر كبير وعظيم فى نفوس الناس وعملت على القضاء على الخلاف الذى نشب بين المسلمين والمسحيين.
- وفى السودان أنشئ سرجيوس .. مجلته "المنارة المصرية" .. وكانت تلك المجلة المتنفس لآراء وأقوال وأحلام ورغبات سرجيوس وقد استدعاه (مسترمور) مدير الخرطوم وقال له – (الحاكم يطلب منك ان ترحل فى أسرع وقت أى خلال أربع وعشرون ساعة –)
- .. وبعد حوار طويل دار بين مسترمور وسرجيوس .. حول السبب فى طلب رحيلة عن السودان .. قال مسترمور فى آخر الحوار .. (أنت بطبعك تميل الى الحرية ونحن هنا فى هذه البلاد نحكم بالسيف ولهذا فإن طبيعتك لا تلائمنا وسوف نتعبك وتتعبنا..) ويعود (سرجيوس) الى مصر فى سنة 1915 أوقف حياته على الدراسة والوعظ والعبادة .. حتى سمع وهو فى بيته هتافا – عاليا وضجيجا سنة 1919 فخرج الى الشارع ليعرف ما الأمر .... (يحيا سعد .. يحيا سعد .. يحيا سعد يحيا الأستقلال) ولم سأل عن السبب وعرف ان سعد باشا اعتقل وهو يطالب بالاستقلال .. هنا تجددت المياة القديمة .. والموهبة التى توقفت .. وصعدت الدماء الى رأسة فأسرع الى الشارع ولينضم للمتظاهرين وقد انتهت المظاهرة .. عند الأزهر الشريف رمانة الاحساس الوطنى عند المصرى.
.... وكان سرجيوس يخطب فى الناس بعد انقضاء الصلوات الخمس .. وكان قبل ان يبدأ خطبته يتذكر كلمات الانجليزى الذى طردة من السودان ويقول لنفسه (من يكره الحرية اكرهه ومن يمارسها احاربه) ولم يترك سرجيوس – مسجدا أو كنيسة الا وخطب فيها لتعبئة الشعور الوطنى ضد المحتل.
وقد اصطحب فتح الله بركات فى جولة طويلة بين المدن والقرى والكفور .. من أجل جمع التبرعات للوفد المصرى وكان فتح الله بركات يحمل شنطة كبيرة .. كحقيبة القومسيونجية. ويفتحها امام المستمعين واذ بها تمتلئ فى لحظات قليلة بالأموال.
يحيا الانجليز
وفى أحد الأيام كان سوف يخطب جمع حاشد من المصريين فى ميدان الأوبرا وهو حشد كان يزيد على أكثر من 20 ألفا .. وقف فيهم سرجيوس – ليبدأ خطبته بقوله.. (اهتفوا معى .. يحيا الانجليز) فيبهت هذا الجمع الحاشد وجحظت عيونهم وانفرجت فاهم على اخرها – ولم ينطقوا بشئ فعاد سرجيوس – ليقول (يحيا الانجليز) فذات دهشة الجميع الحاشد .. فيطلب منهم سرجيوس .. ان يهتفوا .. وراءه (يحيا الانجليز) فهتفوا .. يحيا الانجليز .. يحيا الانجليز) فيسترد سرجيوس خطبا (يحيا الانجليز الذين استطاعوا بظلمهم واستبدادهم وفجورهم ان يجعلوا منا هذه الكتلة الموحدة المقدسة الملتهبة) وصفقوا تصفيقا حادا يصم الأذن ومازال صده مستمر الى الآن.
- مرة أخرى كان حاضرا فى السرادق الضخم الذى اقيم لسعد باشا آخر تكريما بعد عودته من المنفى .. فأخذت الناس الحاضرة .. وتنادى بكل عزمها .. سرجيوس سرجيوس .. سرجيوس ..فوقف سعد باشا قائل فلسمعنا خطيب الثورة كلمته فصمت الجميع . وبدأ سرجيوس خطبتة قائلا .. (والله انك لمجنون يا سعد ...) فبهت الحضور .. (.. والله انك لمجنون يا سعد اذ تقوم على دولة عظمى خرجت منتصرة من حرب عظمى وتملك كل شئ ولا تملك أنت شيئا ثم تنتصر عليها ...) وفى نهاية الخطاب وقف سعد باشا واحتضن سرجيوس وقال (مجنون والله يا سرجيوس). فانفجرت الجماهير بالهتاف والتصفيق الحار!!! (من يريد الاستذاده يمكنه ان يرجع الى كتاب سبع بشوات وصور أخرى الصادر ضمن سلسة الكتاب الذهبى عام 1971 – للكاتب محمد عودة)



#حسين_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربة البيت كاتبة
- الاندهاش من رفاعة الطهطاوى إلى غادة/إدريس على
- مصر الحائرة بين فن المصالح وفن الإيضاح؟!!
- الساعة الآن الخامسة والعشرون؟!
- الشارع هو المرآة التى يجب أن ننظر فيها جميعاً لكى نعرف من نح ...
- نجاة و25 يناير ؟؟؟
- عندما جلست بجوار بسنت
- وماتت ليلا؟!
- لا أثر لرفاعة وأحفاده فى زمن العمائم؟!
- امرأة عاقلة!!
- محاولة لتفتيت فعل من ثلاثة حروف ؟!!!
- من شيطان زيوس إلى شيطان أبو نواس إلى شيطان إمبابة
- بابا انتحر من أجل أمى
- من حفيد محجوب عبد الدايم إلى نجيب محفوظ
- الموسيقار زرياب نهاوند
- أمير الظرفاء/ كامل الشناوى يتحدث عن نفسه؟!
- جناية محمود السعدني على نادر أبو الغيط
- بطل نجيب محفوظ/ صابر الرحيمى يجد أبيه فى ميدان التحرير؟
- المهدى


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسين عبد العزيز - المعادلة التى تعيش مصر من خلالها