أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الشاعر و-عمى الألوان-














المزيد.....

الشاعر و-عمى الألوان-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 03:44
المحور: الادب والفن
    




لا تزال المقولة التي أطلقها رامبو، وهي أن الشاعر خلق ليكون رائياً، تحتفظ بأهميتها، بل وستظل كذلك، لتصلح لكل زمان ومكان، وهي تنمّ عن سعة رؤية الشاعر المبدع والأصيل، والذي عليه أن يوفق خلال حياته بين أطراف كثيرة في معادلة الإبداع، إذ لا بد من أن يسجل في كل قصيدة إضافة جديدة إلى رصيده الإبداعي، سواء أكان ذلك على صعيد الشكل أو المضمون، في الوقت الذي ينبغي أن تكون رؤيته للحياة صحيحة، ومن دون أن ينزلق إلى رامة الخطأ، فيطل في موقف توضيحي متراجعاً عما صرح به .

وبديهي أن الفنان عموماً، والشاعر خصوصاً، يعمل وفق أدوات خاصة، تختلف عن الأدوات التي يستخدمها السياسي، لأن رؤية الشاعر هي أبعد وأعمق وهي “استراتيجية”، بيد أن السياسي الناجح قد يجمع بين التكتيك والاستراتيجية في آن واحد، لتكون لكل منهما علامته الفارقة .

ولعل بعض المبدعين، يؤخذ ببريق الشعار الذي يدعو إليه السياسي، في اللحظة التي يكون فيها هذا الشعار آنياً، وقد يتجاوزه السياسي، وفق لعبته إلى سواه، تبعاً للمعطيات والظروف المتاحة، وهذا ما يدعو إلى أن يقف غيره إلى جانبه - ولاسيما النخبة الثقافية - هذه النخبة التي يضفي وقوفها إلى جانب السياسي أهمية كبيرة بالنسبة إليه، ومن هنا، فإن حاجة هذا السياسي تكاد تبدو أبدية إلى المثقفين، وهو ما يستشعره رجل السياسة باستمرار، إذ يعمد إلى إغواء المثقف، كي يكون أداة يعتمد عليها .

أمام هذه المعادلة اختلفت مواقف المثقفين، ذوي الحضور الفعلي في مجتمعاتهم، إذ منهم من استجاب لإغراءات السياسي، ومنهم من امتنع عن الاقتراب من عوالمه ، ليحافظ على بوصلته الروحية، من دون أن يسير وفق توجيه سواه مهما كانت ضريبة مثل هذا الموقف غالية، بيد أن من وقع فريسة غوايات السياسي، قد يربح كل ما هو آني، بيد أنه يخسر ذاته، ولاسيما فيما إذا كان من ذلك النوع الذي يقدم التنازل تلو الآخر، على حساب موقفه ورؤيته، ويغدو تابعاً، تسويغياً، متقلب الرأي، حسبما يملى عليه .

كما أن هناك صنفاً آخر من المثقفين الذين لم يتم الاعتماد عليهم من قبل السياسي، بيد أنهم يبوصلون رؤيتهم وفق ما يريده السياسي، أو يحد من درجة خطابه، ليجعله هشاً، وهو صنف أكثر تهافتاً ممن وقع في شباك السياسي - ظهرت المواقف السلبية لبعض رموزه فيما يتعلق بالربيع العربي - وإن كان هو الآخر يخسر قيمته واحترامه، من دون ثمن يتلقاه .

وغير بعيد عن مصير هذا الصنف الأخير، قد نقع على أنموذج من المثقفين، يتبنى خطاب السياسي، نتيجة موقف له، انطلاقاً من قصور في فهمه، وترجمته لثنائية أن العالم هو أسود وأبيض لاغير، ولابدّ من اختيار ما يبدو له أبيض، وهو قد يفعل ذلك، من دون أن يعلم بأن الأمور ليست كما قرأها، وإن العلة كانت تكمن في رؤيته، نتيجة عمى أصابه، وإن الرؤية الحقيقية هي التي يستنبطها المثقف من أي لوحة تبدو له، وليس من خلال الاعتماد على “الكليشيهات” الجاهزة، كما أن هناك ما يمكن وسمه ب”عمى الألوان” الذي ينبغي تحاشيه .

ربيع الثورات الشعبية العربية باختصار أسقط أوراق التوت عن عورات الكثير من المثقفين العرب .

جريدة الخليج15-6-2011



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس -خارج التغطية-
- الإعلام التضليلي الرسمي في أدواته البائسة
- أمير سلفي جديد وإمارة جديدة
- صدى الكلمة
- في انتظار- الدخان الأبيض- الكردي
- المثقف الكردي: مهمات عاجلة لا بد منها
- -لا تصالح-..!
- تحولات هائلة في الحياة والأدب
- ابراهيم اليوسف: إن أي حوار مع النظام- وأنا أرفضه- يجب ألا يك ...
- وجبة شهداء يوم «جمعة أطفال الحرية» على مائدة تلفزيون الدنيا. ...
- السلفيون «يتذابحون» إلى جمعة أطفال الحرية*
- الشعر والمناسبة
- الجنس الأدبي الثالث
- الصّورة الإلكترونية
- حين يحترم -المحلّل السياسي الرسمي- نفسه
- أعلى من جدار
- الرئيس يطلب العفو
- درعا ترحب بكم
- أدب الثورة وثورة الأدب
- نشيد آزادي- تحية إلى شباب الثورة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الشاعر و-عمى الألوان-