أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - قاسم حسين صالح - سيكولوجيا العلاقات العاطفية في الجامعات العراقية(دراسة ميدانية)















المزيد.....

سيكولوجيا العلاقات العاطفية في الجامعات العراقية(دراسة ميدانية)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 22:29
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


توطئة
تمتاز سنوات الدراسة الجامعية بأنها من أروع السنوات في حياة الإنسان.فهي مرحلة الشباب المتوهجة بالنشاط والحيوية والتعلق بالحياة،والتكوين العلمي للمستقبل.وهي مرحلة الاختلاط بين الجنسين التي يتعرف فيها الشاب على شخصية الفتاة واكتشاف عالم المرأة،وتتعرف فيها الشابة على شخصية الشاب واكتشاف عالم الرجل،ويفكران بالزواج الذي يتحقق فيه الاستقرار العاطفي والاعتبار الاجتماعي بتكوين اسرة،في ظرف مثالي تتوافر فيه البدائل لاختيار شريك الحياة المناسب.
ولهذا كله،فإن العاطفة بوصفها انفعالاً،تتحرك نحو تكوين علاقة عاطفية.وتغدو هذه العلاقة مشروعة عندما تكون في الاتجاه الصحيح.غير أن هنالك (لغط) بأن العلاقات العاطفية في الوسط الجامعي أخذت بالتردي،أو إنها ما عادت كما كانت أيام زمان،وأن القيم لدى الشباب قد (تحللت)..وما الى ذلك من كلام محمّل باتهامات مماثلة.فيما هنالك من يرى أن الشباب والشابات ما تزال قيمهم بخير،بالرغم من أنهم ولدوا في حرب وعاشوا في أكثر من حرب أتت على نصف أعمارهم.وأن التضخيم لحالات محدودة يمكن أن يحدث في أي مجتمع آخر.
ولأن الجامعة تحرص على أن يكون من في حرمتها ملتزماُ بالقيم الاجتماعية وأنموذجاُ للقيم الأخلاقية والسلوك المتحضر،ولأننا لا نمتلك معرفة يقينية عن واقع العلاقات العاطفية في الوسط الجامعي،ولا توجد دراسة علمية عن هذا الموضوع المهم أخلاقياً واجتماعياًُ،عليه اقتضى الأمر التعرف عليه ميدانياً،ليتمكن متخذو القرار في الجامعة والكليات والأطراف المعنية بهذا الموضوع من معالجة الجوانب السلبية فيه،لتبقى الجامعة فضلاً عن وظيفتها العلمية،مؤسسة اجتماعية تعمل على تخريج شباب وشابات مزودين بالقيم الأخلاقية القويمة،ومؤهلين لتكوين أسر بالمواصفات المعروفة عن الأسر العراقية الكريمة.
أهداف الدراسة
استهدفت هذه الدراسة تحقيق الآتي:
* معرفة وجهة نظر طلبة الجامعة فيما يخص العلاقات العاطفية في الوسط الجامعي.
* معرفة أوجه الشبه والاختلاف بين الصورة التي يحملها طلاب الجامعة،وتلك التي تحملها طالبات الجامعة،فيما يخص العلاقات العاطفية في الجامعة.
وتألفت عينة البحث من (150) طالباً وطالبة،نصفهم من الذكور ونصفهم من الإناث،تم اختيارهم عشوائياً من خمس كليات تابعة لجامعة بغداد / هي: اللغات، والآداب، والإعلام، والتربية، والصيدلة. واعتمدت في هذه الدراسة طريقة (الاستبيان)، إذ تم استطلاع آراء عينة من الطلبة والتدريسيين أيضاً،جرى توظيفها في تصميم أداة لقياس مواقف الطلبة من موضوع العلاقات العاطفية،تتألف من (6) أبعاد أو مجالات/هي:الزواج/نوعية العلاقة العاطفية/القيم الاجتماعية والتقاليد الجامعية/المصالح المادية/الغيرة/الشعور بالنقص.
وقد أوضحت نتائج الدراسة أن الصورة المتكونة لدى الذكور والإناث من طلبة الجامعة عن واقع العلاقات العاطفية في الجامعة هي صورة (سلبية) في ثلاثة أوجه،هي:

