|
هي بقيت علي ، يعني!
سميرة المانع
الحوار المتمدن-العدد: 3394 - 2011 / 6 / 12 - 23:33
المحور:
الادب والفن
لم تعد الناس في البلد تخاف من ذكر القابها الحقيقية الآن. لقد استطابوا، بعد تغيير النظام السابق، العودة لها مرتاحين ، مبتدئة، أحيانا، بـالـ التعريف المعروفة عند العرب. يتذكر البعض، سابقا، كيف أُبعدت العوائل المتنفذة الالقاب عنها، إلا لماماً، مبتعدين عن الاضواء بتركها، خوفا على انفسهم لئلا يُتَهمون بخصلة رذيلة، سياسية على وجه الخصوص، في مجتمع يكثر فيه القيل والقال، النميمة والاشاعة الغيرة، والحقد والانتقام. صار بعضهم، حينها، يستعمل أسماء غير معروفة متخلصين من أسمائهم الحقيقية لخلط الاوراق والتمويه على الحكومة. يشعر المرء الآن أنه محمي، بعد أن سقط النظام القديم، غير مأسوف عليه بسبب أفعاله المخجلة والتي اجتهد كي يكتم الانفاس بقمعه فيها، لدرجة أن أصدر قراراً رسمياً يحرم فيه اللقب العائلي لكون الحاكم نفسه ليس له لقب لعدم التأكد من أن اباه المتوفي له عائلة معروفة، على الرغم من أنه رسم شجرة كبيرة مورقة الاغصان ونشرها في وسائط اعلام الدولة، مدعيا إن عائلته يعود أصلها للإمام عليّ وصحبه المكرّمين من أجل الوجاهة مع التخويف والتهديد. كانت الاخت ببغداد، زمان ذلك، ترسل رسالة إلى اختها بلندن بين حين وآخر ، تشرح فيها كيف تستطيع أن تصنع ( كليجة) كمعجنات أو تطبخ ( المحروق اصبعه ) من فضلة الخبز اليابس من ليلة امسِ، دون التطرق إلى أي شيء له أهمية تُذكر، تجنبا من أن يلتفت إليهما الرقيب فتُحاسَبان. تتمنى الساكنة بلندن ، في نفس الوقت، لو تعرف أكثر عن العراق واختها بدلا من الاطعمة وما شابه ، لكن الاخت الحنون حريصة على سلامتها، ولو انها في الخارج، كي لا تلفت الانظار اليها. تحاول، بدورها أيضا، أن تكون مجهولة الهوية، في الداخل، مستعينة بلقب غامض، لا على التعيين، تضعه على ورق مظروف الرسالة ملائماً تماماً من ناحية الحيادية كاسم ( عبد التواب) مثلا، وكفى. حينما بدأ عهد جديد بسقوط الحاكم عام 2003، انتعشت الآمال بالتخلّص من رعب الماضي. صفا الجو برأيهم كي يصبحوا أحراراً، وليتمكنوا من اصلاح اوضاعهم واحترام الافراد وحقوقهم، من دون فضل أو منّه، أو إلصاق التهم لهم كالشيوعية أو الاسلامية أو القومية، أو .. وغيرها. أو يحاسب المرء تبعا لجريرة غيره في عائلته التي ظهر فيها شخص خالف الاوامر وانتمى إلى جهة لا يرضى عنها الحاكم واعوانه، أو جاء من مدينة أخرى تكثر فيها المعارضة للنظام فيستولي على المواطن الهلع كي لا يرتبط اسمه ولقبه بها فينال العقاب بسبب المعصية الكبرى. صارت كل هذه الامور اشياء ماضية، الآن،. لقد ُسمح لهم، مؤخرا، أن تصير لهم القاب يسيرون بها متباهين زاهية رنانة ، وإذا ما شعر الواحد أن لقبه ينقصه ألـ التعريفية، كختم براءة اختراع ، أوجده العرب بلغتهم، يلتجيء إلى العشيرة أو القبيلة، وهناك جمع غفير من هؤلاء يتشعبون ببطون وأفخاذ على طول البلاد وعرضها . تزداد ثقة الفرد آنذاك بنفسه بانتمائه لهم خصوصا أن لهؤلاء امتدادات وأواصر تساهم في نجدته عند الضيق، أو يهبوا لمساعدته في الدوائر