أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - القصة القصيرة جدا/رقم 100/درب الالام















المزيد.....


القصة القصيرة جدا/رقم 100/درب الالام


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 13:02
المحور: الادب والفن
    


القصة القصيرة جدا/رقم 100/درب الالام






ملف مخزن/58

تعودت ان تحادثه كل يوم عبر الشات عشرات المرات.كانت تكتب بعفوية وتجادل بقوة،وتطوع الحرف لتنسج منه اعذب قصيدة وهمسة .اتفقا علي اللقاء،حينما رآها كانت متلعثمة مرتبكة.افاض بالحديث لكنها بقيت تقدم حرفا وتؤخر فاصلة ولعلها ارادت وضع نقطة لانهاء اللقاء.حينما احست باللقاء يتسرب من بين رموشها سارعت لفتح حقيبتها واخرجت لابتوبها الصغير وكتبت له احرفا موشاة بمشاعر الحب .وضحكت حينما اشارت له بالعودة الي الشات من جديد فهناك مملكتها.اما هنا فهي غريبة في واقع لا يمت لها.نهض واقسم ان يخزن اسمها في ملف في ذاكرة الكمبيوتر.فهو مكان الانسب لهكذا لقاء



59/

احمر حتي النخاع

في مؤتمر الحزب الاحمر.كان كل من في القاعة اصفر وان ارتدي قميصا احمر،الا مندوبا كان في جوهره احمر لكنه اصر علي ارتداء قميصا اصفر.وقف المندوب وقال:لقد تغنينا بوحدة العمال والفلاحين في حين كان الحزب رهينة بيد المتسلقين،لقد غاب عن الحزب العقل والتفكير،لهذا اقترح الغاء شعار المنجل والمطرقة واستبدالهما بكتاب وقلم لاعادة الاعتبار للعقل المغيب منذ سنوات طويلة.نظر كل من في القاعة الي بعض مشدوهين،وفجأة هجموا عليه وسحبوه من علي المنصة وعلقوه علي سارية كانت تحمل علم الحزب منعا لحرف الحزب عن مهماته التاريخية.



60/



ياسمين



طارد رجال الامن بضعة صبية كانوا يهتفون باسقاط النظام.اختفي الصبية خلف شجيرات من الياسمين.لم تلبث أن ابتلعتهم.اسقط في يد العناصر الامنية.فقد كانت أغصان شجيرات الياسمين متشابكة كدغل .أحضروا مقصات وبدأوا في قص أغصانها.كلما قصوا غصنا نبت الف غصن.باتت معركة بين الياسمين ومقصات الامن.قام المسلحون في النهاية باجتثاث جذور الشجيرات . نزفت الياسمين عبقا هد جدران الخوف المسيج للمدينة.





61/

تمرد



وصلت الاوامر باطلاق الرصاص على الغوغاء في الشوارع...لقم عناصر الامن اسلحتهم...قبل ان يضغطوا على الزناد تقدم ظل كل عنصر واعلن تمرده على القرار...وقفت الظلال حاجزا بين الامن والمتظاهرين...وصلت الاوامر سريعا:اعدموا الظلال...ومن يومها بات الجلادون دون ظلال...



62/





عطر فواح

نزعوا اقنعتهم وظهرت ملامحهم الحقيقية...تقدموا بقلوب ميتة...دقائق قليلة حتي بترت سيوفهم كل الاحلام...حينما غادروا كانوا قد داسوا علي كل الورود وقطعوها...لكن الريح حملت عطرها الي عشاق جدد...



63/اعدام

دخل الي قاعة العرش لعقد اجتماع للجنة الامنية العليا...تلفت حوله باحثا عن شيئ ضاع منه..توتر كثيرا ولم يستو علي كرسي العرش...توجس مساعدوه شرا...اخيرا تجرأ مرافقه علي الاستفسار عما يضايق فخامته...أجاب:لقد اختفى ظلي منذ الصباح...بحث عنه العسس مطولا الي ان القوا القبض عليه وسط ساحة الحرية مشاركا بالتخطيط للثورة ...حينما علم فخامته بفعلة ظله...امر باعدامه رميا بالرصاص لتأمره علي النظام...



