أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - الذاتية














المزيد.....

الذاتية


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3398 - 2011 / 6 / 16 - 16:55
المحور: الادب والفن
    


• الذاتية كما اعتقد

(الذاتية عطر معتق في زجاجة مغلقه)
بهذه القراءة واجهني احد الأصدقاء معلقاً على نص منشور لي في احد المواقع الالكترونية وكأنه أنكر عليَّ أن اكتب نصاً اعبر به عن ذات عاشتْ، فأحستْ، فكتبتْ، وأنه لا يريد من المبدع إلا أن يكون موضوعياً لينطلق الى المتلقي بعيدا عن دواخله ،ولا يلامس في كتاباته إلا الأفكار العظيمة مبتعداً عن المشاعر خاصته ،
ويربط صديقي -المعلق - الشاعر بوظيفته الأولى في العصر الجاهلي واعني كونه لسان حال قبيلته المعبر عن أفراحها وأتراحها،متناسياً كيف كانت القبائل تحتفي بولادة شاعر فيها حتى قال ابن رشيق : (كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها وصنعت الأطعمة واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعون في الأعراس ويتباشر الرجال والولدان ....وكانوا لا يهنئون إلا بغلام يولد أو شاعر ينبغ أو فرس تنتج)
متناسياً إن الشاعر -العربي بعامة والعراقي بخاصة- اليوم ينبغ ويتألق ويموت غريباً حتى في وطنه دون أن تحتفي مؤسسة به أو تكافؤه بطبع نتاجه الشعري ،فلماذا لا يحتفي بذاته هو فيعبر عن مكنوناتها بقصيدة تعكس ما يعيشه من الم ومأساة ،
ولماذا إذا ما عبر الشاعر عن تجربة معيشة استهجن عليه المتلقي ذلك الأمر؟
فإلى أي حدّ يستطيع المبدع أن يكون موضوعياً في التعبير عن تجاربه الخاصة ؟
وهل سيكتفي ساعتها أن يكون مؤرخا ناقلا للحقائق فقط غير متأثر بها؟
وهو الذي يرى العالم من خلال ذاته هو؟
وهل إن منطقة الذات منطقة مستحيلة الولوج من قبل الآخر كونها منطقة معتمة لا توجد فيها نقطة ضوء مشتركة يمكن أن يطل بها المتلقي على الذات المبدعة ليكتشف انعكاس ذاته بها ؟
وإذا كان الأمر كذلك فلماذا نسمح للقصائد الذاتية بالتسلل الى أعماقنا والسكنى فيها حدّ إن آهاتنا تتزامن مع أهات شاعرها فتنطلق معها ،فمن منا مثلا لا يتوجع مع المتنبي حين يقول :
أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ
جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ
ومن منا لا يتعاطف مع ذاتية السياب وهو يطلب من حبيبته أن تبادله الحب بقوله
أحبيني
لأن كل من أحببت قبلك لم يحبوني،
ومن منا لا يتبنى دعاء محمود درويش مع ما به من ذاتية مفرطة عند الأزمات
يا الهي أنا لم أسألك حملاً هيناً
يا الهي أعطني ظهراً قوياً
اعتقد إن المبدع كلما كان ملتصقاً بذاته قادراً على الإفصاح عن خلجاتها مصوراً لما يعتمل فيها من أفكار أو مترجماً لما عاشه من تجارب كلما كان اقرب الى متلقيه لأنه حينها يستطيع أن يجمع ذوات متعددة في ذاته الواحدة ويعبر عنها بإخلاص ، وهذا هو الفرق بين الذاتي والشخصي الذي اعني به الموضوع الذي يهم شخص المبدع دوناً عن سواه ،
ليس هذا فقط فأنا مع من يقول إن الذاتية هي طريق معبدة للوصول الى العالمية ، وربما ذاتية ماركيز جعلته واحداً من أهم كتاب الرواية في العالم ،
يقول الشاعر الروسي يفغيني يفتوشينكو: (من واجب الشاعر أن يقدم لقرائه مشاعره وأعماله وأفكاره على راحة يده، وعليه كي يحظى بإمكانية التعبير عن حقيقة الآخرين أن يدفع الثمن بالكشف عن حقيقته من دونما رحمة أو شفقة...نعم الشعر امرأة حقود، لا تغفر الكذب ولا ترضى بنصف الحقيقة)

لذا فانا لا أعدك ياصديقي - وأنا الشاعرة- أن اجلس في غرفتي التي لاتفارق وجه القبور أن انبذ ذاتي واكتفي بالتفكير بمستقبل الوطن العربي ،




#فليحة_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انطباعية ام .....مرآة الناقد؟
- نكتب نطبع نوزع
- القصة القصيرة والنقد
- رواية معاصرة
- موت البطل
- أين المتلقي..؟
- التفاعلية
- هل نحن مثقفون...؟
- لجان تحكيمية
- دراما الامعقول...لماذا..؟
- غير معلن
- نقد بايلوجي
- الايروتك
- أنتِ خارج اللجنة
- الادب والاثنية
- الابداع والحجاب
- مجرد رأي
- شوارعنا وتكريس الحزن
- العمامة و(البوشية ) لهما الاولوية؛
- شعر


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - الذاتية