|
في الهند، يحرقون النساء فدية لازواجهن
خالد العنزي
الحوار المتمدن-العدد: 1012 - 2004 / 11 / 9 - 07:43
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كتب الهندوسية القديمة تحث المرأة على الانتحار في حال موت زوجها بدلا من العيش دون شرف وكرامة. نيودلهي - : ان اردت ان تكوني امرأة صالحة والا تتعرضي للقهر والذل من رجال القبيلة فاحرقي نفسك بعد موت زوجك والا فالويل كل الويل لك من المجتمع الذي لا يرحم.
قد يتبادر الى الذهن ان في الامر خدعة او تجنيا على الدين او الاخلاق الا ان نظام "ساتي" في الهند يحتم على المرأة التي يتوفى عنها زوجها ان تلحق به من خلال حرق نفسها لتكون قريبة منه بحياته ومماته.
وكما يتميز المجتمع الهندي بتعدد عاداته وتقاليده ولغاته واديانه وثقافاته وحضاراته فانه يتميز كذلك بغرائب وعجائب العادات التي قلما توجد لدى غيره من المجتمعات.
وقال استاذ التاريخ في جامعة دلهي فينود راجا ان كلمة ساتي تعني المرأة الطاهرة او المقدسة التي تحرق نفسها لاجل زوجها او وفقا لفلسفة طبقة الراجبوت فان ساتي تعني المرأة الصالحة التي اصبحت قادرة على تقديم نفسها كهبة حيث كان يعتقد انه بفعلها هذا ستخلص نفسها وافراد اسرتها وذويها من هم البعث من جديد او التجسيد وهو "تحول روح الميت الى حيوان او طائر" حسب المعتقد الهندوسي.
واضاف ان نساء تلك الحقبة التاريخية كن يؤدين هذه العادة تعبيرا عن الاخلاص والتودد لازواجهن وللحفاظ على شرفهن من ان يدنسه غزاة الملك كاران جوهر بعد موت ازواجهن في ساحة الحرب خلال المعارك التي خاضوها ضد جنود الملك جوهر الذي غزا الهند واقام دولته في ولاية راجستان.
وذكر راجا انه لا يعرف لنظام الساتي اي اصل محدد الا انه نسب لزوجة الاله شيفا التي احرقت نفسها امام جموع الحاضرين تعبيرا عن عدم رضاها عن ابيها داكشا الذي اقام وليمة دعا اليها كبار الآلهة واستثنى منهم الاله شيفا الامر الذي جعلها تشتعل غضبا من تصرف ابيها تجاه زوجها الذي لحق به ذل تجاهل والدها مما جعلها تضرم النار بنفسها فداء لزوجها.
وقال راجا ان نظام الساتي الذي خرج في القرن الاول والثاني للميلاد رفض بعد ذلك من قبل طوائف كثير من المجتمع الهندي كما ان كل الكتب المقدسة لم توافق على هذه العادة حيث اكدت ان الانسان لا ينبغي له ان يودي بحياته حرقا بالنار فداء لاخر مهما كان اذ ان حياة الانسان مقدسة ولها قيمة عظمى سواء كان ذكرا او انثى.
وتذكر كتب الفيشنو الهندوسية المقدسة ان عادة الساتي كانت تمارس ما بين القرن الاول والثاني للميلاد وكانت تعتبر بديلا تتخذه المرأة التي لم يكن بامكانها توفير الحياة الكريمة الشريفة لنفسها بعد ان يتوفى زوجها.
وعلى الرغم من استنكار جميع الاوساط لهذا النظام غيرالانساني فان قصص المهابراتا تروي ان امراة تدعى المادري احرقت نفسها في موكب احراق زوجها وذلك في القرن السادس للميلاد.
وقال الدكتور راجا ان نظام الساتي كان يمارس في ولايات الهند الشمالية والجنوبية اضافة الى انه كان يمارس حتى في عهد المغول وابان ايام حكم الاسكندر الاكبر الذي بذل جهودا كبيرة للقضاء على هذه العادات الا ان جميع الجهود ذهبت ادراج الرياح امام التعصب القبلي الاعمى لهذا النظام الذي كان مترسخا لاسيما في اذهان النساء.
وبين ان طريقة ممارسة هذا النظام كانت تتم عند موت الزوج حيث تؤخذ جثته الى المحرقة وتؤمر زوجته فتتزين باحسن ما عندها من ثياب وتتعطر باحسن عطر ثم تتبع الجنازة برفقة ذويها واهلها الى ان تصل الى المحرقة.
واضاف راجا ان المحرقة تشعل عند قدومهم ثم تؤمر الزوجة فتجلس عند جنازة الزوج المتوفى ثم تبدا بالنواح على رحيله عنها حتى تصل الى درجة تفقد صوابها وبعدها يقوم عدد من الرجال بربطها فوق جثة زوجها ويصبون فوقهما سائلا سريع الاشتعال ثم تضرم فيهما النار حتى تصبح جثتاهما رمادا.
وذكر ان الفتيات الصغيرات اللائي تزوجن في سن مبكرة جدا واغلبهن في العاشرة من اعمارهن غير مستثنيات من "الساتي" وعليهن احراق انفسهن بحجة المحافظة على شرفهن من ان لا يدنسه احد بعد ازواجهن وحسب التقاليد والاعراف الهندوسية فان الارامل لايحق لهن الزواج مرة اخرى اذا توفي عنهن ازواجهن.
اما اللائي كن يمتنعن عن القيام بهذا العرف فكان جزاؤهن ان يقذفن بالقوة داخل النار وان حاولن الهرب كن يحضرن مرة اخرى ويرمين في النار لانهن حسب زعمهم يردن تدنيس شرفهن وشرف القبيلة ثم يصب فوقهن حديد مصهور ليمتن طاهرات غير مدنسات. (كونا)
#خالد_العنزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|