63/مبدئي جدا



صادفته ممتطيا حماره...القيت التحية عليه...لم يكترث ...اشاح وجهه جانبا ...بينما التفت الحمار الي مبتسما. كان اول الموقعين علي بيان يطالب بانتخاب رئيس جديد لمجلس الادارة..لكن القرار القادم من اعلي نص علي عدم الانتخاب وانما التمديد...في حفل الاستقبال للتهنئة بالتمديد كان علي رأس حلقة الدبكة التي رقصت حتي الفجر احتفالا بالقرار الصائب....





65/نار

حين اضرم النار بنفسه...لم يعرف قط ان شرارة منه ستحملها الريح... فتضرم حريقا امتد الي ما بعيد


66/ادانة


كانت المظاهرات تملأ السماء..وصراخ الثكالي والمصابين يعلو ...الارض افترشتها اجساد القتلي...والجلادون لم يكلو او يملو ...نظر الي كل التقارير التي وصلته عن حالة البلاد...لفت انتباهه تقرير صغير عن اعتقال شاعرة في الصومال...ارغد وزبد واصدر بيان ادانة وشجب ناري ....


67/اجتماع



في كل ليلة يجتمع سكان المقبرة لتسجيل احداث اليوم.تعود كل منهم ان يدون الاحداث وقصص العباد وتسجيلها في كتاب الحسنات والسيئات حتي ان نفخ في الصور كانت اوراقهم جاهزة ليوم الحساب.مؤخرا باتوا يقفزون عن تسجيل اسباب وفاة القادمين الجدد.فقد كانوابالمئات وجلهم من الشباب ياتون مضمخين بالدم والقلة تأتي راضية مرضية.انتبه الجميع الي ان سيد الموتي بات يكتب امام كل وافد جديد قصة قصيرة مليئة بالاحلام الوردية،وينثر فوق صفائحهم مسكا وعنبر لعل احلام القبور تعوضهم فقدان احلام الحياة، ولعل الاحلام تمحو قصص القتل الهمجية من تاريخ البلاد



68/

حاصر حصارك

اتعبني ظلي كثيرا..فهو يقحم نفسه ويقحمني في المتاعب..اصحو فجرا فلا اجده...ينهض خلسة ويجوب الشوارع في مسيرات المشاعل الليلية...وقد يكملها بمسيرات الغضب.قررت الليلة ان اقبض عليه واحبسه...حاصرته في الزاوية الضيقة وقفزت لامسك به..اللعين تسلل من بين اناملي بهدوء ...ونظر الي ساخرا...ثم اكمل طريقه الي ساحة الحرية..



69/

حادثة اختناق

احبته الي ان تسرب حبه الي مسامات روحها....حين ادار ظهره لحبها...اختنق قلبها ...



70/

جينات

تحكموا في جينات الشعب كله ...لم يعد من خوف ...في المختبر الغوا جينات التظاهر والاحتجاج والمعارضة...صرنا شعبا طيب الاعراق...مطيعا ..مسبحا بحمد السلطان..لكن طفلا صغيرا تسلل فجرا الي المختبر ولعب بالجينات قليلا ...فاحدث طفرة جينية سماها شرارة..هرب الصبي صباحا واختبأت الشرارة دون ان يعلم بها احد الي ان جاء بوعزيزي فايقظها من سباتها...وباتت تأكل الهشيم سريعا.



71/

مدينة الظلال

شوارع يصفر فيها الريح..عويل ثكالي مكتومة...صراخ وليد انشق الليل علي بكائه...ابواب موصدة تكثر خلفها الهمهمات والتمتمات...قتلة مقنعون مسلحون بالبنادق يعتلون المبان المطلة علي الشوارع...ينتظرون متحفزين...في الشوارع الخاوية يعلو صوت ظلال حانقة...تقض سكون الليل...وتحض الفجر علي البزوغ....ظلال وقتلة في تواجه ابدي...ساعة الحقيقة قد ازفت...



72/

حالة طوارئ

كان السكون يلف الوطن...ما ان خرجت الاقلام في مظاهراتها ..اعلنت حالة الطوارئ



73/

تحايل

لم يجد مسؤول الامن من عقاب لتمرد الرعية الا ان يقسم ظلالهم الى قسمين..وهكذا يستطيع عناصره التعرف على الاشخاص المشاركين في المظاهرات دون عناء...نظرة واحدة للارض تتيح لهم فرز الظلال ومحاصرة المخربة منها...في صبيحة يوم التظاهرات الكبرى اجتمعت الظلال وقررت ان يتشابك كل متظاهر ومتظاهرة..استعصى الامر على عناصر الامن فقد اختفت انصاف الظلال فجأة من الشوارع...