الاستعراضية وضعف النضج العاطفي:
اتفق الطلاب والطالبات أن الدوافع الرئيسة لإقامة العلاقات العاطفية في الوسط الجامعي،هي((الغيرة من الأخريات))فيما يخص الطالبة،و((التباهي أمام الزملاء)) فيما يخص الطالب.وأن الطالب الذي لا يقيم علاقة عاطفية هو في نظر الآخرين ((يشعر بالنقص)).وان الكثير من العلاقات العاطفية تقام ((للفت انتباه شخص من الجنس الآخر بهدف جذبه اليه)).
هذا يعني أن ما يغلب على العلاقات العاطفية بين طلبة الجامعة هو أنها غير ناضجة.فهي من الناحية السلوكية تتصف بـ((الاستعراضية))،وتبدو أقرب الى سلوك المراهقة.وهي من الناحية النفسية تكشف عن خلل او اعتلال نفسي،ولا تتمتع بالصحة النفسية التي ينبغي أن تتصف بها العلاقات العاطفية في مرحلة الشباب.
تشوه في مفهوم العلاقة العاطفية:
وصف أفراد عينة الدراسة العلاقات العاطفية في الوسط الجامعي بأنها ((مفسدة للأخلاق))،وأنها ((مهما كانت فهي حرام))،وأنه ((من الضروري منعها منعاً باتاً))،وأنها ((فاشلة وغير صادقة)).وتحليلنا لوجهة نظرهم هذه هو،اما أن تكون انعكاساً لواقع غير صحيح،بمعنى أنه توجد فعلاً في الوسط الجامعي حالات من العلاقات العاطفية مُدانة أو منافية للأخلاق،أو إنها ناجمة عن تعميم خاطيء من حالات محدودة لعلاقات عاطفية غير سليمة،أو إنها تعكس نوعاً من التقاليد المحافظة والتشدد الأخلاقي أو التزمت الذي يعد العلاقة العاطفية ((حرام)) حتى التي تكون نزيهة وتهدف الى الزواج.
الطمع المادي في الآخر:
اتضح من نتائج الدراسة أن الطالب أو الطالبة لا ينتقي الطرف الآخر من العلاقة (شريك الحياة) على أساس مواصفاته الشخصية وما يحمله من قيم وأفكار،بل على أساس ما لديه (او لديها) من امكانات مادية.ومع أن هذا ناجم عن الحروب والأزمات الاقتصادية،وانه ((يعبر عن واقع حال))،إلا أن فيه مخاطر كثيرة، أهمها:ان العلاقة العاطفية من هذا النوع،إذا آلت الى الزواج،فإنها قد تنتهي بالفشل أو عدم التوافق الزواجي عندما يكتشف الطرف الآخرأن اختيار الطرف الأول له كان لما يملكه من امكانات مادية،وليس لما فيه من مواصفات شخصية.والمؤلم في هذا الموضوع أن الذكور والاناث اتهموا بعض الطالبات بأنهن يقمن علاقات عاطفية مع طلبة متمكنين مادياً ليصرفوا عليهن.
الوجه الايجابي
مع أن اللون الطاغي على الصورة المتكونة لدى الطلبة عن العلاقات العاطفية في الجامعة هو ((اللون الأسود))،إلا أن فيه مساحات ((وردية)).غير أن حجم هذه المساحات وشدة لونها تختلف بين الذكور والإناث.ففي الوقت الذي ينظر فيه الذكور الى العلاقات العاطفية على أنها ((أروع ما في الحياة الجامعية))،ويتصدر هذا الوصف قائمة اختياراتهم،فإن الإناث يضعنها في مرتبة متأخرة.وبينما يرى الذكور أن اقامة علاقة عاطفية اثناء الدراسة الجامعية دليل على النضج ويضعونها في المرتبة الثانية،فإن الاناث يضعنها في مرتبة متأخرة.كما أن تطلع الذكور الى أن الحياة الجامعية توفر أفضل فرصة للزواج،هو أقوى من تطلع الاناث اليها.وكل ذلك وارد ومنطقي في ضوء التنشئة الأسرية لكل من الولد والبنت،والقيم الاجتماعية التي تتساهل مع الولد في علاقاته العاطفية وتغفر له إن أخطأ،فيما لا تتساهل مع الفتاة ولا تغفر لها إن أخطأت.ولهذا نصح الذكور والاناث الطالبة بأنه من الأفضل لها أن لا تقيم علاقة عاطفية في حياتها الجامعية.
إن مجمل هذه النتائج والاستنتاجات تقودنا الى التوصية بما يأتي:
* تعميم الدراسة الحالية على الأقسام العلمية في الجامعات العراقية،وعقد ندوات أو لقاءات لمناقشة نتائجها،والتوعية بمضامينها،بالتعاون مع اختصاصيين بالارشاد التربوي والنفسي في الجامعة.
* الإكثار من النشاطات الثقافية والفنية والترفيهية الهادفة،واستثمارها بالترويج لما ينبغي أن تتصف به العلاقات العاطفية في الوسط الجامعي،من حيث الاخلاص والمسؤولية والنضج،وتصحيح المفاهيم المشوهة والتصرفات السلبية.
* اشاعة الثقافة بين طلبة الجامعة التي انحسرت الى حد كبير لاسيما الشعر والرواية..لدرجة أن أغلبهم لا يعرف من هو بيكاسو،موزارات،ماركيز،نجيب محفوظ،...وكثير منهم لا يحفظ بيت شعر واحد للجواهري أو السياب!

أ.د. قاسم حسين صالح
رئيس الجمعية النفسية العراقية



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية(24):تدمير الذات
- ثقافة نفسية(25): دردشة الأزواج عبر النت..خيانة؟
- ثقافة نفسية (23):الطلاق العاطفي
- ثقافة نفسية(22):من أنت..الشاكي الباكي..أم أبو الهول الصامت؟
- ثقافة نفسية(20) :عفريت الحب
- ثقافة نفسية(21): ما سرّ مزاجنا؟
- القيظ..وتوتر الأعصاب..وثلاث نصائح للعراقين
- بطلا تسونامي العرب
- العراقيون..وشخصية (اما..أو)
- الشيزوفرينيا..هل هي قدر المثقف الأصيل؟!
- الشيزوفرينيا..مرض وراثي أم ضريبة الحضارة؟
- انتحاري الارهابي...ابن السلطة العربية
- سيكولوجيا الفساد في العراق
- التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية (2-2)
- التحولات السيكولوجية في الانتخابات العراقية من سيفوز في عام ...
- آخر القمم..أولها
- أبو ليله..و..عادله خاتون
- مظفر النواب..من القلعة الخامسة الى هافانا (لمناسبة مربد 2011 ...
- ثقافة القبح
- مهور الديمقراطية..وخطاياها


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - قاسم حسين صالح - سيكولوجيا العلاقات العاطفية في الجامعات العراقية(دراسة ميدانية)