الرسمية إذا احتاج شيئا كطلب وظيفة أو إخراج دفتر جنسية لأولاده أو في معاملة بالطابو من أجل البيع والشراء. انفرجت الازمة للاختين معا في الوقت الحالي. الساكنة ببغداد تكتب ما تشاء دون تردد كلما خطر شيء ببالها. ليس هناك رادع أو رقابة تُذكر. في رسائلها أحاديث متشعبة مشوقة يكثر فيها ذمّ الحكام الجدد أو مدحهم بفضل التغيير الجديد الذي جرى نتيجة غزو خارجي للاطاحة بالحكم هناك. سمح الامريكي / البريطاني الغازي للعراق، أن يترك الشعب يتنفس الحرية بعد أكثر من ثلاثة عقود وأكثر. أجرى لهم انتخابات برلمانية اثناءها، مستمرا في إشعارهم إنه جاء من أجل مبدأ سامٍ الا هو تأسيس النظام الديمقراطي لهم، كي يصبح البلد اسوة بالبلدان الاوربية وبعض البلدان الاسيوية التي سارت على خطى هذا التصور. تُرسل الرسائل حاليا بالكومبيوتر، لاول مرة في العراق الحديث، بعد أن فُكتْ عقدة الحصار والمنع والتخويف عنهم. بدأ الناس باقتناء الجهاز بالبيوت وكان وجوده ممنوعاً، سوى للمقربين منه، تماما مثل منع اقتناء طابعة يدوية لئلا تستعمل لطبع مناشير سياسية أو اشياء من هذا القبيل سراً، بالاضافة إلى محاكمة من تجاسر ووضع طبقاً للفضائيات الهوائية التلفزيونية على سطح داره ، والعقوبة ، آنذاك كما هو معروف، ، السجن خمس سنوا ت فيما إذا خُففتْ، كل هذا للردع لئلا يتصل الشعب بالعالم الخارجي. بدأ جزء كبير من الشعب، في الشهور الاولى للتغيير، يتلمظ للفكرة ، آملا أن الحرب والهجوم العنيف لاستبدال النظام بغيره، متذكرين التضحيات الدموية اللاحصر لها والخسائر الباهضة للسكان من بينهم، كلها جزء من عملية قيصرية مؤلمة محزنة من أجل الاصلاح الجذري كي تستقيم الامور ويدير الغازي المحتل ظهره عنهم أخيرا فيتنعموا. ظهرت صحف بالمئات في تلك الفترة بانحاء البلاد، انبثقت كالآبار المطمورة العميقة تحت الارض وهي كأرواح الناس التي كانت تُدفن حية. وجد البعض فيها فرصة كي يعبر عن نفسه، يصف ما عاناه من ظلم مقيت. و فرح آخرون من ابناء الشعب لوجود كتّاب مهرة ذوي حرفية عالية كي ينقلوا ما جرى لهم ، شارحين معاناتهم وما لاقوه من بؤس وحرمان وجحيم نتيجة قسوة النظام السابق وما تلاه من حرب الغازي عليه. لكن سرعان ما بدأت الحالة بعد شهور قلائل بالتفكك مبتدئة بمفاصل الدولة المهمة والضرورية كالجيش والشرطة، والتي عادة ما تؤمن السيطرة على الامن والطمأنينة فبدأوا بالتشاؤم. أبتدأ الخراب المادي والمعنوي بالانتشار في كل مكان، لا هوادة بالسيطرة عليه إلا جزئيا. يحتاج تعاونا من جميع الاطراف بالبلد بصورة جدية، والمكان كطير يتلوى من الالم كمن اصيب بجرح عميق في رقبته . تدريجيا، بدأ الشعب يشكو طافحا ألمه، صائحا هنا وهناك، يريد التغيير الحقيقي الجذري كما وعدوه. كانت الحرية مطلبهم الاول بالتأكيد، لكن الحرية صارت فوضى كونهم جاءوا متأخرين عليها لتطبيقها ولم يجدوا في منطقتهم المحيطة بهم من كافة الجهات شيئا يحتذى به أو لاقتباسه كحل للمشكلة وعليهم أن يبدأوا من الصفر. الاختان مستمرتان في المراسلة، الاخت بالعراق تقول في رسالتها يوما: " جيراننا في السابق انتقلوا إلى حي آخر، بيوته واسعة