74/

عدو مجهول



كانا لا يشبعان من نهم اللقاء.تمر الساعات مهرولة كأنها ثوان.احبا بعضهما لدرجة الجنون.تنزها في عالم العشق والجسد حتى توحدا وباتا روح واحدة في جسدين.في ساعات البعد كان لكل منهما عالمه الافتراضي.عالم كان كل ما فيه جميل الا ذلك المزعج والمزعجة الذان نغصا عليهما عالمهما الافتراضي بتعليقاتهما حتى اصبحا عدوين لهما.صدفة نشرالعدوان صورهما...المفاجئة انها كانت صورهما الشخصية...



75/



فيروز

جلس على شرفته.ادار المسجلة على اغنية فيروز "قرأت مجدك بالقلب."كانت كلماتها تحيله الى شعلة من المشاعر المغموسة في الوطن:حرك الصوت الشذي الناي في داخله.علا من الشارع صوت المظاهرات.ادار ابرة الصوت الى الاعلى.باتت فيروز تصدح وصوتها يتصارع مع صوت المتظاهرين. .نظر شذرا الى المتظاهرين.تمتم ببضع شتائم .اقفل المسجلة ونهض الى الداخل.اشعل الكمبيوتر وبدأ يتابع اخبار المظاهرات المشتعلة في ارجاء الوطن



76/



سجن ذاتي

حلم طويلا...خط من احلامه قصائدا ونصوصا...شاب وهو ينتظر بزوغ الفجر...وحينما" زلزلت الارض زلزالها ..وأخرجت الأرض أثقالها"...لم يصدق عينيه...وراقب النار المشتعلة في القلوب اختبأ خلف ستار واعاد سجن احرفه في صدره من جديد.



77/



فراغ

.

.

....

.

.

.........!



78/



الشيطان

تلفت حوله وجلا...كان الطريق ممتدا بين الغابات الي مالانهاية..لا اثر لانس او جن...سكون مطبق يقطعه قفزة سنجاب او ارنب بري..او زقزقة عندليب...همس بارتباك واضح:لقد ابتعدنا كثيرا..لا يوجد الا انا وانت هنا فقط...نظرت اليه نظرة خبيثة وهمست :والشيطان ثالثنا.



79/



تفاؤل

استيقظ مبكر..تناول حماما ساخنا..حلق لحيته..ارتدي اجمل ما يملك من الملابس...وقف امام المرآة مطولا..نظر الي ساعته ...ابتسم... هرول الي الشارع ليلتحق بالمتظاهرين.



80/



حماس

تمتم بكلمات هامسة...لعن جميع نشرات الاخبار...تحمس وبصق علي التلفاز مرارا مع كل صورة قمع جديدة مرت امامه...بلغت حماسته الذروة..بات صوت تنفسه عاليا وصدره يعلو ويهمد...صرخ علي زوجته مناديا ...كبس علي الريموت كونترول الي محطة السهرات الحمراء...



81/



سبارتاكوس

اجتاحت المظاهرات كل بلدات الوطن.امتدت الي كل حارة.كل بيت.كل زنقة.لكن الحاكم لم يرف له رمش.كان واثقا من ان اجهزة الامن والقمع عنده اخطبوطية ولا ترحم ويدها مغمسة بالدماء،والاهم،وجود قناعة راسخة لديه أنّ العبيد لا تثور .في ذلك اليوم امطرت السماء دما بدلا من قطرات الماء.وقف طفل صغير علي اعلي تلة في المدينة.طير طائرة ورقية ضخمة كتب عليها سبارتاكوس.حين شاهدها الشعب ايقن ان ثورة العبيد قد بدأت.



