أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - وطن المهاترات














المزيد.....


وطن المهاترات


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وطن المهاترات / حافظ آل بشارة
مرة أخرى يعبر النظام الديمقراطي في العراق عن هشاشته ، وضحالة القناعات التي يحملها دعاته وادعياؤه من كل المشارب ، خلاف بين شخصين أو حزبين يمكن ان يعيد القوم الى جاهليتهم وكل منهم يرفع شعار (ليخرجن الاعز منها الاذل) فينشغل كل طرف منهم باعداد القوة ورباط الخيل لمواجهة يكون المهزوم الوحيد فيها هو العراق ، شتائم ونوبات جدل عقيم وتهم متبادلة قد توصل الموقف الى حافات خطيرة ، لو كانت هناك قضية مهمة فلا بأس فكل هذا ليس سببه الحرص على خدمة الشعب العراقي ، ليس سببه الشعور بالغضب بسبب تفاقم أزمة الأمن والخدمات ، ليس سببه فشل اصلاح البطاقة التموينية ، ليس سببه ارتفاع نسب البطالة والفقر ، ليس سببه الانهيار الامني والعمليات الارهابية اليومية ، هذه مواضيع غير مهمة لكي يدور حولها الجدل الغاضب ، فرجل السلطة لا يشتم زميله لأن ملايين الناس يجلبون الماء الى بيوتهم على ظهور الحمير في بلد النهرين ، لا يشتمه لان ملايين الناس يسكنون في اكواخ صفيح في بلد موازنته هذه السنة تصل الى مئة مليار دولار ! نعم هذه موضوعات تافهة ولا تهتز لها شوارب الرجال ، تهتز الشوارب بسبب فقدان الغنائم الشخصية والحزبية ، البلد يدخل الى نفق مظلم طيلة ايام والناس ايديهم على قلوبهم لأن شخصا ما يشعر انه مظلوم ولم يأخذ حصته الشخصية ويجب ان تنقلب الدنيا لأجله ويصبح البلد والشعب على كف عفريت ، طاقات واموال وجهود كلها تهدر وتسخر لخدمة هذا التناحر العقيم ، ويصبح هذا الملف فرصة ثانية لاستخدام مآسي الشعب ومظلومياته الكبرى لخدمة مصالح اشخاص ، مرة اخرى تزدهر نظرية حراس المكونات ، عندما ترسم صورة لمكونك الاجتماعي كمهدد بالانقراض واذا لم تقف بوجه المؤامرة فأن هذا المكون سيصبح من الاقوام المنقرضة كالهنود الحمر ، الناس يعرفون حقيقة الفلم الملون ويضحكون في سرهم ، يعلمون ان الدفاع عن الناس المستضعفين مجانا يحتاج الى شحنة قوية من الغيرة والايثار والرقي الاخلاقي وهي صفاة مفقودة لدى معظم المصارعين الجائلين على حلبة الوطن . وبينما العاصفة في ذروتها قيل ان عطلة مجلس النواب قد انتهت وانه سيعود الى قاعته المهيبة فيعيد النظام وتسكت الاصوات المتشابكة وتهدأ المهاترات ويقول كلمته الفصل ، لكن فوجئ الناس ببرلمانهم وهو يتجاهل الضجيج الهائل خارج قاعته ، يتجاهل الترجمة الفورية لخلافات الشركاء الى لغة العبوات والكواتم ، يجلس النواب هادئين هامسين لبعضهم ثم يقرأون مشاريع قوانين لا يحتاجها أحد تحت تبريد شديد الوطأة ، كأن هذا الحريق في بلد آخر ، هل هذا اعتراف رمزي من مجلس النواب بهامشيته الوراثية القاهرة التي سببتها هيمنة الكتل ؟ ام انه تمويه ذكي لكي يفاجئ اللاعبين الكبار بقرارات تجعلهم يفقدون صوابهم ويندمون على مافعلوه ثم يطلبون العفو من المؤسسة التشريعية وهم آسفون ؟ ربما يحدث ذلك .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات فدرالية
- قرابين التوبة السياسية
- نهايات متعددة للمئة يوم
- بورصة الاعتقال والتهريب
- تحديات السلم الاجتماعي
- البراءة فوق الكفاءة والنزاهة
- 3 ملفات في دائرة التكهنات
- ثورات العرب وازمة الفكر
- محفوظات وطنية حول المذبحة
- طريقة ثانية لتقسيم الوطن
- بين الشفافية ونشر الغسيل
- دولتنا ... بداية كأنها نهاية !
- ملفات الخلاف الى اين ؟
- اباطرة السجون
- ملف لا يعجب الخطباء
- خبر واحد والف سؤال
- ابواق الفتنة وملف الانسحاب
- معركة بلا خنادق
- اتجاهات بوصلة التغيير
- الانسحاب الامريكي والقوة الذكية


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - وطن المهاترات