و سكانه أكثر ترفاً. صارت في العائلة شخصيات متنفذة كبيرة مسؤولة بالدولة . لم نعد نشرب الشاي معهم على الحصيرعصرا في حديقتنا الصغيرة أو حديقتهم. اشتروا كراسي ومنضدة للحديقة قبل انتقالهم. حاولنا الاتصال بهم قبل شهر من أجل ايجاد عمل لمحسن، ولدي العاطل عن العمل حتى الآن، فلم يكترثوا، أعتقد أنهم يريدون الابتعاد عنا خصوصا عندما يتذكرون سيارتنا العجوز بالنسبة إلى سيارتهم المرسيدس حاليا ". ترد الاخت عليها من لندن : "...... بودي أن أعلق على التطور الاجتماعي في هذا الزمن. كانت هناك طالبة من دول الخليج العربي تدرس في جامعة لندن، معروف أنها ثرية، لكنها تلبس سروال جينز ممزقاً عند الركبة، محاولة أن تضفي على شخصيتها أمام زملائها من الطلبة الآخرين كونها انسانة مثلهم، طالبة عادية بسيطة. أغلب الظن، لدى هذه الفتاة نبل روحي عميق، يختلف عن نبل غنى الثروة بالنقود، لذا هي لا تحتاج أن تتكبر أو تتظاهر بالغنى رافضة الفروق الطبقية..." بالاضافة لهذه التعليقات في رسائل الاختين، بدأت الصحف الصادرة هناك تكشف العورة، خصوصا عندما تتحدث على صفحاتها عما يجري في دوائر الدولة الجديدة، كاشفة المخازي والمستور، معرية الانسان كيف بات ممثلا للمحسوبية والغش والرشوة والتزوير حتى في الشهادات العلمية. اختصارا، أصبح البعض، في الخفاء، يمارس العقلية التي رُبي عليها لعقود اثناء حكم الطاغية واعوانه والتي ابتعدت كثيرا عن العدالة والوطنية ورعاية السكان والرحمة للضعيف. هؤلاء يعيدون سيرة الماضي المتروك، وأن ما ظنه البعض من السكان الابرياء كان وهماً كبيرا، بسبب بقاء عقلية قسم من هؤلاء مبتعدة عن المثل العليا والاخلاق الرفيعة الآن، دون أن تشعر، والتي هي تكرار للعقلية القديمة التي كذّبتْ وزوّرتْ عليهم في شجرة العائلة مدعية أن اصلها يعود للامام عليّ . الاخت في بغداد في اتون المعمعة الحالية، تكتب للساكنة بلندن على شاشة الكومبيوتر كيف ذهبتْ لدائرة الطابو لانجاز مهمة بيع بيتهم القديم، بعد وفاة الوالدة، من أجل توزيع الارث بينهم. لكنها لم تتمكن من أن تجد أحدا في الدائرة يصغي لقضيتها ويحل الموضوع، فتضطر إلى مغادرة المكان. تسارعت الانباء واصلة إلى بيوت المغتربين العراقيين في الخارج، وعددهم يقرب من ثلاثة ملايين نسمة بالعالم، خرج، معظمهم، اثناء وجود النظام السابق، واصفة كيف ابتلى الشعب بفاسدين وكيف صارت دودة الفلوس في دواخلهم، كالحكة، تغريهم على السرقة والنهب، كأن الامر شيء عادي وفي منتهى التبسيط. ابتداءً من صفقات وعمولات الشركات العالمية في المناقصات الكبرى من أجل بناء البلد المهّدم بسبب الحروب، إلى دناءة النفس في الأخذ من جيوب المواطنين المساكين المراجعين. كتبت الاخت ببغداد رسالة أخرى تقول فيها: " ...