82/

استراحة الرب

جلست الطفلة امام جدتها لسماع قصة المساء.كانت الجدة متعبة ومهمومة فحمام الدم يسيل في الازقة منذ ايام وصراخ الجرحي واصوات الشهادتين ترن في رأسها ليل مساء..امام الحاح الصغيرة روت الجدة لها كيف ان الله قد خلق الكون في ستة ايام واستراح في اليوم السابع حين اعتلي العرش.حين انهت قصتها صمتت الطفلة ولم تنبس بشفة..استغربت الجدة لكنها احترمت صمت الطفلة..سمعت صوت اذان المغرب..نهضت للوضوء استعدادا للصلاة...جذبتها الطفلة متسائلة: الا تعتقدين ياجدتي ان الرب قد استراح اكثر مما يجب?فزعت الجدة وسألت:لماذا?قالت الصغيرة :لان القتلة يسرحون ويمرحون دون عقاب منذ ايام طويلة....



83/



شهرزاد

كان شهريار قلقا من حال شهرزاد فقد امسكت عن الكلام والطعام والشراب منذ ان تابعت ما جاء في ذلك الجهاز اللعين المسمي تلفاز،داعبها وقبلها لكنها صدته بقسوة.وحينما انتبهت الي غضبه تداركت الامر وقالت له:بلغني ايها الملك السعيد ان احفادك الميامين قد حكموا بالعدل والقسطاط الي يوم الدين ،قبضوا علي رقاب العباد حتي ازهقوها.ولاحقوا الاطفال والنساء حتي في قبورهم ،وكلما فتح انسان فمه اسكتوه بطلقة مدفع او القوا به في غياهب الزمن...لم تكمل شهرزاد كلامها فقد انتبهت الي ان شهريار قد صمت عن الكلام ومنذ ذلك الوقت لم يعد له رغبة في سماع الحكايا..ولم تعد شهرزاد قادرة علي الكلام.



84/



عودة ميمونة

كان اول من دعي الي الثورة علي النظام ،اعتلي مئذنة المسجد وصرخ مناديا بسقوط الرئيس ، في ليلة حالكة الظلمة هرب الرئيس خلسة، اعتلي المئذنة وصاح :هرب الدكتاتور. لم يحاكم الديكتاتور وانما حمد الثوار ربهم علي الخلاص منه ،رتبوا امورهم في السر ودعوا الي انتخابات ديمقراطية تومن لهم الحكم دون غيرهم.في وقت اعلان النتائج فاز الدكتاتور مجددا.اول ما فعله حين وطأت قدماه القصر:شنق المؤذن ومنع اعتلاء المآذن







85/

قصة قصيرة جدا

ظل جبان

جلس مزهوا فقد اتم كتابة خطابه الذي سيطفئ لهيب الانتفاضة المتأججة في شوارع البلاد.التفت حوله ليقرأ الخطاب على ظله،فقد كان ظله خير جليس وناصح له منذ ان جلس علي كرسي الحكم.بدأ في الالقاء وتقمص الدور جيدا ،انفعل هنا وابتسم هناك،وما ان انهي خطابه ونهض واقفا حتي فوجئ بأن ظله قد خرج مهرولا قبله،صرخ عليه وقال له:هيه انت الي اين تهرول،انا ما زلت هنا.رد عليه الظل:وهل تجدني مجنونا لابقي واستمع الي قرار اعدامي

?



86/



ابداع

كتبت قصة قصيرة جدا...لم اكتب مثلها طيلة حياتي...اثنى عليها النقاد وأطنبوا في تقريضها...تسابقت الصحف لنشرها...اصبحت مزهوا كطاووس...أفقت في الصباح ..نظرت الى مكتبي...كانت الصفحات ما زالت بيضاء وقد خططت عليها جملة واحدة فقط:قصة قصيرة جدا...



87/

تعداد

واحد...اثنان...ثلاثة...استمر بالعد حتى وصل الى خمسمئة...التفت الى مفكرته واقسم ان ينسى الحساب والجمع...فقد خاف ان يصل العدد الى الالاف ...فلا يعد بالامكان دفنهم.







88



موعد جنسي
عامان كاملان،لم يترك انثي فسبوكية من شره،حاول اقامة علاقة ،اخيرا ابتسم له الحظ،تجاوبت معه فتنة،وهي كانت فعلا فتنة،صورها مليئة بالانوثة والاغراء.حين اتفقا على اللقاء لم تسعه الفرحة.في اليوم الموعود ابتاع زهورا وزجاجة نبيذ وتوجه الى عنوان الفتنة.قرع الحرس ،سبحان من خلقها كانت كالقمر..بعد كأسين وبضع قبل وفي غرفة مسدلة الستائر ووسط الشموع والموسيقى الحالمة..اكتشف الخازوق..فتنة لم تكن الا فادي.



