أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - احذروا العطْس.. فإنه -مؤامرة- غربية














المزيد.....

احذروا العطْس.. فإنه -مؤامرة- غربية


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 20:37
المحور: كتابات ساخرة
    


لو امتلك العرب جهازاً لرصْد أكثر الكلمات تكراراً على ألسنِهم، وسيكون صناعة غربية بالتأكيد، لكانت مفردة "مؤامرة" من أكثر الكلمات مضغاً وقضماً وهضماً. فما من أمر يستقبحه العرب إلا وقالوا إنه نتيجة مؤامرة غربية.

لا مِراء في أن الغرب لدنه مخططات تآمرية ضد العرب، وأيضاً يتآمر العرب على غيرهم، مثلما غيرُهم على الغير كذلك، ولكن بعظمة الدولة المتآمِرة وأهمية الدولة المتآمَر عليها يعظُم هدف المؤامرة، فلا تعود تتآمر دولة عظيمة على قريبيْن، مثلاً، ليدب الشجار بينهما حتى يهنأ نوم العظيمة، فالمؤامرات موجودة منذ الخليقة وليست وليدة القرن الماضي.

إنّ عزْوَنا، كعرب، كثيراً من سلبياتنا وقبائحنا إلى نهج المؤامرة لا يفك رقابنا من خطيئتين: أولاهُما الاعتراف، من حيث ندري أو لا ندري، أننا بيادق شطرنج يتلاعب بها الغرب كما يشاء فتنبت بذور "مؤامراته" فينا بعد أن استخصب أرضيتنا الذهنية، وثانيهما خطيئة الهروب من تشخيص المرض ومعرفة أسبابه، ما ينجم عنه عدم العمل على علاجه، لذلك يتم الاكتفاء بعَلْك مفردة "مؤامرة"، فلا نجينا أنفسنا من أسْوَد "العدو" ولا ولجنا في أبيض التحصين.

السلوكيات السلبية التي ترتكبها مجتمعاتنا العربية، دون استثناء، هي من نتاج أفرادها ولا علاقة للغرب بها. فعلى سبيل الخصر، لا الحصر، اندلعت في السنوات الأخيرة الحرب الكلامية بين رجال دين طرفاها داحس السُّنة وغبراء الشيعة، وما كانت لتستعر لولا وجود المشجعين والمصفقين لكلا الطرفين. هي حتماً مؤامرة، لكن ليس بالضرورة أن تكون من حياكة الغرب، فالأولى أن نعترف أننا نحن نتآمر على أنفسنا، ولو سلّم المرء بنغمة "مؤامرة غربية" لوقع أيضاً في شرك أقسى وهو أن بعض رجال الدين أبطال الشاشات، إذنْ إما أنهم بيادق لشطرنج الغرب، أو أنهم لا يدركون ما يحاك ضد هذه الأمة، فكيف لتابعيهم أن يدركوا !

هذا السلوك ليس مقتصراً على المسلمين، إنما على مسيحيي الشرق أيضاً، فهو سلوك مشرقي بمُسْلميه ومسيحييه، فلا يختلف مسيحيو لبنان، مثلاً عن مسلميه أو مسلمي دولة عربية أخرى، لأن الأمر متعلق بكل المشرق الذي لم يجد أفراده مناصاً سوى اتهام الغرب بكل سيئات الشرق.

لم يَعُد مستبعَداً أن يُرْجع البعض أسباب حادث سير إلى مؤامرة غربية، وكذا أسباب أغتصاب فتاة، أو ضعف التعليم في المدارس وضعف المرافق الطبية، تماماً مثلما يصف البعض منتجعاً سياحياً بأنه مؤامرة غربية لإفساد شباب الأمة، وكأن الغرب لا شغل له سوى إفساد طريقة أكل العربي، وكيف يجعله يخطىء بالإملاء، وهو، أي الغرب، المنشغل في القمر والمريخ.

حين سلبياتنا نقول مؤامرة غربية، وحين إيجابيات الغرب نقول نحن علّمناهم. يا له من انفصام!



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقال.. للعائلات فقط
- مقطع -يوتيوبي- لمدرّس غير -يوطوبي-
- أكبر سجن في العالم.. عند العرب
- خياران لا ثالثَ لهما
- مجتمعٌ بلا امرأة حُرّة .. مجتمعٌ مهزوم
- فتح وحماس .. التحامُ الدم
- وكمْ أبٍ هو حاكمٌ ديكتاتور !!
- مسلمون عكس الإسلام
- جوليانو والرصاصات الخمس
- إيمان العبيدي.. ثورة المغتَصَبات
- الناطقون -باسم الله-
- الشعب يريد إسقاط -النجوم-
- لا تلُمْني في هَواها
- أحزاب الفقاعات
- ويكيكيبس
- في ذكرى التّقسيم ... تقسيمات
- حُكّام كرة القدم ...حُكْم الرّجُل الواحد
- رسالة موؤودة إلى أبيها القاتل
- أسطول الحرية .. فرصة مشهد المتوسط
- عَرَبْبُوك أمامَ فيسبوكيزم


المزيد.....




- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
- -بوشكين-.. كلمة العام 2024
- ممثلة سورية تروي قصة اعتداء عليها في مطار بيروت (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - احذروا العطْس.. فإنه -مؤامرة- غربية