الموظف المسؤول عن انجاز معاملة بيع بيت المرحومة ، يتجاهل ويزغلل ويتعامى عني كي يجعل من القضية مشكلة معقدة صعبة مستحيلة التحقيق من أجل التأخير. اضطررت، في النهاية، على فتح حقيبة يدي كي أدس بين الاوراق شيئا كرشوة، من تحت لتحت سرا، كي ينجز المطلوب منه، والظاهر لم يكفه المبلغ. نصحني المحامي، الذي راجعته مؤخرا، أن أعطيه مبلغا آخر أكبر ليوصله إلى بيت الموظف المسؤول بشكل شخصي بعد الدوام الرسمي ، يدا بيد، كي لا يكتشف أمره بالرشوة في الدائرة الرسمية أمام الموظفين فيتوضح المستور. جرى هذا بعد ان أوجدت الحكومة المنتخبة من الشعب البسيط ( مؤسسة النزاهة) مضطرة بسبب نداءات مستغيثة لمعاقبة المتهمين بالفساد وبعد أن فاحتْ رائحتهم لتزكم الانوف..." في نفس الوقت، شكّلت السرقة عيبا مخجلا للحكومة، أيضا، حين تبين أن من بين أعضاء وزرائها، سرقات يندى لها الجبين، منشورة في الصحف المحلية كفضحٍ. ومن حينها، ومع هذا العار، استشرى الزمط والنفخ والنفاجة من بين هؤلاء، من دون خجل يُذكر، كونه اشترى اطيانا وعمارات في دول أجنبية فضلا عن العراق نفسه، خصوصا أن السفر صار سهلا لكل هؤلاء المزورين، و كان ممنوعا في النظام القديم . استحلوا الآن الفرصة للتفتيش عن الدول بعناية قصوى لقضاء أوقات الاجازات فيها، مكثرين من العطل للاستجمام ولو بالتحجج في الذهاب للحج أو العمرة والمقصود لاماكن أخرى. صاروا بالاضافة لذلك، يدافعون عن وظائفهم ورواتبهم الضخمة كجائع محروم لايام كثيرة، متحسرا على اللقمة، والآن يأكل حصته وحصة أخيه الجالس معه على المنضدة، من كثرة الشراهة والطمع. ومثلما ذاعت فضائح الفساد بالعراق نفسه بدأت الصحف الاجنبية جهارا تُقرأ ليعرف العالم المطلع عليها بالموضوع كله بعد أن وضعوا العراق على قائمة الدول المتهمة بالفساد المالي بالعالم. الاخت في لندن وعائلتها ومعظم العراقيين المتواجدين في الخارج ، متلهفين على العودة لوطنهم، يسمعون ويتابعون أخبار هذه المحنة التي ابتلى بها الفرد العراقي والتي اسهمت في تعويق بناء وطنهم ورفاهية ابنائه ليعيشوا بعدالة مع بعضهم البعض بالبلد الواحد الذي يعزونه كحبيب، يتمنون صحته وعافيته باسرع وقت ممكن، ليعودوا إليه كي يحتضنوه، تطييب خاطره وجروحه، إذا استطاعوا، بالقبلات. صاروا يراقبون ما يجري فيه بحزن، مبهورين مهمومين. XXXX في خضم هذا اللغط والضجة، جاء خاطب لابنة الاخت الساكنة بلندن. كان والد الخاطب من أوائل المهاجرين العراقيين لبريطانيا، حين كانت الاخيرة ساكتة عن الجرائم الرهيبة بوطنه، والعراق تحسب له بريطانيا الف حساب لاخفاء قباحاته، فلم يسمع الأب بامكانية نجاح طلب لجوء اليها كمعارض وهي راضية مرضية عن الحكم فيه. طبق الوالد مبدأ الاسلوب العصامي، آنذاك، لكسب رزقه فيها و لم يأخذ قرشا واحدا من دون أن يعمل كما يقولون بالعراق، بعرق الجبين- رغم برودة الجو فيها - ! مارس مختلف المهن حتى قام بغسل الاواني في المطاعم ، بداية، ليكسب رزقه من أجل زاد عياله ومسكنهم. كان يكرّر أمامهم قول حديث معناه : " لا يملأ فمّ بني آدم إلا تراب القبر" وطبق بحياته حكمة المثل المعروف (القناعةُ كنزٌ لا يفنى) مبدياً الرضى الدائم أمامهم. حذا الولد الخاطب خطى ابيه بالمباديء والقيم هذه. درّسه بمدارس عمومية عادية لكنه تفوق على ابناء صفه ليصبح الاول على الطلاب هناك في المدرسة الانكليزية . انتبه المدير والمدرسون إليه لنباهته وحسن سلوكه فرُشح ليعطى منحة دراسية على حساب الحكومة المحلية بالمنطقة وليحصل على قبول بإحدى