89/



مظاهرة خاطئة

في الاول من ايار،كعادته،تناول العلم الاحمر وخرج مسرعا للتظاهر.سار في الشارع الرئيسي.كان العمال مختلفون ،لم يعودوا يهتفون َضد الرأسمالية.لا يرفعون راياتهم الحمر.يرتدون ثيابا غريبة فاقعة.يلونون شعورهم بالاحمر والبنفسجي.معظمهم من الشباب.دب الحماس به ورفع العلم الاحمر وصرخ بحياة الطبقة العاملة.انتبه من استغراب المتظاهرين .حينما دقق وجد نفسه في تظاهرة للمتحولين جنسيا اما العمال فلم يجد لهم اثرا



90/



غربة



فتنت بعينيه

سافرت عبر صورته الباهتة في ذاكرتها

ولما قررت المغادرة

أحست انها باتت غريبة



91/





مقنعون

في الشارع سار الجميع دون وجل،فقد ارتدوا اقنعة محكمة لا يمكن معرفتهم عبرها،سرت ما بينهم ،على حين غرة احاط بنا رجال الامن ،نزعوا الاقنعة عن الجميع،لم يرتبك احد منهم ،تعرفوا علي بعض سريعا وتبادلوا القبل والاحضان،الا انا فقد كنت الغريب الخائف الوحيد بينهم.





92/





الغول

سارت النسوة في عرض الطريق يهتفن للحرية...وضد الاحتلال...فجأة احاطت بهن مفارز من الجنود وبدأوا في تفريقهن بالعصي والقاء القبض علي بعضهن..كان واقفا جانبا يتفرج...دبت به الحمية وبدأ بالقاء الحجارة علي جنود الدورية..تركوا النساء وطاردوه..حينما ادركوه اوسعوه ضربا ..بات الدم يتدفق من فمه ومن انفه ..احس بكسر في ساقه وقدمه...لا يدر لم احس ان انيابهم تنغرز في لحمه..احدهم كان كالغول في شراسته..لم تعبوا وقف الغول وصوب بندقيته باتجاه رآسه...اصبعه علي الزناد ...افاق علي سؤال و هز عنيف من رفيقه في الزنزانة:ماذا كنت تحلم?





93/



ديك

اصبح صوت الديك مزعجا،فهو لا يكف عن الصرخ وايقاظ سكان الحي كل ساعة.اخذه صاحبه الي الطبيب البيطري فقال له:انه يعاني من التمرد ..حاول صاحبه تهدئته لكنه ازداد عنادا..لم يجد الرجل من حل امامه الا تأديب الديك فنتف له ريشه والقاه في خن الارانب...تعجب الارانب من منظره ووجوده بينهم،حينما سألوه عما حدث له قال:الم تشاهدوا ديكا معارضا من قبل.





94/



الفوضى المنظمة

كل من يدخل منزلها يصدم بالفوضى،رغم هذا كله كانت تعرف تناول ما تريد دون عناء،حتي انها لم تكن مضطرة لتذكر اي شئ.تنسل سريعا وتحضر ما طلب منها.حينما يحتج زائروها علي حال شقتها كانت ترد ضاحكة:انها الفوضى المنظمة .اتفق اصدقاؤها علي ان يرتبوا الشقة في عيد ميلادها.حينما دلفت المدخل ذهلت من الترتيب والنظافة.الان مر اسبوع وهي ما زالت تبحث عن كل غرض من اغراضها التي ضاعت دون فوضاها المنظمة.





95/



علي الحياد

كان دوما علي الحياد،لم يتدخل في اي مشكلة،لم يخرج في مظاهرة،لم يدخن او يشرب او يعارض او يوالي...وعندما يسأل عن رأيه في اي موضوع يجيب قائلا:لا اعرف...اهل مكة ادرى بشعابها..كانت زوجته تجن من حياده..عندما كبر ابنه انتبه الي ان ملامح الولد محايدة لدرجة تصيبه بالانزعاج .





