ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 3394 - 2011 / 6 / 12 - 01:04
المحور:
كتابات ساخرة
يُتناقلُ عن جُحا أنه رغب يوماً أن يدخل الحمام العمومي للنساء . بدأ جُحا بتصوّر ما سيحدث له إن فعل . صرخات النساء تشق الآذان ، ثم ضربات منهن له بالطوس أو بوضع قالب الصابون في الليفة وضربه بها . قد يضطرّ أن يرمي نفسه في حوض الماء الحارفيحترق جسمه ليتخلص من آلام ضربهن له . ثمّ تأتي الشرطة وتلقي القبض عليه ويأخذونه إلى والي المدينة وهم يضربونه أو يركلونه طول الطريق ، وأخيراً يحكم عليه الوالي بالسجن أو الجَلد . قبل جحا بكل ما تصوّره من معاناة جزاءً لمتعته بما يراه في دخوله الحمام .
وقف جحا في حضرة الوالي مبلّل الثياب مفشوخ الرأس متورّم الوجه من ضربات النساء والشرطة ، محروق الجسم من حوض الماء الحار . سأل الوالي مستشاره على اليمين عن ما يحكم به على جُحا ، فإقترح هذا السجن !! فقال جحا في نفسه ( محسوبة !! ) ثمّ إستشار الوالي المستشارفي يساره فإقترح هذا الجلد !! فقال جُحا في نفسه ( محسوبة أيضاً !! ) ، لكن الوالي حكم بما لم يكن في الحسبان ، إذ قال ( أجلسوه على خازوق !! ) فصاح جُحا ( والله .. لو أني أعرف أني سأُجلَس على الخازوق ما فعلت !! )
هكذا يكون العقاب رادعاً إن كان في غير المحسوب له . لقد إستبشرتُ يوم رأيت الطبيب يفحصُ فم الطاغية ، فتصوّرت أن ذاك الفحص فحصٌ عام تنشرُ نتائجه على الرأي العام ، فيكون إسقاطاً سياسياً نهائياً له في نظر العراقيين جميعاً ، عندما يعرفون أن الذي حكمهم ثلاثين عاماً لم ينجح في الفحص !!. ولكن أغراض المحتلين لم تأت كما إشتهته النفوس ، إذ طُمرت النتائج لغرض في نفس يعقوب ، كما حدث في طمر أسباب وأسلوب قتل بن لادن ، وإلقاءِ جثمانه في البحر. ولكني أؤمن أن يوماً سيأتي ، يتقرر فيه فحص جميع الحاكمين الظالمين والسارقين ، ويُعرف العفيف منهم والمستعمل ، وينكشف المستور، عندها لا تقوم قائمة لظالم أو سارق و يرتدع كل حاكم من الدرس مستقبلاً .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