الجامعات المهمة من أجل الدراسة الطبية فاصبح طبيبا مرموقا بإحدى المسشفيات البريطانية الآن. سيزور بيت الفتاة اليوم التي ستصبح خطيبته قبل ان تكون زوجة. هيأت الام الغداء وكانت في منتهى البشر والبهجة. فابنتها التي اتمت دراستها ببريطانيا أيضا جاهزة باعتقادها الان. خصوصا أنها بلغت 36 سنة من عمرها وهو الوقت المناسب ، كما ترى الام، لنضجها. ظلت في المطبخ تغني بينها وبين نفسها من الفرحة والوالد مسرور كذلك بشكل استثنائي. ينتظر قرع جرس الباب الخارجي وعلى أهبةٍ لفحته. جلسوا على المائدة بعد وصول الخاطب والانتهاء من السلام والترحيب به و اكمال بقية الشكليات معه. فضلوا أن يجعلوا ابنتهم قريبة منه لتُعطى لهما الفرصة لقرار مصيرهما بعد ذلك. ظلت الابنة تأكل وهي تختلس النظر إليه، وسبق أن مرّ عليها الكثير من الخطاب المنوّعين لكنها فضلتْ أن تُصعّبَ المواصفات التي تعتبرها مهمة لتوافق وتدخل بها عش الزوجية أخيرا. على أية حال، انشغل الجميع بأكل الدجاج المقلي المطبوخ بالرز المزين بالزعفران والهيل على الطريقة البصراوية، بكبة الجريش المسلوقة الموصلية، باسياخ كباب مدينة الفلوجة المشهورة للمسافرين، بالاضافة للحلويات الشامية والمشروبات أمامهم. ظلوا يأكلون ويتحدثون عن العراق وما أدراك ما العراق.... في النهاية انتقلت الام وزوجها إلى الغرفة المجاورة، راغبين في ترك البنت مع خطيبها لوحدهما، آملين أن يتفاهما ويتصارحا كي يربط كل واحد منهما مصيره بمصير الآخر. بعد فترة قصيرة سمع الوالدان حركة كراسي تتزحزح قليلا فتوقعا ان يكون الامر قد انتهى لكي يعودا إلى مكانهما السابق مستبشرين خيراً. ودعهم الخطيب بعد هنية بكل لطف واعتناء خارجا من الدار أخيراً. عادوا إلى تجمعهم السابق متحمسين. جلسوا على الكراسي بدل أن ينقلوا ما تبقى من فضلة طعام في الاواني إلى المطبخ من شدة اللهفة لسماع الخبر المفرح من أجل الخروج بنتيجة . بادرت الام الابنة بسؤال مباشر:" كيف وجدتِه !؟" مطتْ الابنة شفتيها الاثنتين، بداية، ثم قلّصت الشفة العليا ممططة السفلى في الوقت نفسه. عادت الام لسؤالها مصرّة على الجواب:" ماذا ؟ قولي!؟" ردتْ الابنة متخلية عن صمتها المزعج : " قال لي سنتزوج ونبني معاً، أنا وأنتِ، حياتنا. أظنه مفلساً، يريد مساعدة" قالت الام متشوقة : " طيب، وماذا كان ردّك ؟!" قالت الابنة : " لا شيء، سكتُ، بودي لو استطعتُ، آنذاك، أن أصفع خده ". انهار قلب الام والاب معا رغم جلستهما على الكراسي :" ماذا تقصدين !؟" تساءلت الام، كنفس أخير، تستوضح. لكن البنت استمرت تحاجج بعيون مملوءة بالعتاب المرّ والاستنكار : " العالم كله يحكي بالفلوس ، يعني بقيتْ عليّ ! وحدي" انهتْ الابنة في الجملة الاخيرة القضية برمتها حين ذكرتْ ذلك. لندن 21. 5 . 2011
#سميرة_المانع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التوحّش
-
احتضان غير مرئي
-
الطريق إلى دهوك
-
هزّة ارضية
-
إفرحْ يا قلبي
-
درب الصدّ ما ردّ
-
والنتيجة ؟!
-
ربحتْ الجائزة
-
وزّة في الخليج *
-
القارات المنسية
-
واخزياه
المزيد.....
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|