96/



عاطل عن العمل

بحث في كل زوايا المدينة عن عمل دون جدوى،باتت مراجعة مكتب العمل ترهقه لكثرة الاسئلة وتعبئة الاوراق التي لا تنتهي.كان الموظف المكلف بملفه يشعره في كل مرة ان اعانة البطالة تقتطع من جلده .تفتق ذهنه عن فكرة:طبع ورقة كتب عليها ابحث عن عمل وبات يوقع عليها كل من يسأله عن عمل.في موعد المقابلة في مكتب العمل قدم الورقة الممهورة بعشرات التواقيع..ابتسم الموظف ودون جدال سجل في خانة الوظيفة:باحث عن عمل.



97/



القط ذو الشاربين



ظننت نفسي الاكثر فحولة بين القطط

ولم لا وانا املك اجمل شاربين

حين نزلت المدينة ذات الاضواء المتلئلئة

كان كل ما فيها يلمع

في اليوم الاول غازلتني النساء الجميلات

في اليوم الثاني احبتني الفتيات المراهقات

في اليوم الثالث تدافع نحوي المخنثون وانصاف المخنثات

في اليوم الرابع اعجب بي كل السحرة والحوات

في اليوم الخامس احسست بالخيلاء والزهو

في اليوم السادس لاحقني جميع الحسودين من الرجال

في اليوم السابع استولى السيد على العرش

نظرحوله بازدراء فوجدني

اوغر الحسد صدره فاوعز لزبانيته القبض علي

ومنذ اليوم الثامن اصبحت القطيط المنتوف الشاربين





98/



اعترافات سرير احمق

لعن سريره.لقد أعلن اضرابا مفتوحا رافضا ان يستلقي جنبه فوقه.ولما سأله عن الاسباب رفض الحديث و قدم له مذكرة احتجاج رسميه يطالبه فيها بنقل مركز عمله من غرفته البائسة الي غرفة الجارة الحسناء الشقراء القاطنة في الطابق العلوي أو السمراء ذات الارداف الممتلئه والساكنة اسفل.اسباب الشكوى استفزته وجعلت الدم يغلي في عروقه.باختصار:سريره مل من الهجران والوحدة.خاصة انه يسمع صرير اصدقائه الاسرة اعلاه و ادناه.و صيحات الدلع واهات الشبق واصوات الاجساد المتلاحمة وانات اللذة تصدح في كل الارجاء الا في غرفته.وفوقه تحديدا لا يسمع الا عويل الاشباح وصفير الرياح.

ولم يخجل ابن الليئمه من أن يغيظه بالقول.:(لم المس جسد انثى منذ اكثر من عامين.لقد بت اتنصت على جاراتك .ولم اوفر منهن حتى الحيزبونات.اتق الله يا رجل.لقد بات تنسمي لعطرهن حلم من احلام الجنه او حتى النار).لعنه في سره.فقد كشف اللعين امره.ووضع اصبعه في مكمن جرحه.لقد عرف انه جثة تتحرك وروح هائمه تحفر في الارض ولن يسكت بعد اليوم ان لم يرضخ لشروطه لقد اثار ابن اللعينة جسده وأقلق روحه.لا بد من حل جذري.لن يدعه يهنأ بملامسة أرداف او مداعبة حلمات جاراته اللعينات.سيتبرع بسريره الاحمق الى مأوى المسنين المخصص للذكور ...لقد جنت على نفسها براقش





99/

قصة قصيرة جدا

دونكيشوت

شعر ان كل ما من حوله خواء،كسر اقلامه الحادة وانكفأ الي عتمة الروح،استعذب الكسل الذي ارغم عليه،انسحب من عالم الكتابة واعلن انتحاره العقلي باعتباره انسانا عاديا.اعواما طويلة قضاها يلاعب الريح والهواء،الي ان اكتشف انه بات سجينا ينتظر اكتمال الفراغ.خياله بات محصورا في جدران متهالكة،كل ما في الخارج اكذوبة،انكفأ الى روحه فوجدها مهشمة، سلب العابرون على جسده كل جميل فيها وتركوها خربة

تعصف فيها الريح دون أثر.لقد كسر القلم وسكب المداد،فهل نجا ام كان موقفه عدم?لقد اكتشف انه لم يكن الا دينكوشوتا احمق .





