جواد كاظم غلوم
الحوار المتمدن-العدد: 3394 - 2011 / 6 / 12 - 01:05
المحور:
الادب والفن
مرثية لوطني المحزون
كان هنا في حيّنا زمانْ
الوطنُ الحنونُ سيّدُ الأكوانْ
يحنو على الصغارْ
يبجّلُ الكبارْ
كان لنا بستانْ
نزرعهُ خيراً وأقحوانْ
عشنا به من سالفِ الزمانْ
عشنا معاً كما الملوكِ
ترفعُ التيجانْ
سيفاً وصولجانْ
نرضعُ منهُ أيّما حنانْ
نبوسهُ
نشدو له نشيدَنا الأثيرْ
فجاء وايزمانْ
يتبعهُ الطامعُ هرمزانْ
وناكرو الجميل والإحسانْ
من هَمَجٍ وبربرٍ وجانْ
والأخوة العربانْ
وكلّ مَن شبَّ ومَنْ هبَّ
ومَن دبَّ مِن الديدانْ
فأوحلوا بأرضنا
وسمّموا الزمانَ والمكانْ
صلّى بنا الشيطانْ
ويومها
ما عادت الربوعُ واحةَ الأمانْ
***** ***** *****
حين عبرنا ساحلَ الأحزانْ
بَنوك في أحضانِك الو لهى يولولونْ
رسمتُ تواً لوحةً
للوطنِ الحنونْ
فيها مرافئٌ حسانٌ
دررٌ مكنونْ
ماذا أقولُ فيكَ أٌيُّها المحزونْ
يا أيُّها المطعونْ
***** ***** *****
يا سادتي
أصواتُكم... لا لن أقولَ إنها مشرفةْ
وجودُكم كما القيوح ِمقرفةْ
يا سادتي
بريدكم خاوٍ كما وجوهكم , أقنعةٌ مزيفةْ
ضيّعنا دليلُنا
ما ذنبُنا؟؟
لأننا مذْ خلقَ اللهُ لنا سماءَنا
أمطرَها الزقومَ والغسلِينْ
أمطرَها الدماءَ والأنينْ
يا سادتي
رفقاً بنا
يُسلخُ منا جلدُنا
وتُستباحُ أرضُنا
يُلهبُنا هجيرُنا
تُهدرُ في غياهب الليلِ دماؤُنا
***** ***** *****
شُدّ الرحالَ مسرعاً
مُدّ لنا أشرعةً
لعلنا نستبقُ الإعصارْ
ويهتدي بدربِنا العميانُ والغاوون
يا صاحبي
أ كُنتَ شاعراً يُنجّدُ الكراسيَ الهزيلة؟
أ كُنتَ وقّافاً على الأبوابِ؟
تمنعُ الجُموع؟
أ كُنتَ ظلاّماً لتابعيك؟
وتحرقُ الأخضرَ واليابسَ
كي تسرَّ ناظريك؟
ماذا إذاً أبقيتْ
للوطنِ المغدورِ في الطريقْ
مُدّ يديك صاحبي
مُدّ يديك ننتشلْ زمانَنا الغريق
جواد كاظم غلوم
[email protected]
#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