100/



قاتل مع سبق الاصرار والترصد

.

جلس يحدق في طابعته مطولا.كلما اقترب اصبعه من حرف منها يتجمد.تتلائى له الطابعة انثى كامله.تتمايل بدلال وغنج.تنفث لهيبا ونارا،تؤجج شبفه وحاجة روحه.كل حرف منها كان يطربه.فالالف كان اقبال طيفها المليء بالحياة،و الهاء كان همساتها الليلية الفاضحة لانين الروح،والباء ليس الا بسمة تراقصت على شفتيها حينما تخيلهما،والضاد ضحكة هزت الكون من حوله فأفاق من موته الابدي، والنون نهدين كان يتحسسهما ويلاعبهما حتى ينتصبا،والثاء ثدي تكور وملئ مقلة العين كلما قبله،والجيم جسد مرمري ما ان يطرقه حتى تشتعل الرغبة في جسده ويقذف خياله نغمات اللذة المفقودة.كل حرف كان مملكة...كل حرف كان جسدها الذي ما ان يلمسه حتى يثور جسده...اكانت طابعة ام ظمأه الابدي ام خياله قد اوصله الى الانفصام الكامل.لم يكن قادرا على معرفة اي شيء الا ان امامه ليس طابعة احرف سوداء بل هي جسد يتلوى يطالبه بالوصل والجماع.

كانت الطابعة حياة كاملة له.يتحسس احرفها بحنان واضح.يهمس لكل حرف فيها.يداعبه ويصبح عليه او يمسي،وحينما يثور جسده كانت هذه الاحرف تخمد هذه الثورة و تعيده الى الهدوء ما ان يتلمس الاحرف .

لكنه في هذه المرة لم تعد الطابعة تمثل له هذا فقط،أصبحت خيطا يربطه بالحياة،أو تجسيدا لاوهام اليقظة.وكلما حاول الاقتراب من الوهم كان الاخر يرفضه.أو يتلاعب به.

كان الغضب قد أعماه والعجز قد بلغ مداه،والرعب من لمس الاحرف قد كبله.لم يعرف ماذا يفعل؟كل ما كان يفكر به الخلاص من الطابعة التي تحرك كل ذرات جسده واحيانا كثيرة تدفعه للنحيب كطفل صغير.بات يلعن الساعة التي افاق فوجد الطابعة امامه .حمل صندوقا كرتونيا كانت الطابعة قد وصلته به.فتح الصندوق،احتضن الطابعة بدفء،انزلها فيه،جمع كل ذكرياته وكلماته التي خطتها الطابعة،انزلها برفق الى جانب جسد حبيبته المتراقص غنجا، اقفل الصندوق،توجه الى المقبرة.هنالك طلب من الحانوتي فتح قبر .انزل الصندوق في القبر.ما ان هال التراب على الصندوق ولم يعد يظهر له اثر،حتى انهار وصرخ.

كل يوم وانا في طريقي للعمل أري مجنون الطابعة يصرخ مناديا :لقد قتلتها ودفنتها بيدي...يا لي من روح تعسة



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبعة وخمسون قصة قصيرة جدا / احلام القبور
- قصص قصيرة جدا / سقف
- قصص قصيرة جدا / صفعه
- قصص قصيرة جدا / حق العودة
- قصص قصيرة جدا / الشعب يريد
- خمسون قصة قصيرة جدا بعد المئة /شيوعيون حتي الموت
- قصص قصيرة جدا / فيسبوك قاتل
- صباحات
- اهو نبي ام شبه لهم؟
- ريح
- خريفيات - شهوة
- خريفيات -مستشفى الامراض العقلية
- قصص قصيرة جدا / الثقب
- قصص قصيرة جدا / بيفرجها الله
- قصص قصيرة جدا / شهداء
- قصص قصيرة جدا / اختفاء شاهد عيان
- قصص قصيرة جدا / قنبلة
- قصص قصيرة جدا / قاتل مع سبق الاصرار والترصد
- قصص قصيرة جدا / مصير الديك المعارض
- قصص قصيرة جدا / موعد جنسي


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - القصة القصيرة جدا/رقم 100/درب الالام